مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العناية الإلهية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

St-Takla.org Image: Saint John Chrysostom fresco (1777), by Andreas Brugger. صورة في موقع الأنبا تكلا: فريسكو البطريرك القديس الذهبي الفم يوحنا (1777 م.)، للفنان أندرياس بروجير.

ممن هو بين طغمة القديسين؛ يوحنا أبينا رئيس أساقفة القسطنطينية لمن عثروا من المظالم المقترفة والمطاردات وسوء المعاملة من الناس ومن كهنة كثيرين، على العناية الإلهية الفائقة الإدراك.

1- إن الأطباء عندما يريدون معالجة من هم مصابين بالحمى أو من يعانون أي مرض آخر، فإنهم يسعون أولًا إلى رؤية المرضى أنفسهم، لأنهم لو ظلوا بعيدين عنهم فلن يكون بمقدورهم أن يقدموا ما في وسعهم أن يقدموه، إذ أن فن الطب يستلزم معاينة الأمراض على الطبيعة.

2- وعلى العكس فنحن - الذين نجتهد بالعناية ليس بمرض أو مرضين، بل بكل من هم يعانون من العثرة⁽⁷⁹⁾ على مدى العالم كله، لا نحتاج لشيء من هذا، إذ أنه غير مطلوب منا الذهاب لأحد ممن هم مصابون بهذا المرض أو التعرف على مدى انتشار المرض ولا حتى مطلوب أن نسعى لرؤية من هم في صحة سيئة. نحن لن نستعمل أدوات (جراحية) ولن نكلف من هم مرضى أن يشتروا ما يستلزم العناية بهم (ومعالجتهم).

3- حتى لو كان هؤلاء المرضى غير معروفين لنا، ولو كانوا يقيمون في أقصى الأرض وفي وسط البرابرة وقابعين في قاع البؤس، وفقراء بالدرجة التي ينقصهم القوت الضروري، فلا شيء من هذا يمنعنا من العناية بهم، نحن الذين في موضع منفرد (أي معزول وبعيد)، بدون أدوات (جراحية)، بدون أدوية أو أكل أو شرب أو مال أو بدون (الحاجة إلى) سفر طويل... سنطرد هذا المرض.

4- كيف، وبأي وسيلة؟ بإعداد ترياق الكلمة الذي هو ناجع لكل المرضى، ومن باب أولى لكل من ذكرناهم (حرفيًا أسميناهم)، لأن الكلمة (الإلهية) ستغذي أفضل من الخبز، وتقيم أفضل من أي علاج وتكوي بقوة أكثر من النار، دون أن تثير أي ألم وتكبح الأمواج المسمومة للأفكار المنحرفة⁽⁸⁰⁾، و(الكلمة) أكثر حدة من السيف، فهي تبتر دون ألم الأجزاء المصابة، وبعملها هذا لا تكلف أية نفقة ولا تزيد من فقر من هو فقير. إذ قد أعددنا هذا الترياق، فنحن نرسله للجميع. وأنا أعلم أن الكل سيستفيد من هذا العلاج، بشرط أنهم يتمسكون بكلماتنا بانتباه وإرادة حسنة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(79) يقصد بمرض العثرة، التعثر في إدراك عناية الله ومحبته لنا عندما تحيط بنا نار التجارب ونكتوي بلهيبها فنظن خطأ أن الله قد نسانا أو تخلى عنا.

(80) إن الهرطقة ليست هي ثمرة للعقل بل هي ثمرة لسوء استخدام الإنسان للنطق (والتفكير السليم).

ينبغي ذكر سبب من أين تتولد العثرة

العناية الإلهية: للقديس يوحنا ذهبي الفم كتب القمص أنجيلوس المقاري

مقدمة

---