يوم أول توت رأس السنة القبطية، كل عام وحضراتكم جميعًا بخير، تعودنا أن نجتمع معًا في ليلة رأس كل سنة قبطية لكي نراجع أنفسنا بين عامين ونطلب نعمة من الله لنبدأ بها عامنا الجديد.
في الحقيقة وجدت أن أفضل كلمة أكلمكم بها بنعمة ربنا في هذه المناسبة هي فصول قراءات قداس هذا اليوم المبارك.
كما تعلمون في كل قداس تقرأ تسعة فصول من الكتاب المقدس بخلاف السنكسار cuna[arion المناسب لليوم وبخلاف نبوءات العهد القديم، إذ كان أحد أيام الصوم الكبير وصوم نينوى بنعمة ربنا نتأمل مع بعض في القراءات الخاصة بهذا اليوم المقدس ونشوف مزمور العشية "سبحوا الرب تسبيحًا جديدًا، سبحوا الرب وباركوا اسمه، سبحوا الرب يا كل الأرض، بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه". في بداية عام جديد توصينا الكنيسة بالتسبيح"سبحوا الرب تسبيحًا جديدًا" مع سنة جديدة نسبح تسبيح جديد وتقولنا بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، يعني الكنيسة بتفكرنا بافتداء الوقت لكل يوم من أيام السنة الجديدة يكون تمجيد باسم الرب ويوم يبشر بخلاص الرب في مزمور باكر يكرر نفس المعنى من مزمور آخر في العيشة كان مزمور 95 وفي باكر مزمور 97 المزمورين ضمن مزامير الساعة التاسعة يقول سبحوا الرب تسبيحًا جديدًا لأن الرب قد صنع معنا أعمال عجيبة تتذكر في الماضي أية الأعمال العجيبة اللي عملها الرب معنا ونشكره عليها لأن الرب قد صنع أعمالًا عجيبة عمل فينا وعمل معنا وعمل بنا أعمالًا عجيبة، زي ما بيقول في مزمور 118 يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني. يمين الرب تعبر عن الرب يسوع له المجد قوة الله. والقوة يعبر عنها باليمين. بمعنى الرب يسوع المسيح بموته الكفاري على الصليب أحيانًا من موت الخطية إلى حياة أبدية. فكون الرب أعطانا حياة جديدة في عام جديد يذكرنا بالحياة الأبدية التي صارت لنا بدم المسيح ونسبحه تسبيحًا جديدًا على هذه الحياة التي وهبنا إياها بدم المسيح - مزمور القداس بيقول تبارك إكليل السنة بصلاحك وبقاعك تمتلئ من الدسم أو بحسب الترجمة البيروتية تقول كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسمًا، فتتذكر صلاح الله ونسأله أن يبارك العام الجديد بصلاحه لكي يكون عامًا مملوءًا من الدسم الروحي، من النعمة، من المعرفة الروحية. ابتهجوا بالله معيننا، فيما مضى من عمرنا، ونبتهج به بصفته معيننا الوحيد. هللوا لإله يعقوب. إنجيل العشية بيقول لنا يشبه ملكوت السموات كنزًا مُخفى في حقل وجده إنساناٌ فأخفاه ومن فرحه مضى وباع كل ماله واشترى ذلك الحقل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أول كلمة في فصل إنجيل العشية هي ملكوت السموات"يشبه ملكوت السموات كنزًا مُخفى في حقل..." ما هو الكنز المخفى في الحقل؟ أيوه، الكنز هو الحياة الأبدية، هو ملكوت السموات. في بداية العام توجه الكنيسة أنظارنا إلى مسيرتنا طوال هذا العام في طريق ملكوت السموات. وتذكرنا أن ملكوت السموات هي الكنز الذي ينبغي أن نقتنيه ومن أجله نبيع كل شيء علشان لا ينشغل أحد بتجارة أو صناعة أو أعمال واهتمامات كثيرة ويعتبرها أنها كنزه وتشغله وتحرمه من ملكوت السموات. ليه قال كنز مُخفى في حقل، يعني كنز المختطفين، كنز الحياة الأبدية مخفي في طين، يعني الحياة الأبدية نجدها في إطار ليست له قيمة زي كنز محاط بشوية طين، والطين هو آلام كنز الحياة الأبدية نجده في إهانات.. في اضطهادات.. في.. فقر.. في مرض.. في معاناة من أي نوع. أو بتعبير آخر، الصليب من الخارج حلو ولكن الداخل قيامة وحياة أبدية. أيضًا يشبه ملكوت السموات رجل تاجر يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة كثيرة الثمن مضى وباع كل ماله واشتراها، لازم نبيع كل شيء لكي نشتري الحياة الأبدية نبيع كل شيء لكي نشتري المسيح ونقتنيه، نبيع كل ما هو ثمين في نظر العالم إن كان مجد أرضي أو كرامة أو غنى أرضي أو شهوات أو ملذات أو حياة رغيدة حسب الجسد نبيع كل شيء ونشتري اللؤلؤة كثيرة الثمن ونبيع كل شيء زي لاوي هو (متى) لما الرب يسوع قاله اتبعني فقام وترك كل شيء وتبعه. أيضًا يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع، يعنى شبكة تصطاد أنواع كثيرة من السمك، سمك بلطي، سمك بياض، أنواع كثيرة من السمك مختلفة الحجم واللون. ولما أصبحت مملوءة جذبوها إلى الشاطئ لما امتلأت الشبكة. يعني في الوقت المحدد جذبوها إلى الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد في أوعية. أما الأردياء فطرحوها خارجًا.هكذا سيكون أيضًا في نهاية الدهر، يعني في بداية العام القبطي الجديد تذكرنا الكنيسة بنهاية هذا الدهر.. نهاية الحياة الأرضية. هكذا سيكون في نهاية الدهر يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأخيار ويطرحونهم في أتون النار، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان، ملكوت الله شبكة مطروحة في البحر، والبحر هو هذا العالم الذي نحيا فيه هذا العمر، الأرض جامعة من كل نوع. يعني فيها كهنة، فيها خُدام، فيها رُهبان، فيها علمانيين، فيها عذارى، فيها متبتلين ومتزوجين، وفيها أساقفة، وفيها شمامسة، وفيها خُدام يقوموا بأعمال جسدية للكنيسة يخدموا الفقراء، وناس يفتقدوا، وناس معلمين، وناس أصحاب مواهب شفاء - جامعة من كل نوع، مش مهم ما هو النوع الذي تكون عليه السمكة، الكل جمعته الشبكة، لكن المهم النوعية، جلسوا وجمعوا الجياد في أوعية، أما الأردياء فطرحوها خارجًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-makary/new/start.html
تقصير الرابط:
tak.la/tyyp679