مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية📖

3* المعلمون:

كان للمعلمين اليهود مكانة كبيرة جدًا خاصةً في فلسطين. ولكي نقف على مكانة المعلمين المسيحيين في كنيسة الرسل، نرى من المفيد الإشارة إلى مكانة المعلمين في اليهودية...

لقد طالب معلمو اليهود Rabbis لأنفسهم باحترام كامل من تلاميذهم، يفوق احترامهم لوالديهم... فقالوا: [إن احترام المعلم يجب أن يفوق احترام الأب، لأن الابن والأب كليهما يحترمان المعلم... إذا فقد كل من والد التلميذ ومعلمه شيئًا، فخسارة المعلم لها الأولوية في المطالبة بالدين. لأنه بينما الأب قد أتى بالتلميذ إلى العالم، فالمعلم قد لقنَه الحكمة، ويوصله إلى الحياة الأبدية. وإذا اتفق أن والد تلميذ ومعلمه كانا يحملان حملًا، فواجب التلميذ أن يعاون معلمه أولًا، ثم بعد ذلك أباه. وإذا أُسِرَ الأب والمعلم، وجب على التلميذ أن يفدي المعلم أولًا..]⁽⁵⁶⁾.

St-Takla.org Image: Studying the Holy Bible, by AgnieszkaMonk. صورة في موقع الأنبا تكلا: دراسة الكتاب المقدس، لأجنيزكامونك.

وكقاعدة، كان المعلمون اليهود يطلبون لأنفسهم المقام الأول أينما كانوا، الأمر الذي وبخهم عليه السيد المسيح بقوله: "يحبون المتكأ الأول في الولائم، ص 210 والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت 23: 6، 7)... وما لبثت هذه المطالبة بالكرامة أن تحولت إلى كرامة فعلية من جانب الشعب اليهودي، على نحو ما ذكر عن غمالائيل معلم الناموس، الذي قيل عنه أنه "كان مكرمًا عند جميع الشعب" (أع 5: 34)...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وقد نالت خدمة التعليم في المسيحية كرامة عظيمة، لكنها ليست الكرامة "الفريسية" المفروضة على الشعب، بل الكرامة النابعة عن الحب والبذل والاتضاع... يكفي خدمة التعليم في المسيحية شرفًا أن الرب يسوع نفسه كان يدعى "المُعَلِّم"... ويشير القديس بولس إلى كرامة المعلمين بقوله لتيموثاوس: "وليحسب الكهنة الذين يحسنون التدبير أهلًا لكرامة مضاعفة، ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم" (1 تي 5: 17)... لقد كانت الحاجة ملحة في ذلك العصر إلى مثل هؤلاء المعلمين، لتعليم الذين ينضمون إلى الكنيسة مفاهيم الإيمان المسيحي. هذا، في الوقت الذي كان على الكنائس أن تتخذ حذرها الشديد من المعلمين الكذبة⁽⁵⁷⁾...

وكان الرسل والأنبياء والمعلمون لا يقامون بالانتخاب كالأساقفة والقسوس والشمامسة، لأن عملهم كان يعتمد على النعمة الإلهية والمواهب الخاصة⁽⁵⁸⁾... كما أن التمييز بين الرسل والأنبياء والمعلمين كان واضحًا منذ تاريخ المسيحية المبكر، ومألوفًا لدى جميع الكنائس⁽⁵⁹⁾. وإن كان بعضهم قد يجمع أكثر من صفة في نفس الوقت فالرسول معلم وقد يكون نبيًا أيضًا...

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(56) Harnack, Missions..., pp. 333, 334.

(57) انظر: (2 كو 11: 13؛ غل 1: 7؛ 2 بط 2: 1).

(58) انظر: (أع 13: 1-3)، حيث أخذت الكنيسة تعليمات من الروح القدس، غالبًا بفم الأنبياء.

(59) Harnack, Missions..., pp. 335, 336.

درجات الكهنوت الثلاث

الكنيسة المسيحية في عصر الرسل كتب الأنبا يوأنس أسقف الغربية

الأنبياء

---