الكمالية حالة بشرية عير صحية. والفارق بين من يدعى الكمالية والإنسان الصحيح أن هذا الأخير يتحكم في حياته. أما الذي يدعى الكمالية فهو يعيش دائمًا وكأنه فقد حريته ويجد نفسه مرغمًا على النجاح، على الكمالية، فكأنه مقعد وضع روحه في سجن.
الإنسان الذي يعيش في هاجس الكمالية يقيس قيمته الحاضرة بما ينجز. فيصبح كل خطأ إشارة إلى نقص في قيمته الخاصة.. فينتابه الخوف والذعر مما سيقوله عنه الآخرون، ويشعر بأنه فقد احترامهم، فينغلق على ذاته ويغرق في حال من العصابية والوحشة المحزنة.
يضاعف الكمالي جهده في محاولة إرضاء الآخرين ليعوض عن شعوره بالفشل، فيقطع وعود لا طاقة له على تحقيقها، فيزداد شعوره بالفشل. وهو يأبى أن يطلب مساعدة الآخرين مخافة أن يشكل ذلك إقرارًا بضعفه، إنه إنسان عالق بين خوفه من إظهار ضعفه وعدم قدرته على تحقيق سلوك يظهر قدرته.
يعتقد الكمالي أن قبول الآخرين له رهن بإنجازاته. فإذا ما فشل في حبهم وفقد مع تقدريهم له تقديره لنفسه.
الكمالي لا يستطيع أن يقبل ذاته والآخرين كما هم، من دون شروط، ولا يسمح لنفسه بأن يفشل، لذا تراه يعيش في قلق مضن كلما أقدم على عمل ما. فالآخر في نظره لا يمكنه أن يساعد أو يشجع إنما هو يراقب دائمًا ويقوّم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/perfect-reality.html
تقصير الرابط:
tak.la/v9wyz35