17- خطورة الجنسية الذاتية في تكرارها وتعودها

· خطورتها في تكرارها وتعوُّدها..

ولا يوجد أصعب من تكوين العادات الرديئة بصفة عامة فهي تتسلل إلى أعماق الإنسان وتختلط بوجدانه وخلايا جسمه وتُصبح مع الوقت جزءًا لا يتجزأ منه.. وأخطر العادات هي التي ترتبط بالغرائِز.. وأخطرها التي ترتبط بالشهوة.. فهي تصل إلى درجة أخطر من إدمان المخدر.. وتُصبح ضرورة مُلحة رغم استياء الإنسان منها.. وقد ترتبط العادة بمكان أو توقيت أو ظروف أو تصرف وهنا ترتبط العادة الرديئة بالشخص وسلوكياته اليومية مما يُزيد من ربَطاتها وتجدها تؤثر في الكيان والوجدان بل تساهم في تشكيل الشخصية.

يقول القديس مار إسحق "تخوَّف من العادات أكثر من الأعداء.. إنَّ من يربى عنده عادة هو مثل إنسان يُشعل نارًا بكثرة الوقود.. وذلك لأنَّ قوة الاثنين تتقوَّم بالمادة.. أما العادة فإنها إذا ما طالبت مرة ولم تُجبها إلى طلبها فإنك تجدها في وقت آخر ضعيفة أما إن صنعت لها ما طلبته فإنها تتقوى في المرة الثانية أكثر مما سبق".

ونُكرر عليك أنَّ هناك عدة عوامل تشترك في هذا الأمر (مُثير - مخ - حواس - خيال - مشاعر - أعصاب - غُدد - دم - هِرمون).. ومع تكرار الإلحاح على مراكز المخ والأعصاب مُستخدمًا هرمونات الإثارة.. فَيُلبي المخ الاحتياج.. ومع التكرار يتحول إلى عادة متأصلة.. لا يستطيع الإنسان الفكاك منها إذ يكون قد تعوَّد على مستوى مُعين من الهرمونات في الدم.. ومراكز المخ تعودت الاستجابة دون رفض.. ومع الاستمرار تتأصل وتثبُت وبحسب قول القديس باسيليوس "العادة المتأصلة تكتسب قوة الطبيعة".. ويقول القديس مار إسحق "كُلّ عادة إذا سلَّمت لها باختيارك تُصبح لك في النهاية سيِّدًا تسير قدامه مضطرًا بغير اختيارك".

وإن كانت هذه العادة قد تسلطت عليك فبادر في مقاومتها الآن بنعمة الله فاليوم أسهل من الغد.. وبحسب قول القديس أرسانيوس:

"بادِر باقتلاع الحشيشة الصغيرة التي هي التوانِ وإلاَّ تأصلت وصارت غابة كبيرة".. فالعادات دائمًا يُغذيها التكرار وطول الوقت كما يُغذى الوقود النار.