ويتكلم عن أركان العبادة المقبولة، الصدقة (العطاء) والصلاة والصوم لأن المؤمن مقبل على فترة عبادة هامة فالكنيسة توضح له في إنجيل أحد الرفاع أركان العبادة المقبولة وشروطها، حتى يكون جهاده أثناء فترة الصوم قانونيًا ومقبولًا، لأنه لا يكلل أحد إن لم يجاهد قانونيًا (2تي 2: 5).
لأن السيد المسيح ينصحنا فيه قائلًا "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل أكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون"، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وبهذا يشجعنا على العطاء والرأفة بالفقراء كما تردد الكنيسة طيلة الصوم الكبير في مدائحها.
طوبى للرحما على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم
والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم
ينصحنا الرب يسوع أيضًا في هذا الإنجيل أن لا نهتم بالعالميات والجسديات كالمأكل والمشرب والملبس. بل نطلب ملكوت الله ونجاهد من أجله حتى نناله.
إنجيل العشية يحث المؤمنين على الصلاة، وإنجيل باكر يثبتهم في أقوال الله وإنجيل القداس يوجه أنظارهم إلى الملكوت "أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم، وإنجيل المساء عن المحبة التي بدونها لا يكون الصوم مقبولًا".
يتحدث البولس عن السلوك المسيحي اللائق، والكاثوليكون عن الوداعة المطلوبة والإبركسيس عن وجوب التبشير والمناداة باسم الله القدوس.
تقدم لنا الكنيسة السيد المسيح مجربًا من إبليس بتجارب ثلاث: شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، وقد انتصر السيد المسيح فيها كلها ليس بقوة اللاهوت ولكن بالمكتوب.
ففي كل مرة كان يرد على الشيطان قائلًا. مكتوب... فيهزم الشيطان. ما زال الشيطان يجربنا بنفس هذه التجارب الثلاث ولكن بصور مختلفة، وعلينا أن ننتصر كما أنتصر معلمنا الصالح يسوع المسيح وهو يساعدنا على النصرة حسب قول معلمنا بولس الرسول "لأنه فيما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18).
وأول خطوات النصرة هي النصرة على النفس والجسد وقمعهما وكبح شهواتهما... تدور قراءات هذا اليوم عن النصرة في التجارب، إنجيل عشية يحث على التوبة وإنجيل باكر عن رعاية الله للمجربين وحفظه لهم.
وإنجيل القداس عن نصرة المسيح على كل تجارب الشيطان معلمًا لنا طريق النصرة بكلمة الله. وإنجيل المساء أيضًا عن نصرة السيد المسيح على الشيطان في كل التجارب التي وجهها له.
البولس يحذر من إعثار الآخرين والكاثوليكون يحذر من المحاباة التي تجلب العثرة، أما الإبركسيس فيحذر من تعظم المعيشة والكبرياء التي تظهر في الخلافات بين الناس والمنازعات التي تحدث بينهم وتفسد عليهم حياتهم وتنزع سلامهم.
الموضوع العام لقراءات الصوم الكبير هو التوبة، وتقدم لنا الكنيسة نموذجًا عظيمًا للتوبة، الابن الضال الذي لما أطاع أفكاره وتبع مشورة الشيطان تعب جدًا وعاش حياة الذل من جوع وعرى وغربة، ولكن لما رجع إلى نفسه (فاق) قرر العودة إلى أبيه وتقديم توبة صادقة.
وفعلًا رجع نادمًا واعترف أمام أبيه بخطيته فقبله أبوه فرحًا وعمل وليمة عظيمة، هكذا الأب السماوي يفرح بكل واحد يتوب ويرجع إليه، ويكون فرح عظيم في السماء بين ملائكة الله بكل خاطئ يتوب" (لو 15: 10).
تدور فصول هذا اليوم حول "قبول التوبة. فإنجيل عشية يحذر من الكلام الرديء الذي يتكلم به الإنسان فينجسه وهذا ضد التوبة، وإنجيل باكر عن أصحاب الساعة الحادية عشرة المقبولين وإنجيل القداس عن قبول الأب لابنه التائب. يقول البولس: في يوم مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك. هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص، يوصي الكاثوليكون بضرورة ضبط اللسان كأمر ضروري للتوبة أما الإبركسيس فيوصي بالتمسك بالحق مع عدم إثارة الآخرين.
أما إنجيل المساء فيتكلم عن التوبة والطاعة التي تجعل العشارين والزناة وارثين لملكوت الله.
ويسمى أيضًا أحد الارتواء بالإنجيل.
كما قدمت الكنيسة في الأحد الثالث نموذجًا رجالي للتوبة تقدم في هذا الأحد نموذج نسائي للتوبة التي هي أم الحياة. وبعد التوبة يجب على المؤمن التائب أن يرتوي من الإنجيل ماء الحياة ويتسلح به كخوذة الخلاص وسيف الروح حتى يضمن دوام التوبة والنصرة الدائمة على الشيطان الذي يحاول أن يسقطنا في الخطية بعد كل مرة نتوب فيها ونرجع إلى الله.
تدور فصول هذا اليوم حول "قوة الإنجيل" فإنجيل العشية يحثنا على طلب الملكوت وعدم الانشغال الزائد بأمور الجسد وإنجيل باكر يتكلم عن العرس المعد للمستعدين المستحقين وإنجيل القداس عن الماء الحي الذي يروي العطاش إلى البر.
يهيب بنا البولس أن نتسلح بكلمة الله والكاثوليكون أن نخضع لله ونقاوم إبليس أما الإبركسيس فيتكلم عن قوة العاملين بالإنجيل والمتمسكين به كبولس الرسول أمام اليهود والرومان.
إنجيل المساء يتكلم عن السجود لله (العبادة) بالروح والحق لأن الله طالب مثل هؤلاء الساجدين له.
ويسمى أيضًا: أحد التشدد بالإنجيل أي كلمة الله.
تتلو علينا الكنيسة إنجيل المخلع الذي يرمز للخاطئ الذي هدت قواه الخطية وشلت حركته وجعلته يرقد بلا إرادة ولا حراك، وكيف تشدد المخلع بإطاعته لكلمة المسيح وهكذا يمكن أن يتشدد ويتدعم الخاطئ حينما يستمع إلى كلمة الله ويحاول أن يطيعها ويعمل بها.
تدور قراءات هذا اليوم حول تشديد وتدعيم الإنجيل للمؤمن.
إنجيل عشية يتحدث عن إنصاف الله للمظلومين وسماعه لصراخهم وإنجيل باكر فيه وعد الله بإعطاء الملكوت للناس المثمرين المطيعين لكلامه وإنجيل القداس يوضح أنه يقوي ويشدد أوصالهم كما شدد المخلع منذ 38 سنة عندما سمع كلامه وآمن به وأطاع نصيحته.
يوصي البولس المؤمنين بالثبات في الإيمان وعدم التزعزع أو الارتياع ويوضح الكاثوليكون أن الله لا يريد أن يهلك أحد بل أن يقبل الجميع إلى التوبة والتقوى والقداسة أما الإبركسيس فيهيب بهم أن يتحملوا الآلام والمحاكمات من أجل كلمة الله والإيمان به.
في إنجيل المساء يعلن الله قبوله للتائب وشفاءه من خطاياه كما شفى المفلوج وغفر له خطاياه.
يسمى أحد الاستنارة بالإنجيل.
سمي أحد التناصير لأن الكنيسة اعتادت منذ القديم أن تعمد فيه الموعوظين الداخلين إلى الإيمان وما زالت هذه العادة جارية إذ يفضل الكثيرون من المؤمنين عماد أبنائهم في أحد التناصير، ولأن المعمودية استنارة روحية ولأن فيه نال الأعمى الاستنارة لعينيه لما أطاع كلمة المسيح "اذهب واغتسل في بركة سلوام" لذلك سمي أحد الاستنارة بالإنجيل أي كلمة الله.
تدور قراءات هذا اليوم حول موضوع "الاستنارة بالإنجيل والمعمودية. في إنجيل عشية يحث المخلص المؤمنين على الدخول من الباب الضيق، باب السلوك بحسب وصايا المعمودية وجحد الشيطان ولبس الإنسان الجديد.
وفي إنجيل باكر يحذرهم من الرياء الذي بسببه صب السيد المسيح الويل على الكتبة والفريسيين لأن الرياء هو آفة الحياة الروحية.
وفي إنجيل القداس يعلمهم أن قبول كلمته والاغتسال بماء المعمودية ينير البصائر الروحية كما قال المولود أعمى "كنت أعمى والآن أبصر".
ينبه البولس المؤمنين أنهم خلعوا الإنسان العتيق مع أعماله ولبسوا الجديد (بالمعمودية) وأصبحوا واحدًا في المسيح وأبناء معمودية واحدة فلا يتفاخرون على بعضهم ولا يعودون إلى أعمال الإنسان العتيق الشرير.
ويطمئنهم الكاثوليكون أن لهم الحياة الأبدية في اسم ابن الله والرجاء به. كما يتكلم الإبركسيس عن تعزية الله للمؤمنين في الضيقات التي تقابلهم وأن شعرة واحدة منهم لا تسقط إلا بسماح من الله.
إنجيل المساء يتحدث عن حنان الله على المؤمن كما تحنن على أعمى بيت صيدا وشفى له عينيه ورد إليه بصره.
هو أحد الشعانين ويدخل ضمن أسبوع الآلام، وسيأتي الكلام عنه.
_____
(1) الرفاع: معناها الترفع عن الشهوات الجسدية، خصوصًا وان الناس درجوا على أن يأكلوا يوم الرفاع كميات كبير من الطعام وبشراهة زائدة بحجة أنهم مقبلون من الصوم، والكنيسة تعلمهم أن كلمة رفاع تعني رفع أو إبعاد الأطعمة الفطاري عن البيوت استعدادًا للصوم وليس الإكثار منها بطريقة قد تفسد الجسم أكثر مما تنفعه. كما تعني الترفُّع عن الشهوات الجسدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-metaos/readings/names.html
تقصير الرابط:
tak.la/2rqc5ph