التوبة تفرِّح قلب الله جدًا، وتغيِّر طريق الناس، وتحوِّل الخطاة إلى قديسين، وتفرح ملائكة السماء، وتنقذ الإنسان من فقدان حياته الأبدية، وتحوِّله إلى سيرة روحانية ملائكية. بالتوبة يشعر الإنسان بسعادة الرجوع إلى الله "ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (ملا3: 7). والسعادة التي في التوبة تفوق بما لا يُقاس لذة الخطية وشهواتها المتنوعة..
ربما الإنسان الذي يعيش في الخطية يكره التوبة لأنه لم يذُق حلاوتها، بل ربما يخاف من التوبة لئلا تحرمه حلاوة الخطية التي يحبها، لكن إذا عاش حياة التوبة والنقاوة بعدما ذاق مرارة الخطية سوف يتعجب كيف قَبِل أن يكون للخطية وجود في حياته في وقتٍ من الأوقات!!
المشكلة هو أن الإنسان عندما تثور عليه شهوة أو لذة الخطية أو رغبتها يتصور أنه لا يوجد أحلى منها، أو لا يستطيع أن يتحرر من سلطانها، أو إنها محبوبة جدًا رغم إنها مؤذية جدًا، ومريرة للغاية وهي سبب شقائه وتعبه ومعاناته ليس في السماء فقط إنما على الأرض أيضًا.
وفى كتابنا السابق عن داود النبي والملك إذ لم نتعرض فيه لخطية داود وتوابعها التي تاب عنها والتي احتمل بسببها متاعب كثيرة، وقد وعدنا أن هذه المسألة تحتاج إلى كتاب خاص بعنوان "داود الملك التائب".
وفى كتابنا هذا نستعرض بالأكثر توبة داود القوية، فإن كان داود النبي قد أخطأ، ولكن لأن محبته لله كانت قوية جدًا فإنه لم يحتمل أن يبقى في الخطية، وكانت دموع التوبة كأنهار غزيرة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى.. ليست المسألة إن كان الإنسان قد أخطأ أو لم يخطئ. لكن المسألة هي: هل قلبه ممتلئ بمحبة الله أم لا؟. الإنسان الذي يمتلئ قلبه بمحبة الله لا يفقد علاقته بالروح القدس.. علامة محبتنا لله أننا إذا أخطأنا نسرع إليه ونتوب.. الرب يجعل من هذا الكتاب سبب بركة لكثيرين في حياة التوبة والنقاوة بصلوات قداسة أبينا المبارك البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته.
بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري
رئيس دير القديسة دميانة
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/dawoud/intro.html
تقصير الرابط:
tak.la/vnava4p