(4)
مشكلات تربية الأطفال
تبدأ مشكلات الأطفال الأولى من وقت الولادة مرتبطة بتغذيتهم ونموهم وعاداتهم وحالتهم الصحية والجسمية وما إلى ذلك. ومن أهم هذه المشكلات:
أولًا:
التغذية
ثانيًا: المشكلات المتعلقة بالنوم
ثالثًا: مص الأصابع - قرض
الأظافر
رابعًا: الخوف
خامسًا: الكذب
سادسا: السرقة
سابعًا: التأخر الدراسي
ثامنًا: التربية الجنسية
من أولى المشاكل وأهمها فهناك ارتباط كبير بين الصحة الجسمية والحياة النفسية وذلك أن التغذية عملية حيوية هامة بالنسبة للطفل اذ تكاد ان تكون هي الشيء الوحيد الذي يشغل كل من حوله في الأشهر الأولى ويرجع أثرها إلى تكرارها مرات عديدة كل يوم والي ارتباطها في ذهن الطفل بالأم. ونظرا لتكرار مناسبة تناول الطعام مرات عديدة كل يوم فهي ترتبط في ذهن الطفل بمناسبات وانفعالات الارتياح والتألم، السرور والضيق، مما يتطور إلى عاطفتي الحب والكراهية، ومن هنا فان الاحتمال قوى في أن يكون لمواقف تناول الطعام أثر ثابت في تكوين شخصية الطفل. بمعنى أن لعملية الرضاعة في الأشهر الأولى أثرها في تكوين مجموعة من الخبرات الحيوية لدى الطفل، كذلك لعملية الفطام مشكلاتها وأزماتها النفسية عند الطفل مما يتطلب وعيًا وفهمًا لدى الكبار لمحاولة العمل على تجنبها للطفل بقدر الامكان.
ا- أن تناول الطعام مناسبة لها أهميتها الكبرى عند المشتغلين بالدراسات السيكلوجية للأطفال في مراحل نموهم المختلفة مبتدئين في ذلك بالشهر الأول.
2 - البطء في تناول الطعام: يتصف بعض الأطفال ببطء شديد في تناول الطعام فالطفل ينظر إلى تناول الطعام كنوع من اللعب يصرف فيه من الوقت ما شاء أو عدم الرغبة في تناول الأطعمة المعروضة أو استمرار تناول الطعام رغم الشبع. 3- الشره: وهو من المشكلات التي يندر أن يشكو منها الأطفال وقد تبدو بصور مختلفة منها.. أن يأكل الطفل أكثر مما يحتمل. وقد تظهر هذه المشكلة في مناسبات معينة دون أخرى، فقد يكون نتيجة الحرمان كما أن سببه قد يرجع إلى التدليل، والشخص المدلل لا يستطيع عادة أن يضبط نفسه أمام رغبة من رغباته. كذلك، قد يكون الشره مظهرا من مظاهر النزعات الاعتدائية.
ا- يجب أن يراعى أن يكون الطفل عند تناوله غذائه منشرحًا هادئًا فلا يصح أن ننزعه فجأة من لعب نشيط لذيذ في نظره هو لتناول طعامه، كما لا يصح ارغامه على تناول طعامه وهو في حالة غضب أو ضيق.
2 - يجب أن يتعود الطفل على الأكل في وجبات منتظمة ومواعيد ثابتة.
3- يراعى تقديم الطعام بطريقة شيقة جذابة ولعل من عوامل هذه الجاذبية عامل التنوع بين يوم واخر.
4 - يجب أن يشجع الطفل على تناول طعامه بدون مساعدة في أول فرصة ممكنة مما يزيد من اعتماده على نفسه وثقة فيها كما ما يقلل من اعتماده على أمه وعلى الآخرين مما يدخل الابتهاج إلى نفسه.
5- يجب أن تعطى للطفل فرصة تناول الطعام مع صغار من سنه بين آن واخر فهذا يشجعه معهم على الاقبال على الطعام.
ويلاحظ أن قابلية الأطفال لتناول الطعام وسهولة هضمه تتوقف على نشاطهم ومرحهم وانتظام غذائهم وخروجهم للنزهة كما يتوقف على جو المنزل ومدى تقبله لهم وجو المدرسة وشعورهم بالنجاح فيها.
عند دراستنا لمشكلات الأطفال نجد أن كثيرا من المشكلات قد تنتج مباشرة من الإجهاد الجسمي والعصبي الذي لا سبيل إلى التغلب عليه إلا بالنوم. وكثير من حالات الانقباض ونوبات الغضب والكسل وضعف القدرة على التركيز وانعدام الاستقرار وفقدان التوازن الحركى وما إلى ذلك قد يرجع عند الصغار والكبار إلى قلة النوم ويلاحظ أن حالات الأطفال العصبية من تهتهه ومص الأصابع وقرض الأظافر وما إلى ذلك تزداد في الأيام التي لا ينامون فيها نومًا جيدًا كافيًا.
والطفل عادة يحتاج إلى النوم الكثير فعملية النمو السريع تبطيء تدريجيا بتقدم الطفل في عمره وازدياد نشاطه مما يتطلب منه جهدًا يستنفذ في عملية الهدم والبناء اللازمين لأنسجة الجسم ومن ثم يصبح من الضروري تعويض هذا المجهود في أثناء النوم. ففي الشهر الأول ينام الطفل 20 ساعة تقريبًا ثم ينخفض ما يحتاجه من ساعات النوم إلى أن يصل إلى اثنتي عشر ساعة في سن الرابعة وإلى ما يقرب من تسع ساعات أو عشر في دور المراهقة ثم إلى ما يقرب من ثمانی ساعات عند اكتمال النمو.
ا - يحسن أن ينام الطفل في سرير مستقل أول الأمر وينبغي ألا ينام في غرفة والديه بعد سن السنة والنصف واذا كان الأطفال مختلفي الأعمار فيحسن أن يذهب للنوم صغارهم أولًا ولا يرسلون جميعا في وقت واحد حتى لا يحدث احتكاك بينهم.
2 - يجب أن يكون الطفل هادئًا قبل نومه وهنا نوصي الوالدين بالحرص في مشاهدة الافلام المخيفة أو المثيرة لأطفالهم فيمكن التضحية بها ليهيئوا لأطفالهم نومًا هادئًا وحبذا ستبدأ لهما بترنيمة أو موسیقی عذبة.
3- يفضل أن ينام الطفل بمجرد ذهابه إلى فراشه أو بعد ذهابه اليه بمدة قصيرة فإن لم يحدث ذلك فليؤجل میعاد نومه نصف ساعة مثلًا على أن يعوض هذا النقص في وقت آخر.
4 - يجب ألا يفاجأ الطفل بمنعه من اللعب ليذهب إلى فراشه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وهي من الحركات الخاصة التي تلفت النظر وتبدأ عادة في السنة الأولى مرتبطة بالتغذية فاذا كانت التغذية غير كافية أو متباعدة الفترات أو غير متكاملة من حيث الوحدات الغذائية لجأ الطفل إلى مص أصابعه وقد يترتب على ممارسة هذه العادة أن يلجأ الطفل اليها كلما قابلته صعوبة. أي انه أسلوب قابل للانتشار من موقف إلى مواقف أخرى، ففي مواقف الحيرة أو الشدة أو الحرمان أو ما شابه يحتمل أن يركن الطفل إلى ملجأه هذا الذي تعوده وهو مص الأصابع. وهذا الأسلوب الذي يواجه به الطفل مشاكله أسلوب سلبي يباعد بين صاحبه ومواجهة الواقع وقد يكبر حاملا النفسية السلبية كالميل إلى العزلة والانكماش والخجل وقلة الجرأة الاجتماعية في الحديث والتكتم وضعف روح المخاطرة وشدة الحساسية وسرعة التأثر وغير ذلك من الصفات التي يدخل الكثير منها تحت الشخصية الانطوائية. وبعلاج أسباب هذه المشكلة يمكن تخلص الطفل منها مع ملاحظة أن اشباع حاجات الطفل النفسية إلى الأمان والحنان والتقدير والحرية والانتماء بأسلوب يجمع بين الرفق والحزم فيه ضمان أكيد بتجنبه هذه المشكلة بل وغيرها من المشاكل النفسية.
الانفعال المصاحب لقرض الأظافر أو عض الأصابع هو انفعال الغضب ولكن الحالة النفسية وراء قرض الأظافر حالة توتر وغضب، أما في مص الأصابع فهي حالة انسحاب واستسلام وعادة ما يفعل الطفل ذلك بشدة اذا واجهته صعوبة أو مشكلة وما قيل في علاج مص الأصابع يقال في هذا المجال وهو حسن التغذية وتنظيم النزهة وشغل اليدين بطريقة شائقة منتجة واشباع حاجات الطفل في ميادين حياته المختلفة بطريقة تجعله قانعًا مسرورًا أي اشعاره بالسعادة.
يرى فرويد أن الخوف أو القلق أساس جميع الحالات العصبية غير أن الخوف يرتبط في رأيه بالمسائل والمواقف الجنسية وما يتعلق بها. وهذا رأي يرى فيه البعض تطرفًا كثيرًا.
فالخوف حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ويسلك فيها سلوكًا يبعده عن مصادر الضرر وهذا كله ينشأ عن استعداد فطری أوجده الله في الإنسان والحيوان ویسمی غریزه أو دافع ولا بد أن يكون الخالق قد أوجد هذا الاستعداد الفطری لحكمة تتعلق بصالح الكائن الحي. فالخوف هو الذي يدفعنا لحماية أنفسنا والمحافظة عليها... ولكن هناك خوفًا يعد شاذًا عن المألوف. فاذا وجدنا طفلًا في السابعة يخاف هبوب الهواء أو يخاف الحشرات أو القطط أو يخاف الظلام أو الموت اعتبرنا هذا أمرًا غير عادی، واذا وجدنا طفلا في الثالثة يخاف الظلام قليلا يعد هذا أمرًا عاديًا ولكنه اذا خافه لدرجة الفزع والجزع الذي ينقلب معه اتزانه فلا شك أننا نعد هذا أمرًا غير عادي.. وبالنسبة للأطفال يمكن أن نقسم الخوف إلى قسمين: خوف حسي وآخر غير حسی.
الخوف الحسي: كمن يخاف من الشحاذ أو العسكري مثلًا.
الخوف غير الحسي: كمن يخاف من الموت أو العفاريت أو الظلام.
وهناك خوف يعاني منه الطفل نتيجة تهدید والده أو مدرسه بعقابه مثلا باحضار كلب أو قطه ان لم يفعل كذا أو كذا، كذلك تخويفه من مدرسته مما يكون فيما بعد حاجزًا نفسيًا بين الطفل والمدرسة.
كما أن هناك خوفا ينتقل بالعدوى من الآباء إلى أطفالهم مثل خوف الأم على طفلها عندما يجرح مثلًا فقد ينعكس ذلك عليها في ارتباكها واصفرار وجهها وبكائها مما ينقل هذا الخوف إلى الطفل نفسه.
ا- يجب أن يراعی توضيح الشيء الغريب للطفل وتقريبه إلى إدراكه ثم ربط مصادره بأمور سارة محببة فاذا كان الطفل يخاف الكلاب مثلًا فيصح أن نساعده على تربية كلب صغير فيطعمه ويتعهده ويلاعبه ويلاحظ نموه يومًا بعد يوم... وان نجمل له غرفته بصور لطيفة لهذا الحيوان. لكن علينا في الوقت نفسه أن نبصره بمدى ما يجب أن يتبعه إزاء هذا الحيوان من حرص واحتياط.
2 - الإقلاع عن عمليات التهديد لانها تحفر في نفسية الطفل شعورًا بعدم الأطمئنان نحو العالم الخارجي.
3- يجب على الآباء أن يروضوا أنفسهم على عدم القلق على أبنائهم أكثر من اللازم ومعالجة جميع الموضوعات بهدوء.
4 - عدم اثارة القصص الخيالية المفزعة أمام الطفل.
يرى بعض الباحثين أن الكذب الحقيقي عند الأطفال لا ينشأ الا عن الخوف. والغرض الأساسي منه حماية النفس، وعادة يستغل الكذب لتغطية الذنوب والأخطاء الأخرى كالسرقة والغش. وقد وجد الباحثون في جرائم الأحداث أن من يتصف بالكذب يتصف أيضًا بالسرقة والغش ولا غرابة في هذا اذ أن هذه الصفات الثلاث تشترك في صفة واحدة وهي عدم الأمانة. فالكذب هو عدم الأمانة في وصف الحقائق والسرقة هي عدم الأمانة نحو ممتلكات الآخرين كذلك الغش هو عدم الأمانة في القول أو الفعل. فليس بغريب على الطفل أن ينكر أمام والديه فعلا قد أتاه لوكسر اناء أو خرب شيئًا ثمينًا ولكن الغريب أن يتألم الآباء لهذا ويقلقون معتبرين أن الكذب فاتحة لعهد تشرد واجرام في تاريخ حياة أطفالهم.
وقد جرت العادة أن ينصب الآباء على الأبناء بالتقريع والاذلال والضرب اعتقادًا منهم أنهم بذلك يصحونهم ويقتطعون دابر الكذب. ولكن الأغرب من هذا أن تأتي نتيجة هذه المعاملة بالعكس فیصر الأطفال على صحة كلامهم ويتفننون في اخفاء الحقائق. اذن ما وسائل العلاج؟
ا- يجب أن يفهم الآباء عدم جدوى الضرب كعلاج للكذب.
2- يجب البحث عما اذا كان الكذب متكررًا أو نادرًا. ففي حالة تكراره يجب البحث عن دوافعه ومعرفته وغالبًا تلعب بيئة الطفل دورًا كبيرًا في ذلك.
3- كذلك لا يجوز في الأحوال العادية ايقاع العقوبة على الطفل بعد اعترافه بذنبه فالاعتراف له قدسيته، وتوقيع العقاب على الطفل بعد أن نحمله قول الصدق ضد نفسه يقلل من قيمة الصدق ومكانته في نظر الطفل. أما اذا كان الكذب لتغطية نقص يشعر به الطفل فعلينا أن نكتشف اهتماماته ونشجعه على ممارسة بعض الأنشطة. هذه تعطى الطفل نواحی حقيقية يظهر فيها ويتحدث عنها أي تعطيه الفرصة لحسن التعبير عن نفسه واشعاره بقيمة الصدق والدقة في التعامل.
4 - يجب تدريب الطفل منذ الصغر على صحة الادراك ودقة التعبير.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
تبين من الدراسات أن السرقة ليست حدثًا قائمًا بذاته وانما هي سلوك يعبر عن حالة نفسية. وللسرقة خصائصها الطبيعية في الإنسان وهي الميل للتملك والاستمتاع بالقوة ونظرًا لأن السرقة ذنب اجتماعی فان المجتمع يعطيها أهمية كبرى، بخلاف الصفات الشخصية السيئة كالتدخين، وذلك لانها تتسبب في اضرار الغير.
ودوافع السرقة كثيرة منها ما يكون لسد الرمق فكثير من الأطفال يعيشون عيشة الكفاف بأجور زهيدة فيسرقون ومن هؤلاء من يسرق نقودًا أو يخطف الأطعمة المعروضة على العربات. وفي بعض الحالات تحدث السرقة لإشباع میل أو عاطفة أو هواية كميل بعض الأطفال لركوب الدراجة أو الصرف على هواية معينة كالتصوير وتربية الحمام وغير ذلك.
وقد يسرق الطفل لاعطاء زملائه في المدرسة لأنه كشف أن سياسة أعطاء الحاجيات المادية هي الوسيلة الوحيدة لأرضائهم أو دفع آذاهم عنه. وقد يكون العامل الأصلى وراء الدافع للسرقة هو ما يطرأ على الشعور بالأمن والشعور بالاستقرار من الاضطراب الناشىء عن تغير فجائي في معاملة الوالدين أو من تفكك روابط الأسرة.
1 - يجب توجيه الطفل إلى الاستئذان قبل أخذ شيء ليس له. وعلينا أن نعلمه بهدوء أن ماله فيه حق أخذه وما ليس له فيه حق لا يأخذه مع ملاحظة عدم الانفعال أو السخط أو وصف الولد بأنه لص ولو عن طريق المزاح فانك بذلك تعلمه لأول مرة في حياته معنی كلمة لص.
2- يجب دراسة الدوافع للسرقة والقدرات العقلية كالذكاء العام ودقة الحواس لأن ذلك يسهل لنا دراسة الشخصية وسهولة توجيهها توجیهًا سليمًا.
3- يجب أن نعود الطفل على المحافظة على ممتلكاته وكيفية تنظيمها فيكون له (دولاب) صغير يجمع فيه ممتلكاته من صور وطوابع بريد.. إلى غير ذلك أولًا ليشعر باحترامنا لملكيته لهذه الأشياء وثانيًا ليتعلم احترام ملكية الغير.
4- كذلك يمكن أن يعطى للطفل، عندما يصل الى العمر المناسب، مصروف معقول على أن يتعلم بين آن وآخر كيف ينفق وكيف يدخر.
5-أخيرًا يجب أن تكون معاملتنا للأطفال متجهة نحو العطف في غير ضعف والحزم في غير عنف.
قد تشكو بعض الأسر من تأخر أحد أبنائها في الدراسة وربما يوجد أكثر من شخص في العائلة الواحدة يعاني من ذلك لذا وجب التأكد أولًا مما اذا كان التأخر الدراسي عامًا في جميع المواد الدراسية أو خاصًا بمجموعة معينة من المواد وهل هو ظاهرة في أبناء الأسرة كلهم أم في البعض منهم فقط.
أ. عوامل عقلية كالتأخر في الذكاء والقدرة على القراءة.
ب - اتجاهات عقلية وعوامل وجدانية كضعف الثقة بالنفس والخمول أو كراهية مادة معينة.
ج - عوامل جسمانية تؤدي إلى نقص عام في الحيوية وتقلل من مقدرة الشخص على بذل أي مجهود.
د - عوامل بيئية تنشأ في المدرسة أو المنزل ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
1- كثرة تنقل الطفل من مدرسة إلى مدرسة مما يسبب اضطرابًا في طريقة التعليم لديه.
2 - كثرة تغيب التلاميذ عن المدرسة الأسباب قوية أو تافهة.
3- هروب التلاميذ من المدرسة، لوجود مغريات خارجها أو تأليف عصابات.
يجب تدارك التأخر الدراسي من أول الأمر حتى لا يزيد كلما تقدم الطفل في مراحل التعليم.
يقصد بالتربية الجنسية اعطاء الطفل الخبرة الصالحة التي تؤهله لحسن التكيف مع المواقف الجنسية الطبيعية في مستقبل حياته. كما أن التربية الجنسية لا تقتصر على سن معين بل تبدأ من السنوات الأولى في حياة الطفل لذا يلزم عدم تخويف الطفل من الأمور الجنسية وخاصة في مراحل عمره الأولى، حيث أن عقدة الاشمئزاز والتقزز من الجنس تهدد نمو الإنسان عندما تنشأ في السنين الخمس الأولى من العمر. من هنا فان مسئولية الأم خاصة مسئولية كبيرة في تنمية اتجاه البساطة والنقاوة والوقار ازاء كل ما هو جنسي وتناسلى واجابة أسئلته في بساطة وصدق بما يتفق ومستواه العقلي.
· يلزم عدم التفريق بين الذكر والأنثى في مراحل الطفولة حتى لا يتربى عند أحدهم عقدة الاستعلاء والتدلل وعند الآخر عقدة النقص.
· يلزم ابعاد الطفل وبخاصة في سنيه الأولى عن مضجع الزوجية وأن
تكون الاشارة الى الأعضاء التناسلية مقترنة بعدم الانفعال شأنها شأن بقية الأعضاء.
· أما عن الأسئلة التي يبديها الطفل في مراحل طفولته عن الأمور الجنسية والعلاقة بين الرجل والمرأة فيجب مناقشتها بالأسلوب الهاديء المتسم بالصراحة وعدم الكذب مع استخدام الألفاظ العلمية حتى لا ترتبط الأمور الجنسية عنده بالقبح أو القذارة وكلما هيأنا للطفل قدرًا كافيًا من مشاعر السعادة خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة كان سلوكه ازاء هذه الموضوعات طبيعيًا.
· يحسن بالمنزل ومدارس التربية الكنسية أن تحكى للطفل قصصًا كثيرة ومتنوعة عن الحب والوفاء الذي ربط ازواجًا مع زوجاتهم سنين طويلة حتى ترتبط خبرة الزواج والعلاقات الزوجية بالوفاء والحب الطاهر والمودة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/childhood/issues.html
تقصير الرابط:
tak.la/cycpww2