ما هي الخلافة الرسولية في الفكر الأرثوذكسي؟
هي تتابع تسلسل الكهنوت في الكنيسة، مُنحدرًا من القديس الرسول مُؤسس الكنيسة.
 |
ففي كنيستنا القبطية قد تسلَّمنا الكهنوت من ناظر الإله القديس مرقس الإنجيلي الطاهر والشهيد، وذلك بوضع يديه الطاهرتين على القديس إنيانوس، ومن القديس إنيانوس إلى الكهنة الذين سَامهم في رتبة القسيسية، ثم إلى خلفائه من بعده... إلى أن وصلت شعلة الكهنوت المُقدَّسة إلى قداسة البابا شنوده الثالث، ومنه إلى كل مَنْ سَامهم من الأساقفة والكهنة، وكل مَنْ يقوم الآباء الأساقفة بسيامتهم. وهكذا، حتى مجيء الرب حسب وعده الصادق: "ها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلَى انقِضاءِ الدَّهرِ" (مت 20:28).
ومبدأ الخلافة الرسولية يتضمن تحديد مَنْ له الحق في إقامة الأساقفة وسيامة الكهنة في الكنيسة، ويمنع مشكلة أن يُقيم أحد نفسه قسًا أو أسقفًا أو بطريركًا أو حتى شماسًا.
وهذا النظام معمول به أيضًا في ترتيبات أنظمة العالم والدول، فلا يستطيع أحد أن يمنح نفسه رتبة اللواء، أو أن ينصِّب نفسه قائدًا للجيش!! وكذلك لا يستطيع أحد أن يمنح نفسه درجة الدكتوراه، أو أن ينصِّب نفسه رئيسًا للجامعة أو أستاذًا بها!! بل ولا يستطيع أي إنسان أن يقتحم مؤسسة أو شركة أو هيئة ما، ويعيِّن نفسه مديرًا لها أو موظفًا بها!! إنه النظام الذي يضمن شرعية القيادات، ويمنع الفوضى وتسيب الإدارة.
وإن كان الأمر هكذا في أمور الدنيا، فبالأولى كثيرًا جدًّا أمور الكنيسة وأنظمتها.. "لأنَّ اللهَ ليس إلهَ تشويشٍ بل إلهُ سلامٍ. كما في جميعِ كنائسِ القِديسينَ" (1كو 33:14).
ونحن نعرف أن الذي وضع هذا التنظيم لسياسة الكنيسة وقيادتها هو السيد المسيح نفسه، وقد تثبت بالآباء الرسل وخلفائهم وعلى مدى التاريخ الكنسي، كما سيتضح من هذه الدراسة المُبسطة المتواضعة.
أرجو للقارئ الحبيب كل بركة بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث وأبينا الأسقف المكرم نيافة الأنبا موسى.
الله قادر أن يحفظ كنيسته إلى منتهى الأيام،
بلا لوم ولا عيب ولا عثرة في الإيمان بالمسيح يسوع ربنا.
له كل المجد. آمين.
صلوا عني،،،
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/apostolic-succession/preface.html
تقصير الرابط:
tak.la/y8rha2x
