← أخطاء في كتاب "المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا - دراسة وتحليل":
المؤمنين هم المسيح:
* "إنجيل يوحنا يحمل عقيدة لاهوتية مضمونها أن المسيح والمؤمنين يكوِّنان جسدًا واحدًا إنسانًا واحدًا" (كتاب "المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا دراسة وتحليل" - صفحة 200).
* "ابن الإنسان نزل من السماء ليجمع في شخصه وفي جسده البشرية المختارة" (كتاب "المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا دراسة وتحليل" - صفحة 199).
* "الكنيسة تحمل المسيح وتسير به، مستوطنة في السماء وهي على الأرض. فأصبحت بمؤمنيها هي التجسد، هي المسيح المُسْتَعْلَن في أبناء الله، المحمولة بالروح لتسير فوق الزمن" (كتاب "المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا دراسة وتحليل" - صفحة 415).
الرد مع شرح نظرية الأجساد الثلاثة:
لا يمكن أبدا أن شخصين يكوِّنان إنسانًا واحدًا!! حتى في الثالوث القدوس فإن الأقنومين أو الشخصين ليسا أقنومًا واحدًا، بل هذه هي هرطقة سابيليوس! وحتى في سر الزيجة "يكون الاثنان جسدا واحدا" (مت 19: 5) لكن لا يمكن أن يكونا شخصًا واحدًا أو إنسانًا واحدًا. فكيف يصير المؤمنون إنسانًا واحدًا مع المسيح، أو كيف يجمعون في شخصه وفي جسده؟! هذه خرافات لا يتصوَّرها عقل!!! إن الشخص هو من يشخص نحو غيره، ومَنْ يتبادل المشاعر، ومَنْ له حرية إرادة إلخ. فكيف يكون هو وغيره واحدًا؟!
لقد تشخصنت الطبيعة البشرية الخاصة بالله الكلمة في شخصه الخاص فصار له في التجسد نفس شخص الله الكلمة، وهذا ينطبق على الله الكلمة المتجسد فقط!!!
لا يَصِح أن نخلط بين شخص الله الكلمة اللوغوس ابن الله الوحيد الجنس بالولادة الذي هو مِن نفس جوهر الآب وطبيعته بأشخاصنا نحن. إن المؤمنين معًا يكوِّنون الجسد الواحد الذي رأسه هو المسيح. أما العبارات المذكورة أعلاه وغيرها الكثير لنفس الكاتب فبها خَلْط واضح بين الكنيسة والمسيح نفسه!
وقد أكَّد قداسة البابا شنودة -نيح الله روحه ونفعنا بصلواته- مرارًا وتكرارًا أن جسد المسيح الإلهي أي جسد الله الكلمة المولود من العذراء مريم والدة الإله والذي صُلِبَ وقام وصعد، والذي يكون حاضرًا في سر الإفخارستيا أي سر القربان المقدس، ليس هو جسد المسيح بمعنى الكنيسة أي جماعة المؤمنين. لأن تسمية الكنيسة أنها جسد المسيح هي تسميه عامة واعتبارية. أما جسد المسيح المتحد باللاهوت فهو رأس الكنيسة، والكنيسة هي الجسد وليست الرأس. كقول معلمنا بولس الرسول: "وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ" (أف 1: 22، 23).
وقد دافَع قداسته عن العقيدة السليمة فيما أسماه بنظرية "الأجساد الثلاثة" وذلك في عِظاته ومحاضرًاته وكتبه. وأوضح أن جماعة المؤمنين تزداد وتنقص، وهناك أعضاء جُدُد، وأعضاء تنقطع، وفيها مَنْ يخطئ ويتوب. أما جسد المسيح الإلهي فليس فيه خطية على الإطلاق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأوضح أيضًا أن جسد السيد المسيح هو الذبيحة الخلاصية أما الكنيسة كجسد للمسيح فليست هي ذبيحة الخلاص. لهذا قال الرب: "أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ... وَأَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَنَا اللَّه" (إش 43: 11، 12).
لقد كتب القديس كيرلس الكبير في رسالته الثالثة إلى نسطور (الفقرة 9) ما يلي، وهو رد واضح على هذا المفهوم الغريب:
"وإذ نعترف بكل تأكيد أن الكلمة اتحد بالجسد أقنوميًّا، فإننا نسجد لابن واحد الرب يسوع المسيح... ولسنا نقول إن كلمة الله حلّ في ذلك المولود من العذراء القديسة، كما في إنسان عادى، لكي لا يُفهم أن المسيح هو "إنسان يحمل الله". لأنه حتى إن كان "الكلمة حل بيننا" فإنه أيضا قد قيل إن في المسيح "يحل كل ملء اللاهوت جسديًّا" (كو 2: 9). لذلك إذن نحن ندرك أنه إذ صار جسدًا فلا يُقْال عن حلوله إنه مثل الحلول في القديسين، ولا نحدد الحلول فيه أنه يتساوى وبنفس الطريقة كالحلول في القديسين. ولكن الكلمة إذ اتحد "حسب الطبيعة" κατὰ φύσιν ( ولم يتغَّير إلى جسد، فإنه حقق حلولًا مثلما يُقال عن حلول نفس الإنسان في جسدها الخاص"..
وفي (الفقرة 10) من نفس الرسالة يقول: "وكما قلنا سابقًا، فإن كلمة الله قد اتحد بالجسد أقنوميًّا καθ ύπόστασιον، فهو إله الكل ورب الجميع، وليس هو عبد لنفسه ولا سيد لنفسه".
رابعًا: يقول معلمنا بولس الرسول "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (كو 3: 1). ويقول "أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوع" (أف 2: 6). نفهم من ذلك أن المسيح هو سفير لنا في السماوات وقد دخل إلى المقادس كسابق لأجلنا (انظر عب 6: 20) وأنه "لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا" (عب 9: 24).
واضح من بعض العبارات التي يستخدمها هذا الكاتِب أنه يساوي البشر بالسيد المسيح، ويتصور أن الطبيعة البشرية التي اتخذها السيد المسيح تخص كل شخص فينا، وبالتالي أننا صُلِبنا ومتنا وقمنا وصعدنا معه، بل يؤكد على التبرير مهما كانت خطيتنا.. مع أن السيد المسيح اتخذ جسدًا خاصًا به وحده كما أن شخصه متمايز وطبيعته متمايزة عن البشر لأنها طبيعة واحدة من طبيعتين طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية.
بالإضافة لما سبق:
أولًا: كيف نقول أن الكنيسة مستوطِنة في السماء والكنيسة لازالت تُجاهِد على الأرض وتُسِمّى الكنيسة المُجاهِدة؟ لماذا تُجاهِد إن كانت في السماء؟ وكيف يمكن أن يسقط أبناء الكنيسة في الخطية وهم في السماء؟! ثم كيف تسير فوق الزمن وهي محدودة ولها بداية في الزمن؟!
ثانيًا: كيف تكون الكنيسة بمؤمنيها هي التجسد؟ إن الاتحاد الأقنومي في التجسد هو اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص واحد مفرد فكيف ينطبق هذا على الكنيسة بكل مؤمنيها؟!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/reply-to-fr-matta-el-meskeen/believers.html
تقصير الرابط:
tak.la/5zsrwwf