يقول السيد المسيح: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يو14: 26).
فإذا ذهبت إلى مكان ولم يكن معك إنجيل، مثل شخص كان يركب سفينة في البحر وغرقت السفينة بكل ما يملك ووجد نفسه في جزيرة وسط البحر يسكنها شعب وثنى، وشاء الله أن يكمل باقي حياته هناك أو يمكث سنين طويلة فيها، فسوف لا يعيش هناك محرومًا من معرفة الله أو التعليم الإلهي، لأن الروح القدس الذي أوحى بالإنجيل للقديسين متى ومرقس ولوقا ويوحنا هو نفسه من الممكن أن يتعامل مع أي إنسان في كل زمان ومكان كما قال: "فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" ولكن هذا لا يعنى أن يكتب أحدًا إنجيلًا آخر أو سفرًا آخر غير أسفار الكتاب المقدس بعهديه. ومن المؤكَّد أن الروح القدس كان يتعامل بصوره فائقة جدًا مع الإنجيليين حيث يعطيهم الوحي، وهذا ما قاله السيد المسيح للرسل بأن الروح القدس سوف يذكركم بالكلام الذي قلته لكم لكي تعاودوا كتابته مرة أخرى في الأناجيل والرسائل، وتعلمون به الشعب.
وكما قال هذا لرسله القديسين؛ فقد قاله أيضًا للكنيسة بكاملها -هم طبعًا بالدرجة الأولى، ولن نصل إلى مستواهم- ولكن ليس معنى هذا أنه حرم الكنيسة من تعليم الروح القدس لأنه قال: "وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ" (مر13: 37) بمعنى أن كل تعليم يقوله للرسل، يقوله للكنيسة في كل زمان ومكان، إلا إذا كان شيء خاص بهم وحدده لهم بالتخصيص مثل سلطان تقديم ذبيحة الافخارستيا لهم ولخلفائهم ومساعديهم، وسلطان الحِل والربط ومغفرة الخطايا وإمساكها، وممارسة الأسرار الكنسية مع مراعاة معمودية الضرورة التي قبلتها الكنيسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. على هذا الأساس يستطيع الإنسان أخذ معرفة من الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/resurrection-lights/teach.html
تقصير الرابط:
tak.la/b8mpn6h