يقول الكتاب: “قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ” (يؤ2: 15). تقديس الصوم بمعنى تخصيص أيام الصوم للرب، أي أن تصوم كل حواس الإنسان؛ تنشغل كلها بالسماويات. قال القديس بولس الرسول: “إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا” (1كو7: 34). فإن كان الزواج ليس بخطية، ولكنه يتعطَّل في فترة الصوم لتنشغل الحواس كلها بالرب، فالعذراء تمتلئ آنيتها أكثر وأسرع من المتزوجة. ولكن المتزوجة لديها الفرصة لتملأ آنيتها من الزيت وتضيء مصباحها في فترات الصوم والاعتكاف؛ في أوقات الصلاة والخلوة “لاَ يَسْلِبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أيضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ” (1كو7: 5).
فلابد أن تخرج من الصوم وقد صرت إنسانًا جديدًا تختلف عما كنت عليه في بداية الصوم. يمر العمر ويتقدم بك وليس هناك أي تغيير! لماذا؟ لأنك بالصوم تبنى بيد ثم تهدم بالأخرى بتدنيس أو بإفطار باقي الحواس كالنظر والسمع كما أوضحنا، فما الفائدة إذن؟!! ماذا يكون الحال إن بنى أحد البنائين بالطوب، وبينما هو يبنى ويضع قوالب الطوب الواحد فوق الآخر، يأتي آخر يفكك ويهدم ما يبنيه؟ هذا ما يحدث في حياتنا الروحية إذ أننا نهدم بأيدينا كل ما نبنيه، وكأننا لم نفعل شيئًا!
حتى وإن كانت الحاسة في حد ذاتها ليست خطأ مثل حاسة التذوق أو غيرها من حواس الجسد الخمسة؛ لكن تعطيلها بالصوم السليم يُنشِّط الحواس الروحية النظيرة لها.
فبينما لا تجد العين شيئًا يجذبها أو تشتهيه؛ تتعطل حاسة النظر الجسدية، فينشط النظر الروحانى والتطلع للإلهيات. يعطّل الإنسان حاسة التذوق لكي يتذوق حياة العشرة مع الله. من أجل ذلك حاسب نفسك كل يوم ماذا ترى عينك خاصةً في فترات الصوم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/disabling-bodys-senses.html
تقصير الرابط:
tak.la/9y4hcbz