الفصل (7)
(14) نؤمن أيضًا بأنه يجلس عن يمين الآب. غير أننا لا يجب أن نتخيل أن الله الآب محدودًا بنوع من القوام البشري بحيث يُثار في الذهن فكرة الجانب اليمين أو الشمال عندما يفكر المرء في الله. ولا ينبغي أيضًا لذكر ”جلوس“ الآب أن يقودنا إلى افتراض أنه يفعل هذا بثني ركبتيه، وإلا سنقع في الاعتقاد الدنس الذي يمقته الرسول في هؤلاء الناس الذين حولوا مجد الله غير الفاسد إلى صورة الإنسان الفاني.[29]
إنه لشيء شرير للإنسان المسيحي أن يقيم في هيكله مثل هذه الصورة عن الله. والأشر أن يقيمها في القلب حيث الهيكل الحقيقي لله -بشرط أن يتطهر القلب من روح العالم وعدم الإيمان. لذلك تعبير ”عن اليمين“ لا بُد أن يُفهم بهذا المعنى: أن يوجد في حالة من الغبطة الكاملة، حيث يوجد البر والسلام والفرح. وبالمثل وضِع ”الجداء“ على الشمال[30] بمعنى أنهم يعيشون في حالة من البؤس الخالص بسبب ثقل خطاياهم وعذاباتها.
ولذلك فإن الإشارة إلى جلوس الله لا تشير إلى موضع الأطراف بل إلى سلطان الدينونة، وهو سلطان حاضر دائمًا لجلاله وبمقتضاه هو دائمًا يتعامل مع البشر بحسب استحقاقاتهم. ومع ذلك في الدينونة الأخيرة سيظهر المجد الآتي لابن الله الوحيد، ديان الأحياء والأموات، ببهاء مذهل ولا لبس فيه.
_____
[29] قارن (رو 1: 23).
[30] قارن (مت 25: 23).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-faith/sitting-on-the-right.html
تقصير الرابط:
tak.la/nx6g4zx