5 - الصلاة:
الصلاة وإن كانت معروفة ومُستخدمة في اليهودية والديانات الوثنية الأخرى لكنها أخذت في المسيحية صورة أخرى، وروحًا آخر، إذ صارت تُقدم في دالة البنين بثقة إلى عرش النعمة، في اسم واستحقاقات الرب يسوع المسيح، إلى آب سماوي، قد صولحت البشرية معه بموت ابنه... كان المسيحيون الأوائل يقرنون كل أعمالهم الخاصة بالصلوات. وقد حث القديس بولس المؤمنين أن يصلوا بلا انقطاع... ويهمنا أن نبرز هنا بعض جوانب في الصلاة:
+ بالإضافة إلى الصلاة الفردية والمثابرة فيها، أكد المعلمون المسيحيون من الرسل فصاعدًا، ضرورة الصلاة الجماعية وأهميتها... يقول القديس أغناطيوس الشهيد: [إذا كانت صلاة شخصين متحدين(226)، لها مفعول كبير، فأي شيء لا تقدر عليه صلاة الأسقف متحدة بصلاة الكنيسة كلها](227)...
ويقول أيضًا: [احرصوا على أن تقيموا اجتماعاتكم بتواتر... لأنه بكثرة اجتماعاتكم تلاشون قوى الشيطان. وقدرته المفسدة تتبدد أمام اتفاق إيمانكم](228).
+ كانت العادة أن يصلي الناس، إما وقوفًا والأيدي مرفوعة قليلًا نحو السماء، وإما ركوعًا على الركبتين، وإما سجودًا والوجه إلى الأرض(229).
+ كانوا يتجهون إلى الشرق في الصلاة... وقد بدأت هذه العادة مع قيام المسيحية...وقد ذُكر هذا الأمر وأُشير إليه صراحةً في قوانين الرسل، وكتابات الآباء والمعلمين الأوائل مثل إكليمنضس الإسكندري وترتليانوس وغيرهما على أنه تقليد رسولي. كما يتضح من النقوش القديمة في السراديب والقبور(230).
+ كان الجنسان (الرجال والنساء) يصليان في مكان واحد معًا، لكن منفصلين عن بعضهما... وكان الرجال يصلون حاسري الرؤوس، بينما النساء يغطين رؤوسهن(231) (1كو11).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
استخدمت الصلاة الربية في الصلوات(232)... ويقول المؤرخ شاف Schaff أنها استخدمت احترامًا للنموذج الذي أعطاه ربنا يسوع المسيح نفسه (مت6: 9- 13) كما أنها أعطت إحساسًا بالأخوة بين المسيحيين الأوائل، وهم يصلون جميعًا إلى آب سماوي واحد (أبانا الذي في السموات..)(232). وقد أوجبت تعاليم الرسل استخدام الصلاة الربية على المؤمنين ثلاث مرات في اليوم(233).
واستخدمت الصلوات المكتوبة إلى جانب الصلوات الارتجالية... ويقدم المؤرخ فيشر Fisher دليلًا على استخدام الصلوات المكتوبة في كنيسة الرسل، يقول: [وفي آخر رسالة إكليمنضس الروماني الأولى إلى كنيسة كورنثوس (حوالي سنة 96)، نجد سلسلة من التوسلات المترابطة مقدمة لله. ويبدو أنها مقتبسة من ليتورجية موضوعة. ومن المحتمل جدًا أنها أجزاء من الصيغة الثابتة لليتورجية التي استخدمها إكليمنضس في كنيسته](234).
وقد استخدمت كنيسة الرسل المزامير في الصلوات(235)...ولا شك أن الكنيسة المسيحية قد نقلت هذا النظام عن المجمع اليهودي...والرسول بولس في كلامه إلى مؤمني كورنثوس، يؤيد استخدام المزامير... (أيها الأخوة، متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور..) (1كو 14: 26)... ويقول لأهل أفسس (مكلمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح) (أف 5: 19).
_____
(226) يشير إلى قول السيد المسيح الوارد في (مت 18: 19، 20).
(227) Eph.،5.
(228) Eps.،13.
(229) انظر: (1 تي2: 8؛ لو 22: 41؛ مت 26: 39).
(230) Dictionary of Christian Antiquities,Vol. 1،p.518;Vol. 2،p.1684.
(231) كان الرجال في اليهودية والوثنية على السواء، يصلون ورؤوسهم مغطاة كعلامة للتحرر. لكن كشف الرأس بالنسبة للرجال في المسيحية إشارة إلى أن المسيح قد اعتقهم. انظر:
Dictionary of Christian Antiquities, Vol. 2, p. 1684.
(232) Schaff, Vol. 1،p.463; History of Degme, Vol. 1,
pp.332- 334;Fisher, p.567; Leitzmann,A History of the Early church, p.65.(233) Didache,8.
(234) Fisher; pp. 566 - 568.
(235) Schaff; Vol. 1،p. 463; Leitzmann;pp. 148،149.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/prayer.html
تقصير الرابط:
tak.la/pdw89td