![]() |
1- ألم يكن صليب المسيح عثرة لكثيرين وهو الذي أنهض العالم (من نوم الغفلة) وبدد الضلال وحول الأرض إلى سماء، وكسر قوى الموت، وجعل الجحيم عقيمًا، ودمر قلعة إبليس، وسد أفواه الشياطين، وجعل البشر ملائكة، وخرب المذابح وهدم الهياكل (الوثنية)، وغرس هذا الدين الجديد والعجيب، وكان هو الصانع لإحسانات كثيرة سببت احترامًا مهيبًا وعظيمًا، وكان صعب اقتناءها؟
2- ألم يبشر به بولس ويشهد لكونه عثرة قائلًا: "نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1كو 1: 23).
أخبرني: هل كان ينبغي ألا يوجد الصليب، ولا نقدم هذه الذبيحة لأنها كانت عثرة لمن هلكوا آنذاك وبعد ذلك وفي كل عصر؟
3- من سيكون جاهلًا وغبيًا جدًا ليقول هذا؟ وأيضًا لا يلزم أن نضع في الاعتبار من قد عثروا ولو أنهم كثيرون، بل من قد خلصوا ومن تم اقتيادهم إلى الطريق المستقيم، ومن قد انتفعوا بمثل هذه الحكمة. ألم يلزم القول: ما الذي يهم فيمن قد عثروا؟ لأنه لا ينبغي أن يُعزى الخطأ إلا إليهم. والأمر هو هكذا الآن أيضًا.
4- في الواقع إن العثرة لا تأتي من طبيعة الصليب، بل من حماقة الذين عثروا. لهذا السبب أضاف بولس قوله: "... وأما للمدعوين يهودًا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كو 1: 24). لأن الشمس تؤذي عيون المرضى، فماذا؟ ألا ينبغي أن توجد الشمس؟ العسل يبدو مرًا لمن هم مرضى، فهل ينبغي أن يختفي من الحياة اليومية؟ ألم يكن الرسل أنفسهم رائحة موت وتلد الموت للبعض، وللبعض الآخر رائحة حياة تلد حياة؟ هل كان يلزم بسبب المائتين ألا ينتفع الأحياء من مثل هذا العون العظيم؟
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5- كم هو عدد الذين تعبوا من مجيء المسيح نفسه، وهو خلاصنا ومصدر الخيرات والحياة وأعاجيب لا حصر لها؟ كم بسببه تجردوا من العذر والغفران؟ ألم تسمع ما قاله المسيح بخصوص اليهود، "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم" (يو 15: 22)؟
6- فماذا؟ هل كان يلزم ألا يأتي المسيح بسبب من لم ينتفعوا من هذا المجيء؟ من يجرؤ على قول هذا؟ لا أحد على الإطلاق يقول هذا، حتى ولو كان في منتهى الحماقة.
وأيضًا قل لي: كم عدد الناس الذين صار لهم الكتاب المقدس سبب عثرة؟ كم من هرطقات وحدت علتها منه؟ هل كان ينبغي أن يتلاشى الكتاب بسبب من قد عثروا؟ أم كان يلزم ألا يُعطى منذ البدء؟ بالتأكيد كان يلزم أن يُعطى لمن سينتفعوا منه. أما الذين قد عثروا، فلن أتوقف عن أن أسوق نفس الكلام، وهو أنه ليعزوا (ينسبوا) العثرات إلى أنفسهم. أما الذين انتفعوا بأعظم الفوائد كانوا سيعانون من خسارة عظيمة لو أنه بسبب جهل وإهمال الآخرين كانوا قد حُرموا من نوال ما كان مفيدًا لهم.
لا تتكلموا عن الذين هلكوا، لأنه كما قلت في نص سابق، مَنْ لم يؤذ نفسه، لا يمكن أن يعاني ضررًا من جانب الآخرين، حتى لو كانت حياته في خطر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mxq89yt