فهم المسيحيون دائمًا أن الخبز والخمر ليسا خبزًا وخمرًا عاديين بل هما جسد ودم المسيح حقيقة. وفي هذا السر يكون المسيح حاضرًا مع كنيسته، كما كان حاضرًا وسط شعبه في العهد القديم. وكما كان الخبز والخمر علامة محبة الله وعهد أبدى. هكذا الإفخارستيا هي علامة محبة الله وعهد أبدى مختوم بدم المسيح. وكما كان خبز الحضرة هو خبز وجه الله، هكذا الإفخارستيا هي خبز وجه المسيح.
مع الإفخارستيا يستطيع المسيحيين أن يقولوا أن "هنا من هو أعظم من الهيكل" والمسيح يصنع هذا لأنه الله القادر على كل شيء، هو ليس نبيا عاديا بل هو أعظم من نبي ويحل في جسده كل ملء اللاهوت (كو2: 8)، إذًا هو أعظم من الهيكل - هو ابن الله. لذلك فالخبز والخمر ليسا رموزًا بل هما معجزيين.
ولقد استعمل القديس كيرلس أسقف أورشليم من القرن الرابع موضوع خبز الحضرة ليشرح به سر المسيح وحضوره الحقيقي فقال - لقد انتهى خبز الحضرة القديم بنهاية العهد القديم. وفي العهد الجديد هناك خبز من السماء وكأس الخلاص يقدسان الروح والجسد. فهو يعتبر أنهما ليسا خبزا وخمرا عاديين لأن يسوع اعتبرهما جسده ودمه، وهكذا أعلن قائلًا "جسدى ودمى" ونأخذ هذا بالإيمان وليس بالتذوق، هذا منحة إلهية. نحن نقدم على المائدة خبزًا وخمرًا فيقدمه لنا المسيح في مأدبة سماوية - جسده ودمه كمنحة إلهية نحيا بهما أبديًا. ما حدث ليلة العشاء الرباني هو معجزة بكل المقاييس وليس رمزًا أو علامة. ويقول القديس كيرلس أسقف أورشليم أن يسوع قادر على تغيير طبيعة الخبز والخمر كما غير الماء إلى خمر. فهل لا يستطيع أن يغير الخمر إلى دم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/presence.html
تقصير الرابط:
tak.la/56zmn54