* كيف نقدم عطاءنا؟
1 ـ وفاء لدين
2- بروح المحبة
3- باختيار
4- بإنكار ذات
5- بسخاء وبقدر الطاقة
6- بفرح وسرور
7- من ربح حلال
حينما جلس السيد المسيح أمام خزانة العطاء في الهيكل كان ينظر كَيْفَ يلقى الجمع نحاسًا في الخزانة (مر 41:12). ولم ينظر "كم" كانوا يلقون في الخزانة.
فالله لا يهمه مقدار ما نقدمه أو نوعه لكن يهمه أكثر ما يهمه مشاعرنا ونحن نقدم تقدماتنا ونعطى عطايانا لقد قدم كل من هابيل وقايين قربانًا لله وإلى هابيل وقربانه نظر ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر (تك 5،4:4).
وهكذا يظهر بوضوح أنَّ الله ينظر إلى المعطى قبلما ينظر إلى العطية ذاتها. والآن نعاود السؤال كيف نقدم عطاءنا؟
حينما نقدم عطاءنا لله يجب ألاَّ نشعر أنَّنا متفضلون، بل نشعر أنَّنا نقدم لله جزءًا ممَّا أعطاه لنا، قال داود النبي والملك بعد أنْ جمع الكثير من الذهب والفضة لبناء بيت الله "لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ" (1أى 14:29).
لنذكر أنَّنا نسدد دينًا في أعناقنا للرب فسدد جزءًا يسيرًا من هذا الدين. لقد أعطانا الله الكل فهل لا نعطيه جزءًا من هذا الكل.
إنَّ عطايا الله لنا ليست قاصرة على النواحي المادية فحسب بل تمتد إلى ما هو أسمى من ذلك. الفداء العظيم الذي صنعه لنا ابن الله الوحيد حينما قدم ذاته ذبيحة كفارية عنا "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (1بط 19،18:1).
وعندما تكلم بولس الرسول عن عطاء المكدونيين لفت النظر إلى عطية الله العظمى. إلى تنازل المسيح الفائق وإلى سخائه العظيم فيقول "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ" (2كو 9:8).
المحبة في كل أمر وفي كل ممارسة هي بمثابة الروح للجسد، وإذا فارقت الروح الجسد يصير لتوه جثة هامدة هكذا كل فضيلة تخلو من روح المحبة هي مرفوضة لدى الله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. والمؤمن الذي تخلو حياته من المحبة الأخوية يبرهن على أنه ليس تلميذًا للرب الذي قال "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يو13: 35).
ولا تعتبر محبة أن ترى أخاك محتاجًا وتغلق أحشاءك دونه "وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجًا وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو3: 17، 18) ويقول القديس يعقوب "إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام استدفئا واشبعا ولم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة" (يع2: 15و 16).
علينا أن نتشبه بأبينا السماوي الذي صنع قديمًا لأبوينا الأولين أقمصة وألبسهما (تك3: 21).
ويبين الرسول بولس ضرورة ارتباط الصدقة بروح المحبة فيقول (إن أطعمت أموالي وأسلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا) (1كو13: 3) ويقول صاحب النشيد "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقارًا" (نش8: 7).
يجب ألا يكون العطاء بسبب الخجل أو بدافع الإلحاح أو من أجل شخص (عن حزن أو اضطرار) (2كو 9: 7) وقد ذكر الرسول عن المقدونيين أنهم أعطوا من تلقاء أنفسهم" (2كو8: 2).
ينصحنا الرب أن نقدم صدقاتنا وعطايانا في الخفاء وبإنكار الذات دون تفاخر أو تظاهر قائلًا "احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات. فمتى صنعت صدقةً فلا تُبوق قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع والأزقة لكي يُمجدوا من الناس الحق أقول لكم قد استوفوا أجرهم" (مت6: 1-4).
لا ينهانا الرب عن عمل الصدقة قدام الناس على الإطلاق، ولكنه ينهانا عن عمل الصدقة قدام الناس تظاهرًا وافتخارًا، وفقدان الأجر السماوي لا يكون بسبب مجرد رؤية الناس لنا ونحن نتصدق على فقير أو متسول ولكننا نفقد أجرنا إن قصدنا التصدق قدام الناس لكي ننال مديحهم واستحسانهم وبالتالي إكرامهم وتمجيدهم. الذين يتصدقون بهذا الغرض يفقدون أجرهم السماوي العظيم مقابل أجر بشري تافه وزائل (يموت الناس فتموت أفكارهم وليس من يمدحه الناس هو المذكى بل يمدحه الرب).
وقول الرب (لا تُعرف شمالك ما تفعله يمينك) يعني عدم التظاهر والافتخار بالصدقة فاليمين هنا تعني رغبة تنفيذ الوصايا الإلهية والشمال تعني الرغبة في المديح ونوال المجد البشري.
ويقصد الرب (لكي تكون صدقتك في الخفاء) أن تعمل الصدقة بضمير صالح ورغبة مقدسة نابعة من الداخل. يحذرنا الرب من خلط أعمال اليد اليمنى "النية الصادقة" باليد اليسرى "حب الظهور أو لسبب هدف زمني" (الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس ترجمة القمص تادرس يعقوب ص 170).
لو رآنا ربوات من الناس ونحن نقدم صدقتنا أو عطاءنا ونحن لا نقصد حب الظهور ومديح الآخرين ذلك لا يؤثر في قبول الرب لعطايانا ينصحنا الرسول بولس قائلًا "كل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس عالمين أنكم من الرب تأخذون جزاء الميراث" (كو3: 23 و24).
إن كنا أولاد الله فعلينا أن نتشبه بأبينا السماوي الذي قيل عنه "يعطي الجميع بسخاء ولا يعيَّر" (يع1: 5) وأوصى الرسول أهل رومية بقوله "المعطي فبسخاء" (رو12: 8). ويتحدث عن أهل مقدونية وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم (2كو8: 2) أي تحوَّل فقرهم المدقع إلى سخاء شديد. ثم يشهد الرسول على ذلك بقوله "لأنهم أعطوا حسب الطاقة أنا أشهد وفوق الطاقة من تلقاء أنفسهم. ملتمسين منا بطلبة كثيرة أن نقبل النعمة وشركة الخدمة للقديسين. وليس كما - رجونا بل أعطوا أنفسهم أولًا للرب ولنا بمشيئة الله (2كو8: 3- 6).
والعبارة الأخيرة هي التي تكشف سبب سخاء المقدونيين "أعطوا أنفسهم للرب" وهل يتعذر على مَن أعطى ذاته كلها لله أن يتصدق بأشياء مادية تافهة.
يقول الرسول "المعطي المسرور يحبه الرب". (2كو9: 7) والسرور والبشاشة التي نقابل بها الفقير أو ندفع بها العطاء تدل على الضمير الصالح وحسن النية وسلامة الطوية وما يكنه القلب من محبة أخوية يتشجع بها المحتاج أن يأخذ دون أي شعور بالإذلال أو المهانة.
نصت قوانين الكنيسة ألا تُقبل تقدمات الأشرار وغير المؤمنين لأنها إهانة كبيرة لله أن نقدم له تقدمات من ربح غير مشروع أو نتيجة فعل الشر والصنائع المحرمة.
ويقول القديس يوحنا فم الذهب (بشرط أن تكون التقدمات من ربح حلال وأتعاب حقيقية.. لأن التقدمات غير الطاهرة لا يقبلها الله).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-metaos/worship/how.html
تقصير الرابط:
tak.la/2tfy7xx