لكل إنسان خمس حواس جسدية يناظرها خمس حواس روحية يخلقها الروح القدس في الإنسان المؤمن في المعمودية، وبها يستطيع أن يقدّس الحواس الجسدية الموجودة في طبيعته. أي يصير له بُعد روحي لكل حاسة من حواسه الجسدية الموجودة فيه.. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ” (2كو5: 17). وقد قال السيد المسيح: “اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ” (يو3: 6).
فالإنسان الجسدانى تتقوى حواسه الجسدية وتقود حياته، أما الإنسان الروحاني فتكون حواسه الروحية هي الأقوى وهي التي تقود مسيرة حياته.
إن الروح القدس يخلق فينا بالفعل هذه الحواس وينميها بعد ذلك بوسائط النعمة الروحية.
وقد ترمز الحواس الخمسة الروحية المنيرة إلى مصابيح الخمس عذارى الحكيمات. والآنية الممتلئة من الزيت ترمز إلى امتلاء قلب الإنسان من الروح القدس؛ فالقلب هو الإناء الذي يمتلئ بالنعمة الإلهية حيث ينير الروح القدس الحواس لأنها هي السراج الذي يستنير بهذه النعمة الإلهية. فالحواس التي يعمل فيها الروح القدس تجعل الجسد مقدسًا منيرًا خاليًا من شوائب الخطية وظلمتها، لذلك قيل عن الأبرار “حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ” (مت13: 43).
فهناك ارتباط بين الجسد المضيء المنير والحواس المضيئة.
الرب يمنحنا الحواس المضيئة بصلوات صاحب القداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته.
دخول السيد المسيح الهيكل
16 فبراير 2008م
8 أمشير 1724
مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى
ورئيس دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/7c9kxz8