(أ) الفساد المتصل بالعبادة(39):
لم يقف الأمر بين الوثنيين عند حد عبادة الأصنام، وإبدال مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات (رو 1: 23)، بل تعداه إلى شرور أخرى... لقد شاع بين بعض الشعوب القديمة طقس تقديم الذبائح الآدمية إرضاءً للآلهة... فكان الصوريون والقرطاجنيون يلقون بأطفالهم في النار كتقدمة للإله مولك(40) Moloch. وفي غاليا (بفرنسا) كان الكهنة يذبحون الضحايا الآدمية... وما لبثوا أن استبشعوا هذه الوحشية، وأبطلها مجلس الشيوخ الروماني بقرار أصدره سنة 95 ق.م. لكن بليني الأكبر في القرن الأول الميلادي، يروون لنا أن أمثال هذه الضحايا البشرية، كانت ما تزال تقدم في أيامه!!
وليس هذا فحسب، بل أن طقوس الديانة الوثنية امتزجت بالدعارة. بل أن العهارة كانت جزء من الخدمة الدينية عند البابليين وبعض الشعوب السامية وغيرها!! وكانت هذه الرذيلة جزء من عبادة أفروديت Aphrodite آلهة الجمال عند الإغريق في معبدها في كورنثوس. كما اتسمت أعياد بعض الآلهة بالاحتفالات التهتكية التي يندى لها الجبين ولا يليق وصفها... ومن هنا نفهم سبب الإشارة إلى التهتك والدعارة وأنواع الشذوذ الجنسي التي ذكرها بولس الرسول في أول رسالته إلى كنيسة رومية - تلك الرسالة التي أنفذها من كورنثوس، والشر ماثل أمام عينيه!!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
والرومان -على الرغم من تقديرهم المبكر للحشمة واللياقة- أباحوا طقوًسا مخالفة لذلك. وقصص الأساطير التي استُخدمت لإثارة الميول الدنيئة، مُثلت في صور وتماثيل، وزادت من شدة تيار الفساد، الذي حطم حواجز العفة... ولا عجب، فقد كانت الآلهة الوثنية في الشعوب الراقية، بشرًا ولها أجسام وحواس... يولدون لكن لا يموتون، يأكلون ويشربون، ينامون ويستيقظون ويسافرون ويخوضون غمار المعارك... يتزوجون ويتناسلون، وحياتهم مملوءة غيرة ومشاجرات وحسدًا وغضبًا وكراهيةً وشهوةً.
_____
(39) Fisher; Beginnings of Christianity, p. 198
(40) انظر: (لا 18: 21 - 20: 2-4 - 1مل 11: 7 - 2مل 23: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/heathen-immorality.html
تقصير الرابط:
tak.la/zda9k36