4- بالكرازة بإنجيل الحب:
جاءت خدمة الكارزين الأوائل وسط عالم سادته الشرور، واكتنفته الظلمة، وطغت عليه الأنانية، وقطعت أوصاله الحروب والاعتداءات والمظالم... نادت المسيحية بالمحبة للجميع حتى الأعداء، واتخذتها شعارًا لها، ونادت بالحب والإخاء بين جميع البشر. وعلمت أن المحبة هي: "الوصية الأولى والعظمى" (مت 22: 38)، وأنها "غاية الوصية" (1 تي 1: 5)، وهي علامة التلمذة الحقة للرب "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حبًا بعضًا لبعض" (يو 13: 35)... بل أنها سمت بالمحبة ورفعت من قدرها حينما قالت: "الله محبة" (1 يو 4: 8). وعلمت المسيحية أن كل فضيلة تخلو من المحبة هي مرفوضة حتى لو اقتنى صاحبها إيمانًا بنقل الجبال وتكلم بألسنة الملائكة (1 كو 13)... وكان تعليم المسيحية بمحبة الأعداء نغمة جديدة على مسامع العالم القديم، لم يرق إليه مفكر أو فيلسوف... كانت المسيحية تهدف إلى تحويل المتنافرين إلى إخوة محبين "إن جاع عدوك فاطعمه، وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر على رأسه. لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير" (رؤ 12: 20، 21).
جاء لحن المحبة وأنغامها العذبة شجيًا في مسامع العالم القديم المسكين، الذي ساده الطغيان، وترك الفقراء نهبًا للأغنياء، والضعفاء غنيمة للأقوياء... ولم تكن المحبة لحنًا عذبًا في أفواه الكارزين الأوائل فحسب، بل شوهدت حية في حياتهم، ناطقة بأفعالهم...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/love.html
تقصير الرابط:
tak.la/fz5vatt