محتويات: (إظهار/إخفاء) |
هي بنوة غير جسدية ونحن نؤمن بإله واحد ولكن ما معنى ثلاثة أقانيم؟ التثليث في الكتاب المقدس في العهد القديم في العهد الجديد |
إبن الله الكلمة
كثير من الناس يسألون هل الله له إبن؟ تزوج وأجب؟ حاشا لله إنه روح ازلى أبدى لا يزوج ولا يتزوج ولكن البنوة التي أعلنها الكتاب المقدس هي بنوة روحية تمامًا.
وتعبير الابن هو أقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور (كو 1: 15).
إذ يقول السيد الرب "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) ليس في اللغة كلمة تعبير عن أعمق صلة بين الآب الذي يحيا في نور لا يدنى منه ولم يره احد قط ولا يقدر احد أن يراه (1 تى 6: 16) وبين الله الذي تجسد واتخذ صورة عبد صائرا في شبه الناس.
ولا يمكن أن يكون المسيحيون قاصدين من هذه البنوة علاقة جسدية فهناك فروق بين البنوة في عالم الإنسان وبين بنوة المسيح للآب.
إذ أن الابن في عالم الإنسان نتيجة تزاوج بين رجل وأمراة، وليس كذلك المسيح إطلاقا، كما أن الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه وليس كذلك المسيح.
فالمسيح لا يفترق عن الآب والروح القدس كما لا ينفصل الشعاع والحرارة من الشمس، والماء بالنسبة إلى النبع، والفكر بالنسبة للعقل كما يقول أحد القديسين... فهو مولود بغير إنفصال أو إفتراق.
فالمسيح هو الصورة المنظورة لله غير المنظور. وهما معا في جوهر واحد "أنا والآب واحد" (يو 10: 3). وهذه العلاقة اعلى من أن يدركها البشر وفوق كل تصور لأنها تتعلق بجوهر الله وطبيعته الممجدة.
والمسيحيون ليسوا مشركين، إنهم لا يقولون بثلاثة آلهة لأن هذا يتضارب حتى مع أبسط قواعد الفكر والمنطق. فهم يؤمنون بإله واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد... ولكن الواحد هذا ليس واحد حسابيا بالطريقة الغامضة التي للواحد في علم الحساب والذي يحد بحدود معينة قلبلة للإنقسام إلى جزئين أو ثلاثة... الامر الذي يتنزه الله عنه كل التنزيه. فوحدانية الله ليست وحدانية حسابية بل وحدانية نوعية أو بالحري عدم وجود شريك له في اللاهوت بأي معنى من المعانى...
إنه واحد بمعنى انه ليس له مثيل وليس له شريك معه... إنها وحدانية خاصة بالله...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إن كلمة أقنوم كلمة سريانية ليس لها مثيل في اللغة العربية وهي بالانجليزية Hypostasis، وترجمتها الحرفية شخص ولكن في اللغة العربية الشخص يدل على الذات المنفصلة عن غيرها والأمر ليس كذلك من جهة الاقنوم.
فالاقانيم هي خواص الله الذاتية التي يكون بها... وهي لا تعني وجود شركاء أو تراكيب كما إنها لا تعني مجرد صفات ونظرا لانهم مع وحدانية جوهرهم يقوم كل منهم بعمل خاص لذلك يكون كل منهم متميزا عن غيره تمييزا واضحا، كما أنه ليس هناك تناقض ولا إنفصال أو تضارب بين عمل كل، فكل يعمل ليس بمعزل عن الأقنومين الأخرىن بل باتحاد كلى معا، فالأقانيم متحدة دون اختلاط أو إمتزاج ومتنزه دون افتراق أو إنقسام... وهذا هو الأمر الذي يسمو على فكر كل البشر.
والكتاب المقدس يدعو أحد الأقانيم الآب لأن أقنوميته تبطن كل المحبة الألهية، ويدعو أقنوما آخر الابن لأن أقنوميته تعلن كل هذه المحبة بطريقة ظاهرية، ويدعو أقنوما آخر الروح القدس أو روح المحبة لأن أقنوميته تعلن كل هذه المحبة بكيفية روحية.
ان إبوة الآب للابن، وبنوة الابن للآب إنما هي تعبير عن علاقة من علاقات المحبة الإلهية الكائنة بينها... هي علاقة باطن الله بظاهره، وباطن اله وظاهره واحد.
إن وجود الأقانيم الثلاثة يحل لنا قضية المحبة... فالمحبة التي لا تعلن عن نفسها ولا تعبر عن طبيعتها ولا تتدفق على غيرها إنما هو محبة ذات طابع نرجسى انانى... اما محبة الله فهي ليست كذلك إنها تتدفق من الآب إلى ابنه بالروح القدس والأبن يعلن هذه المحبة الأبوية وقد ظهرت لنا بوضوح في التجسد والفداء والصليب إنها محبة إيثارية تعبر عن نفسها في صور خارجية موضوعية ينعم بها الله وجميع خلائقه الروحية والبشرية والمادية.
إنها محبة سامية تليق بطبيعة الله.
ثم أن الثالوث يحل لنا مشكلة الأعلان والتعبير. إذ كيف يكون الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله... مجرد شبه بسيط ويتمكن من أن يعلن فكره بالكلمة ويتصل بالآخرين من خلال المعرفة والذكاء والمنطق... كيف يكون هذا والله لا يكون عنده القدرة على التعبير عن مقاصده الالهية؟! إن الابن الكلمة هو الذي يعلن فكر الآب وينطق بالحق الذي عند الآب ويعبر عن المحبة الكامنة في قلب الآب المملوء حبا نحونا... وهكذا يعمل الروح القدس في الخليقة لتستنير بالكلمة الابن والأبن يعمل لكي يشهد للآب ويعلن محبته للجميع.
لا بُد ونحن نعالج لقب الابن ووظائفه أن نلمس موضوع التثليث ولا يتسع المجال لكي نذكر جميع ما سطر في الوحي الآلهى في العهدين القديم والجديد عن حقيقة الثالوث القدوس ولكننا نكتفي ببعض الاشارات الهامة.
* هوذا الإنسان قد كواحد منا عارفا الخير والشر ولو كان الغرض تعظيما في اللفظ لقال هوذا الإنسان قد صار مثلنا.
* هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم... وهذا أيضًا لا يدل على التعظيم بل حدوث تخاطب. تخاطب بين الله وذاته دليل على أن وحدانيته وحدانية جامعة.
* "من أرسل ومن يذهب من اجلنا" (اش 6: 8).
* في العماد: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" هذا صوت الاب والابن في الماء يعمد من يوحنا والروح القدس على شكل حمامة (مت 3: 17).
* أنا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه (يو 14: 16، 17).
* "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس" (مت 28: 19).. ليسوا ثلاث كائنات بل كائن واحد لأنه قال باسم وليس بأسماء...
* "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة ربنا لله الآب وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2 كو 13: 14).
* "ثم بما انكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب" (غلا 4: 6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/son-of-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/nppvax4