مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخلافة الرسولية في الفكر الأرثوذكسي - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

16- هل إثبات التسلسل الرسولي الكهنوتي كافٍ وحده لإثبات شرعية أي كاهن؟

 

خامسًا: هل إثبات التسلسل الرسولي الكهنوتي كافٍ وحده لإثبات شرعية أي كاهن؟ 

 

إن الخلافة الرسولية ليست مجرد اتصال تاريخي بين الأساقفة والرسل، بل هي قبل ذلك اتصال في التعليم الصحيح والإيمان الأرثوذكسي السليم.

فاليهود كانوا يفتخرون بأنهم أبناء إبراهيم، ولكن لم يكن افتخارهم حسنًا، لأنهم لم يسلكوا في خطوات إيمان أبينا إبراهيم..

* "أجابوا وقالوا لهُ: أبونا هو إبراهيمُ. قالَ لهُمْ يَسوعُ: "لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ!" (يو 39:8).

* "لأنَّ اليَهوديَّ في الظّاهِرِ ليس هو يَهوديًّا، ولا الخِتانُ الذي في الظّاهِرِ في اللَّحمِ خِتانًا" (رو 28:2).

* "لأنْ ليس جميعُ الذينَ مِنْ إسرائيلَ هُم إسرائيليّونَ، ولا لأنَّهُمْ مِنْ نَسلِ إبراهيمَ هُم جميعًا أولادٌ. بل بإسحاقَ يُدعَى لكَ نَسلٌ" (رو 6:9-7).

St-Takla.org Image: The Apostolic Succession in the Orthodox Concept - book cover (with back cover) - Clerical Studies Series: 16, by Bishop Raphael صورة في موقع الأنبا تكلا: غلاف كتاب الخلافة الرسولية في الفكر الأرثوذكسي (مع الغلاف الخلفي) - سلسلة دراسات كنسية: 16 - بقلم الأنبا رافائيل الأسقف العام

* "اعلَموا إذًا أنَّ الذينَ هُم مِنَ الإيمانِ أولئكَ هُم بَنو إبراهيمَ" (غل 7:3).

* لقد صار إبراهيم "أبًا للخِتانِ للذينَ ليسوا مِنَ الخِتانِ فقط، بل أيضًا يَسلُكونَ في خُطواتِ إيمانِ أبينا إبراهيمَ" (رو 12:4).

 لذلك نحن لا ينبغي لنا أن نتشبه باليهود الذين افتخروا بانتسابهم جسديًا لإبراهيم، بل يجب أن نحفظ نفس التقليد والتعليم والإيمان الذي للآباء القديسين.

 والوظيفة الأولى للأسقف في الكنيسة هي التعليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويجب أن يكون التعليم وفق التقليد الرسولي السليم. وإعلان الإيمان هو جزء أساسي في طقس سيامة الأسقف.. حيث يتعهد بالحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي وتقليد الآباء. ويشترط في سيامة الأسقف أن يشترك ثلاثة أساقفة على الأقل مع الأب البطريرك للدلالة على أن الأسقف المرتسم يدخل في شركة الإيمان الواحد مع باقي الإيبارشيات، وعلى أن انتخابه على هذا الكرسي هو انتخاب شرعي.

 وقد حرصت كنيستنا القبطية أن يحضر السيامات لا ثلاثة أساقفة فقط بل كل المَجمَع المُقدَّس برئاسة قداسة البابا.

 إذًا ينبغي أن يكون الأسقف مُقامًا بسيامة قانونية سليمة منحدرة من الآباء، ثم يستمر هو نفسه في حفظ الإيمان والتعليم الصحيح بحسب التسليم الرسولي:

 * "تمَسَّكْ بصورَةِ الكلامِ الصَّحيحِ الذي سمِعتَهُ مِني، في الإيمانِ والمَحَبَّةِ التي في المَسيحِ يَسوعَ. اِحفَظِ الوَديعَةَ الصّالِحَةَ بالرّوحِ القُدُسِ السّاكِنِ فينا" (2تي 13:1-14).

فهناك أناس سيموا في الدرجات الكهنوتية بطريقة صحيحة وقانونية، ثم فقدوا كهنوتهم بسبب انحراف إيمانهم.. فأريوس كان قسًا، ونسطور كان بطريركًا للقسطنطينية، وكذلك مقدونيوس عدو الروح القدس، وأوطاخي كان رئيسًا لدير... لكنهم عُزلوا من مناصبهم مع يهوذا الخائن، لأنهم لم يكونوا أمناء للمسيح والإيمان المُقدَّس.

 * "وما سمِعتَهُ مِني بشُهودٍ كثيرينَ، أودِعهُ أُناسًا أُمَناءَ، يكونونَ أكفاءً أنْ يُعَلموا آخَرينَ أيضًا" (2تي 2:2).

* "مُلازِمًا للكلِمَةِ الصّادِقَةِ التي بحَسَبِ التَّعليمِ، لكَيْ يكونَ قادِرًا أنْ يَعِظَ بالتَّعليمِ الصَّحيحِ ويوَبخَ المُناقِضين" (تي 9:1).

* "إلَى أنْ أجيءَ اعكُفْ علَى القِراءَةِ والوَعظِ والتَّعليمِ" (1تي 13:4).

* "لاحِظْ نَفسَكَ والتَّعليمَ وداوِمْ علَى ذلكَ، لأنَّكَ إذا فعَلتَ هذا، تُخَلصُ نَفسَكَ والذينَ يَسمَعونَكَ أيضًا" (1تي 16:4).

* "فتشوا الكُتُبَ لأنَّكُمْ تظُنّونَ أنَّ لكُمْ فيها حياةً أبديَّةً. وهي التي تشهَدُ لي" (يو 39:5).

 

الله قادر أن يحفظ كنيسته إلى منتهى الأيام،

بلا لوم ولا عيب ولا عثرة، في الإيمان بالمسيح يسوع ربنا.

له كل المجد. آمين.

فهرس

الخلافة الرسولية في الفكر الأرثوذكسي كتب الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

مشكلة ملاتيوس أسقف أسيوط

---