St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   five-senses
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   five-senses

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الحواس الخمسة - الأنبا بيشوي

15- رؤية الإعلانات السمائية

 

St-Takla.org Image: The Holy Cross in the sky, digital art (image 2) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس في السماء، فن إليكتروني (صورة 2) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Cross in the sky, digital art (image 2) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس في السماء، فن إليكتروني (صورة 2) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

يحتاج الإنسان أن يفتح قلبه لكي يرى بعينيه الروحيتين أمجادًا سماوية وأسرارًا وإعلانات. فالإحساس الداخلى في القلب بحضور السيد المسيح في أوقات معينة، يرفع الإنسان من مستوى الأرض إلى مستوى السماء، ويرى إعلانات سماوية وملائكة وقديسين. ومن الممكن أيضًا أن يرى شيئًا من المجد كما قال القديس بولس الرسول: “أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا” (2كو12: 4) متى رأى هذه المناظر؟ يقول: “أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً” (2كو12: 2) بمعنى؛ أُختطف إلى الفردوس منذ أربع عشرة سنة ورأى هناك الأمجاد الروحية، واستطاع أن يرى هذه الأمور لأن عينيه الروحيتين كانتا تريان السيد المسيح أمامهما باستمرار.

معاينة الله ذو القلب النقى يعاين الله. فنقاوة قلبه تقوده تلقائيًا إلى رؤية الله فهل أنت من أصحاب هذا القلب؟

طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ” (مت5: 8) قد يتبادر سؤال إلى ذهنك؛ ما معنى كلمة “يعاينون الله”؟ كيف أُعاين الله؟ وماذا أرى؟!! هل أرى مجد السيد المسيح قائمًا عن يمين العظمة مثلما رآه القديس إستفانوس (انظر أع7: 55)؟!! أَم أرى العرش الإلهي؟ “وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ” (رؤ4: 2، 3)..

فعبارة “يعاينون الله” لا تقتصر على رؤية العرش الإلهي في السماء؛ فسوف تراه في الأبدية بنعمة الرب؛ أو ستراه مثلما رآه القديس إستفانوس في لحظة استشهاده. إنما المقصود بها؛ يعاينونه الآن بأعين قلوبهم لأن حواسهم الروحية قد استنارت بالنعمة.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

الذين يولدون من فوق (الماء والروح) بالميلاد الفوقانى؛ قال عنهم السيد المسيح إنهم يدخلون ملكوت السماوات ويعاينونه “إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ” (يو3: 3). فالميلاد الفوقانى هو الذي يجدد طبيعة الإنسان، ويمنحه نقاوة القلب حتى يؤهّل لمعاينة مجد الله وملكوته السماوي.. أي يؤهل لمعاينة السيد المسيح في مجده عن يمين الآب.

كما قال السيد المسيح أيضًا: “اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي” (يو14: 21)، فبحفظ الوصية نعاين الله أيضًا.

معاينة الله: المقصود بها علاقتك مع ربنا وإحساسك به؛ رؤيتك لعمله الإلهي في داخلك؛ ترى عمله متجسدًا وبصورة قوية وواضحة جدًا؛ مثلما تكون واقفًا للصلاة فتشعر بفرح وتعزية روحية وتشعر بحضور السيد المسيح معك وفي داخلك “الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ” (1بط1: 8)، “لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ” (2كو5: 7). تشعر بأنك تستطيع أن ترى عمله واضحًا في حياتك. ثم تؤهّل لكي تراه هناك في المجد. فإحساسك الداخلى وفرحك الروحي وإدراكك الكامل لعظمة السيد المسيح؛ هذه الحالة الروحية تتفق مع قول السيد المسيح: “أَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي” (يو14: 21).

إن تطويب السيد المسيح لأنقياء القلب، يدعونا للسعى نحو النقاوة التي تؤهلنا أن نراه بالإيمان. وأن نراه في مجده. وأن نكون وارثين معه في المجد.

فأنقياء القلب يعاينون الله؛ لأنهم سوف يعاينون السيد المسيح في مجده ويتمتعون برؤيته إلى دهر الدهور.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/see-heavenly-declarations.html

تقصير الرابط:
tak.la/hxc8t3b