(ب) وأد الأطفال(41):
يرجع الفضل في الإحساس الحالي بالكيان الإنساني، وحرمة الحياة الإنسانية إلى المسيحية... فمن الأمور التي كان القانون القديم يقرها حق الوالدين في إبادة أطفالهم، الذين يظن أنهم غير صالحين للتربية... في بلاد اليونان كان مثل هؤلاء الأطفال، إما يُقتلون للفقر، أو يُتركون حتى يهلكون جوعًا...
ومما يثير الدهشة أن مفكري الإغريق وفلاسفتهم لم يكونوا -في هذا الأمر- أفضل من سائر الناس... فلقد أقر أرسطو عادة تعريض الأطفال للموت، إذا أريد منع ازدياد عدد السكان. وكان يوصي بالإجهاض كشيء بديل، إذا وجدت أية موانع. وأفلاطون في جمهوريته اعتقد أن الأطفال المولودين من آباء أشرار، والأطفال غير الشرعيين، وأطفال الوالدين المسنين، يجب إبادتهم بتركهم عرايا، إذ لا يجب أن يثقل على الدولة بهم... أما الرومان فكان لديهم قانون يمنع وأد الأطفال، لكنه لم يكن نافذًا. ويروي لنا المؤرخ الوثني سوتونيوس Suetonius في القرن الميلادي، كيف تعرض للموت أطفال كثيرون مولودون حديثًا، بقصد تكريم جرمانيكوس Germanicus. أما الإجهاض الذي أباحه أرسطو وأفلاطون للإغريق، فقد كان شيئًا مألوفًا لدى الرومان، تخلصًا من مخاض الولادة، وتعب تنشئة الأطفال..!!
_____
(41) Fisher; Beginnings of Christianity, pp. 206-208.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/heathen-burying-alive-newborn.html
تقصير الرابط:
tak.la/mk6w2sf