مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية📖

190- سر الاعتراف

 

4- سر الاعتراف:

ويسمى أيضًا سر التوبة، وهو السر المختص بفاعلية الروح القدس في الخاطئ التائب، الذي يقدم ندامة كاملة عن خطاياه التي ارتكبها، ويعترف بها أمام كاهن الله، فينال الغفران بفعل الروح القدس الذي يستدعيه الكاهن في صلاة التحليل... وقد مارَسَت كنيسة الرسل هذا السر...

ص 323 نقرأ في سفر الأعمال أن "كثيرين من الذين آمنوا كانوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 19: 18).

St-Takla.org Image: A holy man blessing someone, confession, priest, absolution - by Buecherwurm_65. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل دين يبارك شخصًا، الاعتراف، كاهن، الحل - لبويكيرورم_65.

والقديس يعقوب في رسالته يقول:"أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه... وإن كان قد فعل خطية تغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات" (يع5: 14-16)... ولا حاجة بنا إلى إيضاح المغالطة التي يحاول البروتستانت أن يغالطوا بها... فهم يقولون إن الرسول قال:"اعترفوا بعضكم لبعض"، ولم يقل اعترفوا للقسوس... لكن القرينة الموجودة في الجملة "فليدع قسوس الكنيسة" توضح أن الاعتراف هو لهؤلاء القسوس...

ووردت في عدة نصوص خاصة بالاعتراف في كتاب تعاليم الرسل [عليك أن تعترف بخطاياك في الكنيسة، ولا تقرب الصلاة بضمير شرير فهذا هو طريق الحياة]⁽¹⁷⁸⁾... [في يوم الرب اجتمعوا معًا، واكسروا الخبز وقدموا الشكر، بعد أن تكونوا قد اعترفتم بخطاياكم حتى ما تصبح ذبيحتكم طاهرة]⁽¹⁷⁹⁾.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وأظن أنه لا يجرؤ أحد أن ينكر هذه العبارات الناطقة... وربما يقول واحد -من قبيل المكابرة- لم تذكر تعاليم الرسل صراحةً الاعتراف على الكهنة وإنما قالت: [تعترف بخطاياك في الكنيسة].. ونحن نقول ما معنى الاعتراف بالخطايا في الكنيسة؟ إذا كان كان الاعتراف على الله مباشرةً، فإن ذلك يجوز في أي موضع، لأن الله موجود في كل الأماكن والمواضع لكن عبارة "في الكنيسة" تعني الآباء الكهنة⁽¹⁸⁰⁾...

وفي النص الثاني يقول: [وفي يوم الرب اجتمعوا معًا، واكسروا الخبز (الافخارستيا)]، والكلام هنا عن اجتماع الكنيسة، لأن كسر الخبز ص 324 (الافخارستيا) لا يكون إلا في الكنيسة -أينما كانت حتى لو كانت في بيوت خاصة- وحيث الكنيسة هناك الكهنة.

ويقول القديس إكليمنضس الروماني في رسالته إلى أهل كورنثوس: [لنتضرع طالبين الغفران عن كل تلك الخطايا. لأنه خير للإنسان أن يعترف بخطاياه، ولا يقسي قلبه، كما تقست قلوب أولئك الذين قاوموا موسى عبد الله]⁽¹⁸¹⁾.

ويقول أغناطيوس الشهيد: [الله يغفر لكل من يتوب، إن كانت توبته تؤدي إلى الاتحاد بالله والاشتراك مع الأسقف]⁽¹⁸²⁾..... ويقول الأستاذ تورانس Torrance معلقًا على ذلك: [يجب أن نتذكر أن أغناطيوس لم يذكر الغفران إلا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة]⁽¹⁸³⁾.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(178) Didache, 4. 14.

(179) Didache; 14. 1.

(180) يقول السيد المسيح:"إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك... وإن لم يسمع فقل للكنيسة" (مت 18: 17) - والمقصود بالكنيسة هنا كهنة الكنيسة.

(181) 1 Corinthians, 51. 3.

(182) Phild; 8. 1.

(183) Torrance; The Doctrine of grace in the Apostolic Fathers; pp. 77, 78.

سر مسحة المرضى

الكنيسة المسيحية في عصر الرسل كتب الأنبا يوأنس أسقف الغربية

سر الإفخارستيا

---