(7) فهم جيد للجنس الآخر شيء طبيعي أن يشعر كُلٌ جنس بميل نحو
الجنس الآخر.. ولكن لا بد أن نتمسك بنقاوة القلب والفكر.. ولا بُد أن
ينظر الشاب للشابة على أنها شخص وليس شيء.. لها احترامها وكرامتها
وفكرها ومشاعرها ووجودها.. فهي خلقة الله وعلى نفس المستوى من
الكرامة وليس أٌل. ولكي يُثبت الله تقديس كُلٌ جنس
للآخر فقد سمح الله أن يجعل كُلٌ من الجنسين أن يرتبطا معًا بأرقَى
أنواع الارتباط وأنقاه لكي يُذيب
الحواجز ويرتقى بالمفاهيم فجعل الله لكُلٌ شاب أم يتربى معها منذ
طفولته فيُكوِّن أقدس انطباع عن الجنس الآخر.. ثم يتربَّى ويكون له
أخت ويحيا معها في حياة مشتركة متداخلة في شتى مجالات الحياة..
فيقترب أكثر إلى فهم طبيعة الجنس الآخر.. ويِكْبَر ويسمح الله أن
تكون له زوجة.. يقترب منها اقتراب الوحدة والانصهار فيفهم ويُدرك
ما لم يُدركه من قبل.. ثم يمنحه الله إن سمح له أن تكون له ابنة
يحملها على يديه ويُربيها ويُوجهها ويُحبها.. ويُصادقها.. ويفهم
مشاعرها ويُشارِكها همومها ويعبر معها جميع مراحل حياتها إلى أن
تكبر.. ويمسك يدها ليُقدمها لزوجِها. هل رأينا أعظم أو أجمل من هذه
المفاهيم التلقائية التي يقدمها الله لكُلٌ إنسان ليلغى من الأذهان
المفاهيم الدنسة التي يزرعها العدو في الأفكار والنفوس فيجعل الشاب
ينظر إلى الجنس الآخر نظرات شهوانية.. تدل على عدم إدراك لأقدس
المعاني. يجب أن يعرف الشاب أنَّ الله سمح
بالجنس الآخر ليحدث تكامل بينهما.. وجعل الله في كُلٍّ منهما ما
يُكمل ضعف الآخر.. فينتج عن اتحادهما كيان متكامل ثابت ناضج. لذلك نُشير عليك أن تكون لك مجموعة
(وليس واحدة) من الشابات تتعامل معهُن بكُلٌ احترام ووقار -كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى-
ويكون لك
بصدق ومن أعماقك نقاوة كاملة.. وتقدير واحترام بل وإعجاب
(للمجموعة) بالعقل.. والروحانية.. والهواية.. والأخلاق.. فهذا
يُنظف العقل مما لصق به من مفاهيم خاطئة لصقت به عن الجنس الآخر..
ولكن اعلم أنَّ هذا الأمر يحتاج إلى نضج نفسي وروحي.. وإن لم تستطع
ابتعد.. ولكني أود أن تتأكد أنَّ مَنْ له تعامل نقى وراقي مع الجنس
الآخر يُؤمِّن نفسه من انحرافات كثيرة.. والذي يبتعد وهو مُتلهف
على التعامُل مع الجنس الآخر ولا يستطِع.. يُصاب بضيق وكبت قد تكون
عواقبه أشر من الحرمان. فيجب أن يحترم الشاب الشابة ولا ينظر
إليها إنها مجرد جسد بل كيان وفكر وعواطف ولها احترامها وتقديرها..
وحتٌى إن كانت هي تُهمل في حق نفسها.. فأنت مسئول عن تصرفاتك التي
تعكس مبادئك وتربيتك وتديُّنك.. واعلم أنَّ الدينونة للديان..
واعلم أنهن مدعوات لنوال ميراث الملكوت السماوي
"مُعْطِينَ
إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ
الْحَيَاةِ" (1 بط 7:3).. ولك
نماذج من القديسات اللواتي أثبتن وأقنعن أجيال بمقدار كرامة
واحترام الشابات.. فما أروع القديسة دميانة والأم دولاجي ومارينا
ويوستينا وبوتامينا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/purity/opposite-sex.html
تقصير الرابط:
tak.la/4qm4nt6