 |
1- ولكن لعل الدوران في الأماكن العامة على ظهر البغال شيء مقبول جدًا!
ما هذا إلا أمرًا عديم الفائدة حيث تُطرد كل بهجة، وهكذا أيضًا لا تُفضّل الظلمة على النور ولا الأسر (السجن) على الحرية ولا الاحتياجات العديدة على الاكتفاء.
المرأة لن توجد بعد في وضع أفضل في عدم استخدام رجليها دون الحديث عن المكاره التي تنتج حتمًا، وهكذا لن تستطيع أن تترك بيتها عندما تريد، وغالبًا بالرغم من وجود سبب جدّي يحثها للخروج فهي مجبرة أن تمكث في بيتها مثل المتسولين المقعدين الذين ليس لهم من يحملهم. فإذا حدث بالصدفة وتهيأ بعض الدواب أعني نزاع وشجار وخصام طويل، وإذا كانت هي بالمثل ودون تقدير للعواقب تصرفت بنفس القدر، لأنها أهملت زوجها ثم لامت نفسها وندمت وبحثت بتدقيق الارتباك الذي سببته. كم سيكون مفضلًا لها أن تستخدم رجليها! لأنه لأجل هذا قد أعطانا الله إياها (الرجلين) ولنتحاشى هكذا كل المضايقات، لأن هذه ليست بالدوافع الوحيدة التي تحجز النساء في البيت إذ يحدث لكلا الدابتين أو لواحدة أن تعاني من آلام ووجع في رجلها، والنتيجة واحدة، وعندما يُطلقا فجأة للرعي -وهذا ما يحدث كل السنين والأيام العديدة- فحينئذ تكون من جديد مجبرة لحراسة المسكن كأنها مقيدة، ولن تستطيع الخروج من دارها حتى لو دعتها ضرورة ملّحة.
2- وإن كان يبدو للبعض أنها تخلصت بهذا من مضايقات عديدة وأنها لا تكون بعد في حالة تضطرها إلى تحمل نظرات كل واحد من معارفها، فهذا في اعتقادي عدم دراية لما يحمي الكائن الأنثوي من العار وما يجلبه له، فليس التبرج ولا التبرقع هو الذي يحسم الأمر، بل في الوقاحة التي لا تحفظ خشوع النفس وتحفظها عند ملازمة لبيت، والتحفظ والاحتشام عند الخروج من البيت.
لهذا السبب فإن كثير من النساء اللائي لا يلتزمن بهذه الديرية (يقصد عدم الخروج من المنزل) ويدوروا حتى في السوق وسط الجموع، بدلًا من أن يثيروا ضدهم الثّلابين - يجتذبون لأنفسهم إعجاب كثير لتحفظهم وحيائهم، ومن خلال هيئتهم ومشيتهن والبساطة العظيمة لملبسهن، فإنهن يجعلن بريق حكمتهن الداخلية يتلألأ، وفي المقابل فعدد كبير من النساء اللاتي يمكثن في المنزل يجتذبن لأنفسهن سمعة سيئة، لأن المرأة المرابطة بدارها تستطيع أن تُظهر ما تريد بكل وقاحة وسفاهة بلا حدود، وهذا أسهل بكثير من التي تتراءى للآخرين.
_____
(72) يبدو هذا الفصل غامضًا بعض الشيء، لكنه على كل حال يندرج في نطاق المقارنة بين المتزوجة التي تلازم البيت ولا تخرج إلا على بغلة الشجار مع زوجها، وحتى لو لم يحدث شجار يمكن وهي ملازمة البيت أن تجتذب لنفسها سمعة رديئة بتصرفاتها، بينما في المقابل العذراء والتي حتى لو خرجت إلى السوق فإن حشمتها وحيائها يفرضان على ناظريها توقيرها واحترامها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/walking-vs-riding.html
تقصير الرابط:
tak.la/by9p5dt
