تحذير من الأنبياء الكذبة
معمودية يوحنا
الصليب والحية النحاسية
في الحديث مع السامرية
توبيخ لعدم المعرفة
* أيضًا في تعاليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل، اهتم أن يُحذّرنا من التعليم الكاذب: "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!" (مت 7: 15). فلو كان الأمر لا يَعنى شيئًا.. فلماذا حذّرنا السيد المسيح من التعليم الكاذب؟ وإن كان الأمر لا يخُص خلاصنا، فلماذا اهتم الرب يسوع به؟ بكل تأكيد أن التعليم السليم سيقود إلى الخلاص، والتعليم الكاذب سيقود إلى الهلاك.
← ولذلك ففي معرض حديثه عن اليوم الأخير نبّه السيد المسيح إلى حتمية ظهور الهرطقات، وحذرنا من السقوط في ضلالاتها:
* "انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" (مت 24: 4، 5).
* "وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" (مت 24: 11).
* "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ" (مت 24: 24، 25).
كيف يتسنى للإنسان أن يتجنب الهرطقات والأنبياء الكذبة.. إن كانت معرفته العقيدية ضحلة أو منعدمة؟
إن أعظم مجال لنمو الهرطقات وازدياد أضاليل الأنبياء الكذبة هو الجهل وانعدام الوعي الصحيح بالإيمان المستقيم.
وفى خضم اهتمام السيد المسيح بهذه الأمور العقيدية سأل مَنْ حوله: "مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟" (لو 20: 4).
في يقيني لو سأل السيد المسيح هذا السؤال اليوم، لانبرى له البعض قائلين: "لا تشغل بالك بهذه الأمور، ولماذا هذه الأسئلة التي تُعطِّل خلاص النفس؟".
وقد ربط السيد المسيح بين الصليب والحيَّة النحاسية، ليشرح قيمة الصليب في النجاة من لدغة الحيَّة القديمة (الشيطان).. "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو 3: 14، 15). فهل كان السيد المسيح سطحيًا في تعليمه، كما يريدون للكنيسة؟!!!
* لم يخلُ حديث السيد المسيح مع السامرية من عقائد وحقائق إيمانية، فقد شرح لها الكثير عن الماء الحي، ثم عندما سألت سؤالًا عقيديًا حول السجود في جبل جرزيم بالسامرة أم في أورشليم.. لم يتجاهل الرب يسوع السؤال، بل أجاب عنه بكل اهتمام: "يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ" (يو 4: 21).
* وكانت فرصة أيضًا أن يشرح لها: أن الخلاص هو من اليهود، وأن الله روح، وأن السجود لله ينبغي أن يكون بالروح والحق (راجع يو 4: 7 -37). هنا أيضًا نتفق جميعًا في أن السجود لله ينبغي أن يكون بالروح والحق، ولكنني أريد تأكيد اهتمام السيد المسيح بشرح هذه الحقائق العقائدية عمومًا.
وأخيرًا..
بل الأكثر من هذا وبخهم بسبب جهلهم قائلًا: "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ" (مت 22: 29). إنه توبيخ يرن في آذاننا حتى الآن، لكي لا ننساق وراء كل صوت غريب يرفض المعرفة، ويُنادى باللاطائفية.. "قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ" (هو 4: 6)، "فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي" (يو 5: 39).
وقد نبَّه مرة ذهن التلاميذ لضرورة الوعي والفهم عندما سألهم: "كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ؟" (مر 8: 21). وبالعكس فلقد مدح أحد الكتبة لأنه أجاب بعقل.. "فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ" (مر 12: 34).
لقد سأل السيد المسيح الشاب الغنى: "كَيْفَ تَقْرَأُ؟" (لو 10: 26)، بمعنى لماذا تقرأ بسطحية وعدم وعى؟
إن السيد المسيح يريدنا أن نعرف، وقد وبَّخ تلميذيّ عمواس لأنهما غبر عارفين.. "فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟" (لو 24: 25، 26).
واهتم السيد المسيح أن يشرح لهما العقيدة الخاصة به من الكتب المقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. "ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لو 24: 27)، حتى قالا لبعضهما: "أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟" (لو 24: 32).
وقيل عن الآباء الرسل: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" (لو 24: 45، 46).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/church/subjects.html
تقصير الرابط:
tak.la/965ktys