رأى حزقيال النبي الأحياء الأربعة بأربعة وجوه وأما يوحنا فقد رآها بوجه واحد. وليس معنى هذا أن رؤيا حزقيال النبي كانت أوضح من رؤيا يوحنا لأن يوحنا رأى أكثر مما رآه حزقيال مع أن المنظر الذي رآه حزقيال كان منظرًا رهيبًا جدًا: البكرات والنار والمركبة النارية الشاروبيمية. لكن عندما رأى يوحنا الرؤيا كان قد تم التجسد والصلب والقيامة والصعود فدخلت هذه الأمور في مجال الزمن وأصبح التجسد في وقت والصلب في وقت ثانٍ والقيامة في وقت ثالث والصعود في وقت رابع، وأصبحت أحداثًا متتالية كل حدث منها له معالمه البارزة التي تحدده، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فلم تحدث القيامة في يوم الصلب ولم يحدث الصلب في يوم الميلاد ولم يحدث الصعود في يوم القيامة. لذلك كان لابد أن يكون بين الصعود والقيامة أربعون يومًا لأنه إذا حدث الصعود في يوم القيامة لن نفهم ما معنى القيامة ومعنى الصعود. وكان يمكن أن يحدث مزج بين المعنيين. القيامة حدث مستقل بذاته دون أن ينفصل عن الصعود والصلب والميلاد، أي أنه لا يمتزج ويذوب في أحداث أخرى، لكن بدون انفصال، أي أن له ملامحه المحددة القائمة بذاتها. ولهذا رأى يوحنا وجه واحد لكل من الأحياء الأربعة. أما حزقيال النبي فقد رأى أربعة وجوه للواحد منهم: لأن الأحداث لم تكن قد تمت بعد؛ فيراها حزقيال بروح النبوة كأحداث متلازمة يُكمل بها الأربعة معًا عملية الفداء.
رأى حزقيال النبي الأحياء الأربعة من بعيد، لذلك رأى لكل منها أربعة وجوه، لكن يوحنا عندما نظر عن قرب، رأى وجهًا واحدًا فقط. فعندما وصف يوحنا العرش الإلهي أبرز تمايز أحداث التجسد والصلب والقيامة والصعود وهي أحداث عايشها يوحنا الإنجيلي في مراحلها المتمايزة، لكن حزقيال الذي رأى من بعيد كانت الأحداث تتراكم مع بعضها في نظره وتلاشت الفوارق الزمنية بينها لأنه يراها بروح النبوة وليس كأحداث حدثت فعلًا. ولتقريب المعنى نورد المثال التالي: إذا نظرنا إلى أي شيء من بعيد نرى له وجوهًا كثيرة، لكن إذا وضعناه أمام أعيننا لن نرى سوى الوجه المقابل لنا فقط.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/cross/revelations.html
تقصير الرابط:
tak.la/hzzssp6