ربي يسوع.. لك كل المجد..
فأنت كائن قبل الأكوان، وليس لك بداية..
لأنك كائن مع الآب وفيه منذ الأزل..
مولود منه قبل كل الدهور ميلادًا أزليًا عجيبًا بدون انفصال وباستمرار
وفي وحدانية الجوهر معه ومع الروح القدس.
أحني ركبتي قلبي أمام مجدك الإلهي..
لأنك فيما أنت هو الإله
لم تحسب خلسة أن تكون مساويًا لله،
بل واضعت ذاتك وأخذت شكل العبد،
وصرت في الهيئة كإنسان من أجلنا
ومن أجل خلاص نفوسنا..
نحن البشر الذين آمنَّا بك وأحببناك
لأنك أحببتنا أولًا، وبذلت ذاتك عنَّا.
دعني أكتشفك وأكتشف حضورك ولاهوتك
في أسفار العهد القديم..
فأنت هو الألف والياء.. البداية والنهاية..
وأنت الجمال إلى أبد الأبد. آمين.
"كُنتُ عِندَهُ صانِعًا، وكُنتُ كُلَّ يومٍ لَذَّتَهُ، فرِحَةً دائمًا قُدّامَهُ" (أم8: 30).
يتكلّم سفر التكوين عن:
* بداية الزمان وبداية الخليقة.
* الله وحده هو الخالق، فهو الذي خلق كل شيء من العدم.
* ربنا يسوع المسيح هو كلمة الله.
* الله خلق العالم بالكلمة.
أي أن الآب خلق كل الخليقة بالابن الكلمة، لأنه عقل الله وكلمة الله وقوة الله وذراع الله وابن الله بالحقيقة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. فهو "الخالق الشريك مع الآب" كما نُصلي في القداس الغريغوري، وليس الشريك بمعنى وجود إلهين (حاشا)، بل لأنه مع الآب في وحدانية الجوهر.
ولدينا آيات كثيرة جدًّا في الكتاب المُقدَّس تتكلّم عن حقيقة أن الابن هو الخالق مع الآب والروح القدس، مثل الآيات التالية:
* "وحامِلٌ كُلَّ الأشياءِ بكلِمَةِ قُدرَتِهِ" (عب1: 3).
* "الذي بهِ أيضًا عَمِلَ العالَمينَ" (عب1: 2).
* "كُلُّ شَيءٍ بهِ كانَ، وبغَيرِهِ لم يَكُنْ شَيءٌ مِمّا كان" (يو1: 3).
* "الذي هو قَبلَ كُل شَيءٍ، وفيهِ يَقومُ الكُلُّ" (كو1: 17).
* "الكُلُّ بهِ ولهُ قد خُلِقَ" (كو1: 16).
* "لأنَّكَ أنتَ خَلَقتَ كُلَّ الأشياءِ، وهي بإرادَتِكَ كائنَةٌ وخُلِقَتْ" (رؤ4: 11).
وقصة الخلق هذه دُونت بتفاصيلها في سفر التكوين.. وكان واضحًا جدًّا أن الله الآب خلق العالم بالابن الكلمة.. إذ قيل في كل قصة خلق جديدة: "قال الله...".
* "وقالَ اللهُ: "ليَكُنْ نورٌ"، فكانَ نورٌ" (تك1: 3).
* "وقالَ اللهُ: ليَكُنْ جَلَدٌ في وسطِ المياهِ" (تك1: 6).
* "وقالَ اللهُ: لتَجتَمِعِ المياهُ تحتَ السماءِ" (تك1: 9).
* "وقالَ اللهُ: لتُنبِتِ الأرضُ" (تك1: 11).
* "وقالَ اللهُ: لتَكُنْ أنوارٌ في جَلَدِ السماءِ" (تك1: 14).
* "وقالَ اللهُ: لتَفِضِ المياهُ زَحّافاتٍ" (تك1: 20).
* "وقالَ اللهُ: لتُخرِجِ الأرضُ ذَواتِ أنفُسٍ حَيَّةٍ" (تك1: 24).
* "وقالَ اللهُ: نَعمَلُ الإنسانَ علَى صورَتِنا كشَبَهِنا" (تك1: 26).
واضح أن كل الخليقة تكوّنت بكلمة الله..
* "بالإيمانِ نَفهَمُ أنَّ العالَمينَ أُتقِنَتْ بكلِمَةِ اللهِ، حتَّى لم يتكَوَّنْ ما يُرَى مِمّا هو ظاهِرٌ" (عب11: 3).
* "السماواتِ كانَتْ منذُ القَديمِ، والأرضَ بكلِمَةِ اللهِ قائمَةً مِنَ الماءِ وبالماءِ" (2بط3: 5).
والمسيح هو كلمة الآب، وتكلّم في سفر الأمثال عن نفسه قائلًا: "منذُ الأزَلِ مُسِحتُ... لَمّا ثَبَّتَ السماواتِ كُنتُ هناكَ أنا... كُنتُ عِندَهُ صانِعًا..." (راجع أم8: 23-30).
كان المسيح منذ الأزل كائنًا، وفي بدء الزمان خالقًا، وفي ملء الزمان مُخلِّصًا، وفي المجيء الثاني سيكون ديانًا عادلًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/creator.html
تقصير الرابط:
tak.la/32fp26j