 |
خلف نيرون على عرش الإمبراطورية، الأباطرة جالبا Galba وأتو Otho وفيتليوس Vitellius وفسبسيان Vespasian وتيطس. وبقدر ما نعرف لم توجه الدولة اضطهادات كبيرة ضد المسيحيين في عهودهم. لكن هذا لا ينفي وجود متاعب إقليمية وشهداء استشهدوا في تلك الفترة، لكن كحوادث فردية وليس كاضطهاد أمرت به الدولة.
لكن دومتيان (81 - 96) -وهو طاغية مرتاب متكبر، دعا ذاته "ربًا وإلهًا"- اعتبر اعتناق المسيحية جريمة ضد الدولة. حكم على كثيرين من المسيحيين بالموت، ومن بينهم أقرب أقربائه، القنصل فلافيوس كليمنس Flavius Clemens, ونفى البعض الآخر وصادر ممتلكاتهم كما حدث مع دومتيلا Domitilla زوجة كليمنس.
ويذكر التقليد الكنسي، ويؤكده القديسان إيريناؤس من الجيل الثاني وإيرونيموس والمؤرخ الكنسي يوسابيوس من الجيل الرابع، أن هذا الإمبراطور أثار اضطهادًا على كنائس آسيا الصغرى، الأمر الذي أشير إليه في سفر الرؤيا في الكلام الموجه إلى ملاك كنيسة سميرنا "أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك... لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به. هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضًا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام" (رؤ 2: 8-10). وفي الكلام الموجه إلى ملاك كنيسة برغامس "أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان، وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن" (رؤ 2: 12، 13).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويؤكد التقليد الكنسي وإيريناؤس وإيرونيموس ويوسابيوس أن دومتيان هو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا الإنجيلي الرسول في خلقين زيت مغلي في روما، ثم عاد ونفاه إلى جزيرة بطمس. كما استشهد إبان عهده إنسيموس وديونيسيوس الأريوباغي وكثيرون غيرهم. وتذكر قصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي أنباء اضطهادات كثيرة حلت بالمسيحيين في حكم دومتيان.
خلف دومتيان إمبراطور آخر يدعى نيرفا (96 - 98) Nerva ... كان حاكمًا عادلًا، أعاد المنفيين، ورفض اعتبار اعتناق المسيحية جريمة سياسية لكنه لم يعترف بالمسيحية ديانة مسموحًا بها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/nero.html
تقصير الرابط:
tak.la/4x64axj
