إن أحد العلامات الملحوظة والواعدة لزماننا هذا هو زيادة الانتباه والاهتمام المعُطى من كل الجوانب لدراسة الكتاب المقدس. من يصدقون ويحبون الكتاب المقدس واختبروا قوته وصدقه هم فقط الذين يمكنهم أن يبتهجوا لمثل هذه النتيجة. هم يعرفون أن "كلام الله يحيا ويبقى إلى الأبد"، ويعرفون أنه لن يسقط ولو حرف أو نقطة من كلامه "القادر أن يحكّم للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع" (2تي 3: 15).
![]() |
بناءًا على ذلك لا يوجد لديهم مبرر للخوف من النتائج سواء المختصة بالفحص العلمي أو بالتفتيش والاستقصاء من جهة "الأمور المتيقنة عندنا" (لو 1: 1)، لأنه كلما تم دراسة وفحص الكتاب المقدس أكثر، كلما تعمق اقتناعنا أكثر أن: "أساس الله الراسخ قد ثبت" (2تي 2: 19).
إنه لأجل مساعدة قارئ الكتاب المقدس على قدر استطاعتنا، وليس لكي نبطل قراءته له باشرنا هذه السلسلة الذي هذا الكتاب أول مجلد فيها. وعند كتابته أضع في اعتباري بالأساس من يعلّمون ومن يتعلمون سواء في المدرسة أو في محيط العائلة. لكن مجالي وهدفي أوسع.
فأنا أود أن أهيئ ما يمكن أن يكون مفيدًا لقراءته في محيط الأسرة، ما يمكن أن يكون حقًا إلى حد ما بمثابة شرح شعبي للتاريخ المقدس. وأكثر من هذا، أرجو أنه يمكنه كذلك أن يكون بمثابة كتاب يوضع في يد الشباب، ليس فقط لكي يُريهم ما يعلّمه فعليًا الكتاب المقدس، بل أيضًا ليحميهم ضد الهجمات الماكرة التي تنشأ من سوء تصوير وسوء فهم وتشويه للنص المقدس.
وإذ وضعت في اعتباري هذا الهدف الثلاثي، سعيت لأن أكتب بصيغة وأسلوب شعبي سهل الفهم لكي يمكن أن يستخدمه ويستفيد منه مدرس مدراس الأحد والباحث المتقدم ودارسي الكتاب المقدس، مرتقيًا تدريجيًا في هذا المجلد والذي يليه من المستوى الأكثر بساطة إلى الأكثر تفصيلًا. وفي نفس الوقت أخذت الرواية الكتابية بالتتابع، إصحاح بعد إصحاح، محددًا على الدوام الأجزاء المشروحة من الكتاب، لكي يمكن مقارنتها -على مستوى الأسرة أو في القراءة الخاصة- بما قدمناه من شرح وتفسير.
أخيرًا وبدون ذكر الاعتراضات من جانب المعترضين، سعيت لأن أتصدى لها ليس بالجدال، بل بشرح أوفى ودراسة دقيقة وصحيحة للنص المقدس في نصه العبري الأصلي. وفي عمل هذا استفدت صراحة ليس فقط من نتائج أفضل الأبحاث النقدية الألمانية والإنجليزية، بل أيضًا من المعونة التي قدمتها الدراسات التي لها ارتباط مباشر بالموضوع مثل جغرافية الكتاب المقدس والآثار المصرية والآشورية... إلخ..
لكن بعد أن عملت هذا تنامى الشعور بقوة أكثر أنه يوجد فهم آخر أعلى للكتاب المقدس، بدونه كل شيء آخر باطل ولا فائدة منه. ليس فقط أن نعرف معنى الروايات الكتابية للكتاب المقدس، بل أيضًا أن ندرك تطبيقها الروحي، أن نشعر بمغزاها الأبدي، أن نختبرها ونتذوقها في ذاتها إن جاز القول، فهذه هي الدراسة الوحيدة المفيدة للكتاب المقدس والتي كل شيء آخر لا يمكن إلا أن يكون بمثابة إعداد خارجي لها.
حيث تكون النتيجة: "التوبيخ، التقويم والتأديب الذي في البر" يلزم أن يكون المعلم هو من به "كل الكتاب موحى به من الله" (2تي 3: 16)، "لأن مَنْ من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كو 2: 11)، لأن غاية الكل هو المسيح ليس فقط غاية الناموس للبر لكل من يؤمن (رو 10: 4)، بل أيضًا المسيح فيه كل مواعيد الله، فهو فيه النعم وفيه الأمين (2كو 1: 20).
ألفريد أدرشيم - هينياك بورني موثHeniach Bournemouth.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-1/general-introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/224ajq7