تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى
فى عيد الميلاد المجيد لعام 2006
الأم المباركة مرثا ومجمع راهبات دير القديسة دميانة
في ميلاد السيد المسيح دخلت مواعيد الله للبشرية في حَيِّز الواقع.. كانت ظهوراته في العهد القديم، والنبوات، والرموز كلها مجرد تمهيدات نظريّة لم تُغيِّر شيئًا من واقع الإنسان الذي أسقط نفسه في قبضة الموت، وإن كانت قد بعثت الرجاء في قلوب القديسين الذين رقدوا على رجاء الخلاص. لهذا قال سمعان الشيخ: "لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو2: 30). وقال من قبله زكريا الكاهن عن الله: "أقام لنا قرن خلاص" (لو1: 69).
الميلاد والتجسُّد الذي سبقه في أحشاء العذراء القديسة مريم قد جعلا من علّيقة موسى في جبل سيناء واقعًا يتلامس مع احتياج الإنسان الذي هرع إلى الله الظاهر في الجسد دون أن يخفى وجهه في خوف بل يتغنّى مع يوحنا الرسول الإنجيلي "رأينا مجده مجدًا كما لوحيد جنسٍ بالولادة (monogenh,j) من الآب مملوء نعمة وحقًا" (يو1 :14)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فالمولود من الآب قبل كل الدهور هو هو نفسه المولود من العذراء في ملء الزمان. ولادته الأولى بحسب لاهوته وولادته الثانية بحسب ناسوته.
فلنمجِّد مولود بيت لحم القديم الأيام الذي حملته العذراء كطفل صغير لم تَسَعَهُ الأيام وهو الكائن على الدوام.
بيشوى
خادم الدير
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/nativity/2006.html
تقصير الرابط:
tak.la/vpdr4dd