مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

St-Takla.org Image: The Resurrection of Jesus Christ (note that it has a mistake, as Jesus rose while the tomb was closed, as the stone was rolled away after the resurrection). - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908. صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح (لاحظ وجود خطأ في الرسم، حيث أن يسوع قام والقبر مغلق، كما أن الحجر دحرج بعد القيامة). - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908 م.

1- أيها الأحباء حتى لو انتهى الصوم فلندع التقوى مستمرة حتى لو انتهى الصوم الأربعيني، فليتنا لا نتوقف عن تذكره. ليت لا أحد يشعر بالضيق من هذا الكلام لأنني لا أقوله لأفرض عليكم فترة أخرى من الصوم، بل لأني أريد منكم أن تهدأوا وتظهروا الآن نوعًا من الصيام أكثر دقة الذي هو الصيام الحقيقي، لأنه من الممكن لمن هو غير صائم أن يصوم. كيف يكون هذا...؟ سأخبركم:

بينما نحن من جهة نتناول الطعام ليتنا من الجهة الأخرى نمتنع عن الخطية، لأن هذا هو الصوم الذي يساعدنا ولنضع هذا الصوم في اعتبارنا ونحن نمتنع عن الطعام لكيما نسعى في طريق الفضيلة بأكثر سهولة. لذلك إن أردنا أن نعتني جيدًا بالجسد ونحفظ النفس خالية من الخطية فلننتبه ونتصرف بناء على ذلك.

2- إن هذه الطريقة من الصوم ستكون أسهل بالنسبة لنا إن نظرنا للنوع الآخر من الصوم، اقصد الامتناع عن الطعام؛ فقد اعتدت أن اسمع كثيرًا من يقول أنه وجد صعوبة في تحمل عبء الامتناع عن الطعام وآلام ضعف الجسد. ونطق (غيره) بشكاوى أخرى مرّة قائلًا إن صحته قد تدهورت لأن عليه أن يخرج دون استحمام وأن يقصر شرابه على الماء. مثل هذه الأعذار لا يمكن أن توجد فيما يختص بالصوم عن الخطية (إذ) من الممكن أن تستمتع بكل هذه الأشياء (بالقدر المعقول) وأن تمد الجسد بالطعام المناسب له وأيضًا أن تعتني بالنفس في نفس الوقت. وفي الواقع أنا لا أحثكم الآن للامتناع عن أي شيء من هذه، امتنعوا فقط عن الخطية وأظهروا أنفسكم أوفياء دائمًا لهذا الامتناع. بهذه الطريقة سيمكنكم في مراحل حياتكم أن تمارسوا الصوم الحقيقي. لا يوجد شيء يمنعكم من الاستمتاع بالأشياء التي عددّتها (بتعقل) لكن الخطية بكل أشكالها ممنوعة. مع ذلك فإن الخطية تتولد بالتحديد من مصادر مثل الشره، اللهو، الاسترخاء (الكسل) الزائد عن الحد. لذلك أنا أنصحكم حيث أننا نعرف بوضوح أن هذه الأشياء خاطئة فليتنا لا نستخدم ما هو خطأ كحجة لأن نروّح عن أنفسنا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

3- سأقول الآن أيضًا ما قلته من قبل مرارًا: كما أن القدر المعقول من الطعام يفيد كثيرًا كل من صحة الجسد والنفس، كذلك من ناحية أخرى فإن سوء استخدام الطعام يفسد الإنسان كله جسدًا ونفسًا، وإن الإفراط في الأكل والشرب يضعف قوة الجسد ويدمر صحة النفس. لذلك ليتنا نهرب من الإفراط ولا نصير مهملين فيما يختص بخلاصنا حيث أننا نعرف أن الإفراط هو أصل كل الشرور ولنحرص على أن نقتلعه كما من مصدر واحد، فكل شكل من أشكال الخطية نابع من اللهو والسُكر. إن هذه الرذائل تجعلنا ننزلق إلى الخطية كوقود يجعل النار تضطرم. في حالة النار فإن فيضًا من الوقود يزيد النار اشتعالًا، ويرفع لهيبها عاليًا، كذلك أيضًا هنا إن تركنا أنفسنا للهو والسُكر فنحن سنوسع النطاق الحارق للخطية.

تحاشي السُكر بالخمر والأهواء

تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم كتب القمص أنجيلوس المقاري

حث المتنصرين للامتناع عن التراخي والبذخ والسُكر بل التعقل