St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

46- استفانوس: أول شهيد في المسيحية

 

St-Takla.org Image: Saint Stephen the deacon stoned - illustration from "Communicating Christ" book, Bogota, Colombia. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجم القديس استفانوس الشماس - من صور كتاب توصيل المسيح، بوجوتا، كولومبيا.

St-Takla.org Image: Saint Stephen the deacon stoned - illustration from "Communicating Christ" book, Bogota, Colombia.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجم القديس استفانوس الشماس - من صور كتاب توصيل المسيح، بوجوتا، كولومبيا.

أول شهيد:

كان المنتظر أن يصبح اليهود اليونانيون، عنصرًا تقدميًا متحررًا، إزاء نظرة الازدراء التي كان ينظر بها إليهم يهود فلسطين. لكن حادث مقتل استفانوس أول شهيد مسيحي يعكس لنا صورة أخرى عنهم.

كان استفانوس أحد الشمامسة السبعة رجلًا مملوءًا إيمانًا وقوة، وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب (أع 6: 8). وقد أثارت شخصيته ومعجزاته حسد ومقاومة مواطنيه من اليونانيين... لقد أسقط في يدهم، إذ "لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع 6: 10)... فما كان منهم إلا أن لجأوا إلى أسلوب الدس والإثارة كما هي عادتهم "فخطفوه وأتوا به إلى المجمع" (أع 6: 11، 12).

قدم استفانوس في احتجاجه صورة تاريخية عريضة، حينما استعرض تاريخ هذا الشعب، مُظهرًا به صلاح الله وجحود اليهود... وهكذا حول استفانوس دفاعه إلى اتهام جرئ... ثم لخص استفانوس الفترة الأخيرة من تاريخ أمته اليهودية وأشار إلى بناء الهيكل... ولم يتفوه بشيء ضده، بل اعتبره نعمة من الله لبيت داود... لكنه هاجم المادية الشنيعة التي ظهرت في هذا الهيكل.

كانت كلمات استفانوس نارية مقنعة تحمل معها الدليل والبرهان، لكنها وقفت عند آذان سامعيه، ولم تجد سبيلًا إلى قلوبهم القاسية... وحسنًا ختم اسطفانوس دفاعه بهذه الكلمات القوية "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان. أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم. وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار، الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه. الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه" (أع 7: 51-53).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وما أن وصل استفانوس إلى هذه الفقرة من خطابه، حتى هاج سامعوه وثاروا بعنف شديد، وأخرجوه خارج المدينة ورجموه... وقيل إن استشهاده الرائع حدث سنة 36 أو سنة 37... كان وجهه يتلألأ بنور سماوي، ورأى رؤيا سماوية... رأى مجد الله، والرب يسوع قائمًا عن يمين العظمة... لقد أسلم روحه الطاهرة وهو يصلي من أجل قاتليه، أن لا يقيم الرب عليهم خطية قتله، متشبهًا بسيده الذي طلب الغفران لصالبيه. كان حادث مقتل استفانوس سببًا في تحالف الفريسيين مع الصدوقيين، من أجل هدف خبيث مشترك، هو القضاء على الجماعة المسيحية الناشئة، على نحو ما صار هيرودس وبيلاطس صديقين بسبب صلب الرب يسوع..!!

وثمة ملاحظة نسوقها... يورد سفر أعمال الرسل خطاب استفانوس الذي يُعتبر أطول خطاب سجله هذا السفر. ومن المُرجح أن المعلومات الواردة فيه، استمدها كاتب السفر من بولس الرسول، الذي لم ينس كلمات استفانوس القوية، ولا وجهه الذي أضاء كوجه ملاك، بينما كان هو راضيًا بقتله، ويحرس ثياب الراجمين!!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/st-stephen.html

تقصير الرابط:
tak.la/4nhcgc7