أُثيرت في الأجواء الكنسية عدة مشاكل لاهوتية تفسيرية، انشغل بها كثير من الشباب والخدام، وأحدثت نوعًا من السجس والتشكيكات وتبادل الإتهامات.
وطالب الكثيرون بإعلان رأي الكنيسة في هذه القضايا اللاهوتية الدقيقة.
ولأنني أعتبر نفسي صديقًا لكثير من الأحباء طرفي الصراع الفكري؛ وقد تحدثت كثيرًا مع كل من الطرفين؛ فقد وجدت نقاطًا مشتركة في الفهم في بعض القضايا المُثارة.
والمبدأ المسيحي، هو حفظ الحب للجميع، لأن المحبة هى العلامة المميزِة للإنسان المسيحي. “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ” (يو 13: 34-35)، حتى لو اختلفنا في الرأي والتفسير، وأن يكون تمسكنا بالإيمان، ليس نوعًا من التعصب، أو كراهية الآخر، أو الازدراء برأيه وإيمانياته؛
« وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي ٱللهُ أَنْ لَا أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.” (أع 10: 28)
لذلك أليت على نفسي أن أحاول القيام بدور المصالحة الفكرية، حفظًا لسلام الكنيسة، وسلامة التعليم، “مُفْتَدِينَ ٱلْوَقْتَ لِأَنَّ ٱلْأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ.” (أف 5: 16)
“اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ ٱلْوَقْتَ. لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ.” (كو 4: 5-6)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأود أن أنوه في بداية هذا الكتيب، أن ما ورد فيه من نصوص ومعلومات، هو حصيلة جهد كثيرين من الأحباء، الذين تطوعوا مشكورين بالبحث عن نصوص الآباء في مصادرها اليونانية، والإنجليزية، والعربية (المترجمة بواسطة آخرين)، وقد آثروا ألا تُذكر أسماؤهم، من أجل حِفْظ الأجر السمائي، الله القدير يكافئهم ويعوضهم عن تعبهم وغيرتهم المقدسة.
رافائيل
الأسقف العام
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/i-willingly-ate/preface.html
تقصير الرابط:
tak.la/xb6tyhk