(1) إن درس الإنجيل قد عرض أمامي الموضوع الذي سأحدثكم عنه أيها الأحباء كما لو كان بأمر الرب، وقطعًا بأمره. لأن قلبي قد انتظر منه إن جاز التعبير أمرًا لأتحدث، حتى أفهم بهذا الأمر أنها مشيئته أن أتكلم عما قد شاء هو أيضًا أن يُقرأ عليكم. لتجعلوا غيرتكم وإخلاصكم يعطي سمعًا، وأمام الرب يعينكم الله نفسه يا تعبي. لأننا ننظر ونرى إن جاز التعبير في مشهد إلهي عُرض لنا، أوصل لنا إعلان إلهنا في الثالوث على نهر الأردن. لأن يسوع حين جاء واعتمد من يوحنا، أي الرب على يد خادمه (وهذا فعله مثالاً للتواضع، لأنه أظهر أنه بهذا التواضع يتكمّل البر، حينما قال يوحنا له: ”أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!“ فأجاب يسوع: ”اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ“ (مت 3: 14، 15))، وحين اعتمد وقتها انفتحت السموات ونزل الروح القدس عليه في شكل حمامة. ثم صار صوت من الأعلى قائلاً: ”هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ“ (مت 3: 17).
لدينا هنا الثالوث متمايزًا بشكل ما. الآب في الصوت؛ الابن في الإنسان؛ الروح القدس في الحمامة. كان فقط من الضروري أن نذكر هذا، لأنه من الواضح جدًا أن نراه؛ لأن إعلان الثالوث يصلنا هنا بوضوح وبدون سبب للشك أو التردد. لأن الرب يسوع نفسه الذي أتى في صورة خادم ليوحنا هو بلا شك الابن. لأنه لا يمكن أن يُقال إنه كان الآب أو الروح القدس. لأنه قيل ”جَاءَ يَسُوعُ“ (مت 3: 13)، أي ابن الله. ومَن يتطرق إليه الشك بشأن الروح القدس؟ أو مَن يقول ”ما هي الحمامة؟“ حيث يشهد الإنجيل نفسه بوضوح شديد بأن الروح القدس نزل عليه ”مِثْلَ حَمَامَة“ (مت 3: 16). وعلى نفس المنوال بالنسبة للصوت لا يمكن أن يتطرق الشك بأنه صوت الآب، إذ قال ”هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ“ (مت 3: 17). وبالتالي لدينا هنا الثالوث متمايزًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-matthew-3-13/trinity-in-the-baptism.html
تقصير الرابط:
tak.la/cpw9qg5