"وصَنَعَ الرَّبُّ الإلهُ لآدَمَ وامرأتِهِ أقمِصَةً مِنْ جِلدٍ وألبَسَهُما" (تك3: 21).
هذا الجلد الذي استخدمه الله في عمل أقمصة يستر بها عُري آدم وحواء.. هو جلد حيوان ذبحه الله ليُعرّف الإنسان أن في ملء الزمان سيأتي الذبيح الأعظم ليموت عوضًا عن الإنسان.
وعرف آدم حينئذٍ أن طريقة التقدم إلى الله لابد أن يكون فيها ذبيحة دموية، وعرف كذلك أن هذه الذبيحة هي مجرد رمز وإشارة إلى المُخلِّص الحقيقي ربنا يسوع المسيح.
ونتيجة هذه الذبيحة يصير للإنسان فداء وستر على خطيته، كمثلما ستر الله عريهما بالجلد. وهذا تحقق لنا بالحقيقة في شخص ربنا يسوع المسيح الذي تجسّد ومات لأجل فدائنا..
* "الذي فيهِ لنا الفِداءُ بدَمِهِ، غُفرانُ الخطايا" (أف1: 7).
* "وبدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ" (عب9: 22).
* "وليس بدَمِ تُيوسٍ وعُجولٍ، بل بدَمِ نَفسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً واحِدَةً إلَى الأقداسِ، فوَجَدَ فِداءً أبديًّا" (عب9: 12).
هذا الفداء الذي تبررنا به أمام الله..
* "مُتَبَررينَ مَجّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداءِ الذي بيَسوعَ المَسيحِ" (رو3: 24).
* "لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتُيوسٍ ورَمادُ عِجلَةٍ مَرشوشٌ علَى المُنَجَّسينَ، يُقَدّسُ إلَى طَهارَةِ الجَسَدِ، فكمْ بالحَري يكونُ دَمُ المَسيحِ، الذي بروحٍ أزَلي قَدَّمَ نَفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ، يُطَهّرُ ضَمائرَكُمْ مِنْ أعمالٍ مَيّتَةٍ لتخدِموا اللهَ الحَيَّ!" (عب9: 13-14).
* "لأنَّهُ لا يُمكِنُ أنَّ دَمَ ثيرانٍ وتُيوسٍ يَرفَعُ خطايا" (عب10: 4).
لقد كانت أول ذبيحة ذُبحت بيد الله في الفردوس -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- إشارة مبكرة جدًّا للذبيح الحقيقي ربنا يسوع المسيح، القادر أن يُخلِّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله الآب.
والجلد الذي كان غطاءً (Cover) لعُري آدم كان إشارة إلى كفارة السيد المسيح، الذي ستر خطايانا ببره.
_____
(1) العنوان الأصلي: "أول ذبيحة" فقط.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/abel-sacrifice.html
تقصير الرابط:
tak.la/38kcthb