1- يوجد سباق مركبات (خيل) وأيضًا مشاهد شيطانية في استاد السباق (لذلك فإن) اجتماعنا آخذ في التقلص. إذ أنني أخشى وأتوقع الإهمال الذي يأتي من الراحة والطمأنينة، لهذا السبب فأنا أحثكم وأتوسل إلى محبتكم ألا تبددوا الثروة التي صنعتموها بالصوم أو تجلبوا على أنفسكم المهانة التي تأتي من المشاهد الشيطانية (الخليعة). ويبدو لي أنه لا منفعة قد أتت من هذا النصح، إذ انظروا كيف أن البعض ممن سمعوا عظتي السابقة، قد اندفعوا اليوم بعيدًا وتخلوا عن فرصة سماع هذا الحديث الروحي وأسرعوا إلى استاد السباق. لقد أبعدوا عن عقولهم كل تذكر للموسم المقدس الذي للصوم ولعيد الخلاص في يوم القيامة وهذا الاشتراك الفائق الوصف في الأسرار الإلهية وسلسلة توجيهات (قيلت آنذاك).
2- أخبروني بأية غيرة سأباشر من الآن توجيهاتي المعتادة عندما أرى أنه لم تعد كلماتي تجدي نفعًا، بل كلما طال استمرار أحاديثي، كلما ازداد إهمالهم. وهذا الأمر يجعل حزني أعظم ودينونتهم خطيرة. وليس فقط حزني يزيد، بل كذلك أيضًا إحباطي.
عندما يرى الفلاح أنه بعد كل عمله ومتاعبه لا تعود الأرض تنتج بما يوازي أتعابه، بل صارت الأرض كالحجر، فإنه يتردد كثيرًا بعد ذلك في فلاحة الأرض إذ يرى أن عمله باطلًا ودون جدوى. كذلك أيضًا عندما يرى المعلم أنه بعد أن أظهر اهتمامًا عظيمًا وعلّم بلا انقطاع، يستمر تلاميذه في نفس الإهمال، فإنه لا يستطيع أبدًا أن يلقي تعليمه الروحي بنفس الغيرة (السابقة)، حتى لو كانت مكافأة أتعابه في هذا الوضع لا يقابلها استهانة زائدة من السامعين لها.
 |
3- ما نراه يحدث للفلاح لا يحدث في حالة الإرشاد الروحي. فعندما تخدع الأرض الفلاح، يعود لمنزله صفر اليدين دون أن يستطيع أن يجد تعزية لأتعابه؛ لكن ليس الأمر هكذا في التوجيه الروحي، بل حتى إن بقى التلاميذ في نفس حالة الإهمال وإن لم يجني أحد منفعة مما قاله، فطالما أن المعلم لم يتقاعس في عمل أي شيء مما يتوجب عليه فإنه يحصل على مكافأة عظيمة لأتعابه، لأن الله في صلاحه لا يمنع عنه مكافأة أتعابه لأن تلاميذه كانوا مهملين، بل يمنحه أجرًا عظيمًا سواء سمع له تلاميذه أو لم يسمعوا.
4- مع ذلك فأنا لا أضع في اعتباري فقط أن أجري ومكافأتي سيظلا كما هما (دون نقصان)، بل أنا أيضًا اعتبر أنه من الأهمية بمكان منفعتكم، وأنا انظر إلى استهتاركم على أنه خسارة شخصية لي. لهذا السبب فأنا اعتبر أن فرحتي مبتورة الجناحين خصوصًا وأنا أعي أن نفس إهمالكم لما أقوله سيجلب دينونة أعظم على أولئك غير الراغبين في جني منفعة من سلسلة توجيهاتي، (وبالذات على) أولئك المستمرين في هذا الاستهتار بعدما نصحتهم بشدة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5- قال المسيح عن اليهود "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم" (يو 15: 22). من المناسب لنا أن نقول هنا هذا القول لأولئك الذين احتقروا اجتماعنا هنا وفضّلوا عليه ملاهي العالم والتجمعات الضارة: السباقات والمشاهد الشيطانية (الخليعة). إن لم أكن قد توقعت أخطاءهم وجعلت نصحي لهم أقوى وعلمتهم بصوتي طول الوقت وشجعتهم مثل أطفال صغار كل يوم محولًا إياهم إلى طريق الفضيلة بسلسلة توجيهاتي مظهرًا لهم الضرر الناجم عن الرذيلة ومحرضًا إياهم أن يقوّموا أخطاءهم السابقة، فإن لم أكن قد سبقت وعملت كل هذه الأشياء، لربما كان يمكن لأحد أن يحكم باستحقاقهم للعفو.
6- لكن الآن أي دفاع وحجة لهم؟ ليس فقط سينالهم ضررًا خطيرًا نتيجة مثل هذا الإهمال بل سيكونوا أيضًا سبب عثرة لآخرين، فمن إذًا سيغفر لهم؟ ومن سيغفر للكهل الذي لا يعتبر عمره ولا اقتراب موعد الموت ولا الحمل الشنيع لخطاياه السابقة، بل كل يوم يضاعف مساوئه ويصير معلمًا للصغار في طريق الاستهتار؟ أخبروني متى مثل هذا الإنسان يستطيع أن يقوّم استهتار ابنه أو يضبط الأهواء المضطربة لشاب بينما هو نفسه لم يتعلم أن يضبط نفسه في هذا الوقت من عمره؟ مع أنه سيعطي حسابًا ليس فقط عن أعماله بل أيضًا عن دروس الاستهتار التي أعطاها للآخرين إذ لم يكف عن هذه العادة السيئة.
7- إن الإنسان الذي يسعى للفضيلة ليس فقط يتوقع مكافأة مقابل أتعابه، بل أيضًا سيجني مكافأة عن المعونة التي قدمها للآخرين باجتذابهم للغيرة والإقتداء بالفضيلة التي له. بنفس الطريقة أولئك الساعين إلى الإثم سيعطون حسابًا عسيرًا، لأنهم قدموا للآخرين فرصة للاسترخاء. كيف إذًا سأعظ الشاب بينما أولئك المتقدمين في العمر ساقطين في مثل هذا الاستهتار، غير ملتفتين لنصح الرسول الذي يقول "كونوا بلا عثرة لليهود ولكنيسة الله" (1كو 10: 32).
_____
(100) الآن يتم هذا من جهة مباريات كرة القدم وبرامج التلفزيون والانترنت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mcty7jb
