 |
8- لقد كنتم حتى أمس في مدرسة للتدريب والتعلم حيث الهزائم يتم التغاضي عنها. لكن من الآن فإن الحلبة افتتحت والجهاد حاضر والمشاهدون أخذوا أماكنهم، ليس فقط البشر سيشهدون القتالات بل أيضًا جيش الملائكة كما يصرح بهذا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس قائلًا: "صرنا منظرًا للعالم والملائكة والناس" (1كو 4: 9).
بينما الملائكة يقفون كمشاهدين فإن رب الملائكة يترأس الحلبة كحكم. هذا الأمر ليس فقط سبب فخر لنا، بل (أيضًا) ضمان لسلامتنا. أليس هذا فخر وضمان لنا عندما يكون ذاك الذي هو حكم اللقاء هو الذي بذل حياته لأجلنا.
9- أن الحكم في المباريات الأولمبية يقف على الحياد بمعزل عن الطرفين المتلاقين ولا ينحاز لطرف على حساب الآخر بل ينتظر نتيجة اللقاء وهو يقف في الوسط لأن حكمه حيادي. لكن في جهادنا ضد إبليس لا يقف المسيح بعيدًا بل هو إلى جانبنا بالكامل. أما مدى صحة أن المسيح لا يقف بعيدًا بل هو ينحاز إلينا تمامًا فيمكنكم أن ترونه من هذا الأمر. لقد مُسحنا عندما ذهبنا إلى اللقاء لكنه قيد إبليس. هو مسحنا بزيت البهجة، لكنه قيد الشيطان بقيود لا يمكن أن تنكسر لتبقيه في اللقاء مقيد اليدين والرجلين. ولكن إن حدث وانزلقت أنا، فإن المسيح يمد يده ويقيمني من سقطتي ويوقفني على رجليّ مرة ثانية. لأن الإنجيل يقول "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19).
10- إن إبليس بعد انتصاره يتوعده الله بجهنم. إن فزت أنا في اللقاء فسأنال إكليلًا وإن غلب الشيطان سُيعاقب. ولكي تعرفوا أنه يعاني عقوبة أعظم عندما يغلب، فهذا سأبرهنه لكم مما حدث من قبل. لقد جعل إبليس آدم يزل وتغلب عليه، فبماذا كانت الجائزة لهذا الانتصار؟ "على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كل أيام حياتك" (تك 3: 14).
إن كان الله قد عاقب الحيّة المرئية بهذه الصرامة الشديدة، فبأي عقوبة سيعاقب الحيّة التي يمكن أن تُرى بعيني الروح؟
إن كان الحكم قد سرى على الآلة التي استخدمها المحتال، فمن الواضح أن عقوبة أكثر شدة تنتظر المحتال نفسه. الأب عندما يجد من قتل ابنه المحبوب، فهو ليس فقط يعاقب القاتل، بل أيضًا يدمر السلاح نفسه الذي أُستخدم في القتل. هكذا بالمثل عندما يجد المسيح أن إبليس انتصر على إنسان فهو ليس فقط يعاقب إبليس بل أيضًا يدمر السلاح نفسه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
11- لذلك ليتنا نتشجع ونجرد أنفسنا للقتال. إن المسيح قد ألبسنا سلاحًا أكثر لمعانًا من الذهب وأقوى من أي حديد صلب وأحمى وأكثر اشتعالًا من أي نار وأخف من نسمة الهواء. إن طبيعة هذا السلاح لا تثقل الكاهل أو تثني الركبتين (من ثقله) بل هو يعطي أجنحة لأطرافنا ويرفعها، فإن أردت أن تطير إلى السماء فهذا السلاح ليس بعائق، بل هو نوع جديد من الأسلحة، إذ أن القتال الذي نمارسه الآن هو نوع جديد من القتال. مع أنني إنسان (لكن) عليّ أن أوجه ضرباتي إلى الشياطين. مع أنني مقيد بالجسد، لكن جهادي هو مع قوات (غير) متجسدة. لهذا السبب فإن الله جعل درعي ليس من المعدن بل من البر، وأعدّ لي ترسًا ليس من المعدن بل من الإيمان، ولي أيضًا سيفًا حادًا، الذي هو سيف الروح (أي كلمة الله. إن إبليس يرميني بسهامه ولكن أنا لي سيف (أقوى من أي سهام). هو مجرد رامي سهام، أما أنا فجندي مدجج بالأسلحة. تعلموا من هذا تكتيك إبليس. فرامي السهام لا يجرؤ على الاقتراب بل يرمي سهامه من بعيد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p3y3qv7
