![]() |
15- أترون مقدار سخاء نعمته؟ أترون كرم العريس الذي يتزوجه أولئك الذين يستجيبون لدعوته؟ ولكن دعونا نرى أيضًا إذا رغبتم نتائج هذه الزيجة الروحانية، فهي تمامًا مثل الزواج المحسوس الذي تعطي فيه وثيقة تعهد بالمهر (بعقد المهر) كما تُعطى من أجله هدايا، فالرجل يأتي بالهدايا والعروس بعقد المهر، هكذا أيضًا في الزواج الروحاني، فمن الطبيعي أن يتم شيء من هذا النوع حيث تقودنا أمور الجسد إلى تلك التي تخص الروح، أي إلى الأمور التي تقترب أكثر إلى الله، فما هو إذن عقد المهر في تلك الزيجة الروحانية، ما هو إلا الطاعة والاتفاق الذي يُبرم مع العريس. وما هي الهدايا التي يأتي بها العريس قبل الزواج؟
اسمع القديس بولس الرسول، فهو يبين لنا ذلك عندما يقول: "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها مطهرًا إياهًا بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن... بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف 5: 25-27).
16- أترون عظم شأن عطاياه؟ أترون فيض حبه الذي لا يُعبر عنه؟"كما أحب أيضًا المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها". لم يحدث أن رجل أجاز لنفسه أن يفعل هذا، أي يسفك دمه لأجل المرأة التي تصير عروسًا له، ولكن السيد الرب السخي في عطائه وبذله وعظيم صلاحه، قبل أن يقدم هذه الذبيحة العجيبة الهائلة بسبب حبه واشتياقه إلى عروسه حتى يقدسها بدمه وحتى يطهرها بحميم المعمودية يحضرها لنفسه كنيسة في كامل مجدها - لهذا الهدف سفك دمه واحتمل الصليب لكيما بذلك يعطينا أيضًا التقديس مجانًا ويطهر بحميم الميلاد الثاني، ولكي يحضر لنفسه أولئك الذين كانوا سابقًا في خزي وغير قادرين أن يتكلموا معه بثقة وهكذا صاروا في حالة مجد وبلا دنس ولا غضن أو أي شيء من ذلك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
17- ها أنتم ترون في قوله "لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء مثل ذلك. إنه يريد أن يعلمنا أن الكنيسة كانت قبل ذلك في حالة عدم طهارة فتأملوا إذًا في كل هذه الأمور يا جنود المسيح الجدد ولا تنظروا إلى جسامة شروركم ولا تأخذوا في اعتباركم خطاياكم الزائدة على الحد، بل بالحري أمعنوا النظر في تلك الكلمات باهتمام ولا تترددوا في هذا الطريق الذي تسيرون فيه (الآن). إنكم تعلمون جيدًا (جود السيد الرب) وفيض نعمته وروعة عطيته، فأنتم الذين حُسبتم أهلًا أن تنضموا إلى تلك الرعوية، ليتكم تظهرون وفرة من الإرادة الصالحة وتتقدمون إلى الأمام. اطرحوا عنكم كل ما فعلتموه حتى الآن وبرهنوا بكل قلوبكم على هجرانكم للماضي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zj78gxb