إن الرب يسوع -كمُعلّم صالح- كان يهتم بأن يشرح العقيدة والفكر المسيحي، ولم يحتقر أذهان العامة، ولم يحجب عنهم المعرفة، بل كان يشرح بالمثَل، وبالرمز، وبالتصريح، وبالمقارنة بآيات من العهد القديم، وبالنموذج المُعاش، وبالقصة الرمزية، وبالقصة الحقيقية... وغيره.
لقد كان السيد المسيح عميقًا في تعليمه حتى قيل عنه: "بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ" (مت 7: 28، 29). هذا التعليم العميق الجديد على مسامع الشعب، لم يكن خاليًا من العقيدة والفكر اللاهوتي.
فهل يجوز لنا أن نتبع منهجًا غير منهج السيد المسيح في التعليم... حتى نتخيل أنه لا ضرورة للشرح العقيدي، بينما كان السيد المسيح نفسه يشرح العقيدة؟
تعال معي لنبحر في الإنجيل، ونكتشف منهج السيد المسيح في التعليم لنتبعه.
في الموعظة على الجبل (مت 5 - 7) والتي تُعتبر دستور المسيحية، وفي حديث السيد المسيح العذب الروحاني الجميل، لم يَفُت الرب يسوع أن يتكلم أيضًا في أمور عقيدية، فشرح لسامعيه موقف المسيحية من الناموس والأنبياء: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (مت 5: 17، 18).
وكأن السيد المسيح يقول لنا: "يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ" (مت 23: 23). فلابد من وجود البُعد الروحي، جنبًا إلى جنب مع البُعد العقيدي، ولا يصح أن نكتفي ببُعد ويُترك الآخر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/church/creed.html
تقصير الرابط:
tak.la/2kn33bv