مفهوم الجسد في المسيحية
الإنسان جسد وروح
الجسد هيكل لله
الجسد والمعمودية
الجسد والميرون
تكريم أجساد القديسين
الجسد النوراني
بحسب تعبير القديس إيريناؤس أن الجسد هو علامة الشخص وظهوره بمعنى أن الجسد هو الهيكل المادي الذي يحوى نسمة الحياة الإلهية التي نفخها الله في الإنسان (تك 2: 7).. وقد يتهم العض الجسد انه مصدر كل الشرور او يتعامل أحد مع جسده باحتقار... وهذا يتعارض مع الفكر المسيحي الإنجيلي السليم... لأن الإنجيل يعلمنا أن مصدر الخطية ليس في الجسد بل في القلب الذي هو مركز النفس فمن القلب تخرج سرقة وزنا وقتل (مت 5: 28) وما الجسد إلا وسيلة تعبير عن رغبات القلب لذلك الرب يسوع يقدم لنا علاجًا للخطايا باقتلاع جذورها من القلب فنجده يعالج القتل باقتلاع جذوره من القلب الذي هو الغضب وكذلك الزنا والسرقة وغيرها.
من هنا علينا أن ننظر نظرة جديدة لأجسادنا أكثر إكرامًا وقارًا يكفى أن الله حين أعلن محبته للبشرية أخذ جسدًا وحل بيننا بهذا الجسد... أكل وشرب ونام وتعب... فصار الجسد شيئًا مقدسًا وصار مسكنًا لله وهيكل له فتباركت طبيعتنا بحلول الله المتجسد في وسطنا وحين قدم ابن الله جسده المقدس ودمه الكريم لنأكله ونشربه بسر إلهي فائق الإدراك ليتحد بنا وبأجسادنا صارت أجسادنا تقتات من الخبز السماوي... كل مَنْ يأكله لا يجوع ويحيا إلى الأبد... فصار أجسادنا تحيا في العالم ولكنها محسوبة أنها ليست من هذا العالم فأخذنا في أجسادنا ما يصعب التعبير عنه وبدأنا مشاركة سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد.
ولا ننسى أن أجسادنا حين دفنت في مياه المعمودية نالت الصفة المقدسة التي لا تمحى.، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وصارت لابسة للمسيح وحين دهنت بزيت الميرون المقدس الذي مصدره الأطياب والحنوط التي وضعت على جسد المسيح المقدس.. فأخذنا في أجسادنا نعمة التلامس مع جسد المسيح.. وبحسب تعبير معلمنا يوحنا الرسول أما انتم فلكم مسحة من القدوس (1 يو 2: 20) فأجسادنا ممسوحة بها ستة وثلاثون رشمًا بالميرون المقدس على جميع أعضائها إعلانًا لتقديس هذا الجسد بل وتكريسه للمسيح وكأن أعضاءنا مختومة لحساب المسيح لتحيا في ملكية المسيح.
ولنا أن نعلم أن زيت الميرون هذا هو الذي يدشن الكنائس والمذابح والأواني المقدسة فأرادت الكنيسة أن تكرس أجساد أولادها على مثال تكريس الأواني المقدسة... أي كرامة ومجد تليق بهذا الجسد الذي استمد مجده وكرامته من جسد المسيح نفسه فعلينا أن ندرك أن أجسادنا هي أعضاء في جسمه ومن لحمه ومن عظامه... لذلك سمح الله لهذا الجسد أن يشترك في مجد الحياة الأبدية بعد أن تتغير طبيعته ويلبس عدم فساد ومجد بما يناسب طبيعة الحياة الأبدية.. نعم سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد ممجد (في 3: 21).
هنا نفهم.. ماذا يريد معلمنا بولس الرسول حين أوصانا مجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 2).. ونجد أن أجساد القديسين والشهداء وعظامهم صارت سبب بركة وشفاء، بل وأعطت حياة كما حدث مع عظام أليشع النبي التي أقامت ميت... حقًا إنهم مجدوا الله في أجسادهم بأعمال الجهاد والنسك وأعراق التقوى وآلام الاستشهاد فصارت أجساد تحمل قوة عمل الله فيها.
وعندما نترك هذا العالم الفاني سنقوم من بين الأموات بأجساد نورانية، روحانية، سمائية، ممجدة... لا تمرض ولا تخطئ ولا تشيخ ولا تموت... بل تتمجد مع الله إلى الأبد في ملكوته العتيد.
وتحقيقًا لهذه الجولة حول مجد وكرامة الجسد نجد القديس ايرونيموس مخاطبًا استوكيوم العذراء قائلًا:-
إني أناشدك أمام الله وملائكته أن تحرسي ما قد نُلتيه ولا تعرضي لأنظار الناس أواني الهيكل المقدسة... وهي لا يراها إلا قسوس الهيكل لكي لا يتطلع دانس إلى هيكل الله. إن عزة لما لمس تابوت الله الذي لم يكن مصرحًا بلمسه حمى غضب الرب عليه وضربه فمات (2صم 6: 7).
وفي الحقيقة ليس ذهب ولا فضة ولا أي جواهر أثمن أمام الله من هيكل جسد العذراء...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/garments/bodies.html
تقصير الرابط:
tak.la/9sjh9wp