ع2: تنص الشريعة أن كل كلمة تقوم على فم شاهدين أو ثلاثة (تث17: 6)، ولكن دعا بوعز هنا عددًا أكبر للتأكيد وتثبيت ما يتم، وعدد عشرة أيضًا يشير للكمال. ودعاهم من الشيوخ الذين يعتد برأيهم في القضايا الخاصة بالمدينة.

 

St-Takla.org Image: Boaz offers to buy Naomi's piece of land (Ruth 4:3-5) صورة في موقع الأنبا تكلا: بوعز يعرض عليهم شراء أرض نعمي (راعوث 4: 3-5)

ع3: عندما حدثت مجاعة في بيت لحم وافتقر أليمالك، رهن أرضه مقابل مبلغ من المال ليوفر احتياجاته المادية؛ ثم سافر إلى موآب، وبموته وموت ابنيه أصبحت أرضه ملكًا لزوجته نعمي وزوجة ابنه راعوث، لأن عرفة زوجة الابن الثاني بقيت في موآب وربما تكون قد تزوجت بأحد الوثنيين من أهلها في بلادها. ولذا فراعوث تبيع أرضها بمعنى تحتاج لمن يدفع الرهن ويستعيد أرض زوجها وحميها.

وكان المطلوب أمرين أولهما فك الأرض والثانى الزواج براعوث. وقد بدأ بوعز بعرض الأمر الأول على الولى أمام الشيوخ وهو فك الأرض، وبعد ذلك سيعرض عليه المطلب الثاني.

ع4: جلس بوعز والولىّ والعشرة شيوخ في الساحة التي أمام باب المدينة وحضر آخرون من الشعب عرض هذه القضية، وطلب بوعز من الولىّ الأقرب إلى راعوث أن يفك أرضه، أي يدفع ثمن الرهن ويعيد الأرض، وإن لم يستطع، فإن بوعز هو الولىّ الثاني وهو مستعد أن يفك الأرض. فأجاب الولىّ الأول معلنًا موافقته على فك الأرض وكان قصده من هذا توسيع أملاكه ليستغل هذه الأرض في زيادة انتاجه وأمواله.

ع5: بعد موافقة الولىّ الأول على فك الأرض، طلب بوعز منه المطلب الثاني المرتبط بالأول وهو الزواج من راعوث لينجب منها نسلًا ينتسب إلى زوجها وحميها، وبهذا لا ينقطع اسم وميراث أليمالك في إسرائيل.

ع6: رفض الولىّ الأول أن يفك الأرض عندما وجد نفسه مضطرًا للزواج من راعوث، وذكر أن السبب هو أنه بفكه الأرض يفسد ميراثه. ويقصد أنه سيشترى أرضًا يدفع ثمن رهنها ثم تصبح ملكًا لابن راعوث وأبناؤه الآخرين لا يأخذون منها شيئًا، لأن الرجل متزوج وله أبناء. فسيدفع مالًا ثم يتحول الميراث إلى ابنه من راعوث المنتسب لأليمالك. وهو بهذا لم يفكر في إتمام الشريعة بإقامة ابن لقريبه الميت ولكن فكر فقط في ممتلكاته، ولم يرد أن يبذل مالًا أو جهدًا لا يجنى منهما ميراثًا لأولاده لأن ابنه الجديد من راعوث سينسب لأليمالك. فواضح أنه محب للمال أكثر من محبته لإتمام الشريعة ومساعدة الآخرين. وفى النهاية قال لبوعز فك أنت لنفسك أرض أليمالك وتزوج من راعوث لأنى لن أتزوجها.

 

St-Takla.org Image: Boaz agrees to marry Ruth (Ruth 4:6) صورة في موقع الأنبا تكلا: بوعز يوافق على الزواج من راعوث (راعوث 4: 6)

ع7: نصت الشريعة في (تث25: 7-10) على أن الولىّ الذي يرفض الزواج بامرأة الميت ليقيم له نسلًا، يخلع نعليه ويعطيه للولىّ الذي يليه إعلانًا لتخليه عن مسئوليته.

وخلع النعل يرمز إلى عجز هذا الولىّ، خالع النعل، عن أن يطأ أرض المتوفى الذي رفض أن يشتريها ويترك الولىّ التالي له ليفك الأرض ويطأها. ولذا خلع موسى نعله أمام الله في العليقة، ويخلع الكهنة والشمامسة نعالهم عند دخولهم إلى الهيكل، ليعلنوا أنهم ليسوا العريس الحقيقي بل المسيح هو الراعى الصالح وهم خدام له، فهو الولىّ الحقيقي لنفوسنا الذي اشترانا بدمه على الصليب وهو الذي يدخلنا إلى أرضنا الجديدة أي ملكوت السموات، وقد اشتراها وأعدها لنا ودخل إليها بعد أن أتم فداءنا ليعلن أن لنا دخول إليها بإيماننا وحياتنا معه.

ع8: أعلن الولىّ الأول رفضه أن يفك الأرض ويتزوج براعوث، فخلع نعله أمام الشيوخ كما تنص الشريعة، وبهذا الإعلان أصبح من حق بوعز أن يتزوج براعوث ويفك الأرض. وبوعز هنا يرمز للمسيح الذي يتزوج بكنيسته ويقيم منها أبناء، كثيرين، ويفك أي يدفع كل ديون الخطية عن عروسه.

† لا تنشغل بمحبة المال لأنه زائل، بل استخدمه لتكسب محبة الآخرين وتصنع رحمة مع المحتاجين فهذا هو ما يتبقى لك وتدخل به الأبدية.

† إن بركات الله كثيرة للضعفاء المؤمنين به المتضرعين إليه لأن ليس لهم سواه. فتمسك بالله مهما كانت ظروفك صعبة وثق أنه لن يتركك بل على العكس يقدر كل أعمال محبتك ويكافئك ببركات على الأرض وفى السماء.

ع14: لم تفرح راعوث وبوعز فقط بالمولود، بل فرحت نعمي به كثيرًا أيضًا وفرحت معها أيضًا نساء بيت لحم، فأسرعن يهنئنها بالمولود الذي دعونه "وليا" لأنه به سيذكر اسم أبيه محلون وجده أليمالك وأيضًا جدته نعمي.

ع15: امتدحت النساء المولود وقلن لنعمي أن به ستنتعش نفسها وتفرح، إذ به سيصير لها نسل واسم في إسرائيل. وأيضًا عندما يكبر وتصير نعمي مسنة، يهتم بها وبحاجتها في شيخوختها. ومدحن راعوث إذ قلن لنعمي أن محبة راعوث واهتمامها بها أفضل من أن يكون لها سبعة بنين فلن يهتموا بها كما ترعاها وتحبها راعوث، وبالتالي لا تحزن على فقدان رجلها وابنيها لأن راعوث عوضتها عنهم.

ع16، 17: فى حنان الأمومة، احتضنت نعمي المولود الجديد واهتمَّت بتربيته مع أمه راعوث، وكانت جارات نعمي يشاركنها فرحها واختاروا اسمًا للمولود هو "عوبيد" ومعناه عبد أي عبد الله، هكذا تمنين أن يحيا في طاعة لله كعبد له ويفرح قلب أمه وأبيه وجدته. ويذكر السفر أن عوبيد هو أبو يسى وجد داود النبي الذي منه أتى المسيح مخلص العالم.

وعوبيد يرمز للمسيح الذي اتضع بتجسده آخذًا صورة عبد ليتمم فداءنا، وكما احتوته راعوث في أحشائها وكذلك أخذته نعمي في أحضانها، هكذا كل من يقبل المسيح داخله ينال الخلاص والفرح، سواء كان من اليهود أو الأمم، فهو مخلص العالم كله.

حصرون: خرجت منه عشيرة كبيرة (تك46: 12، عد26: 6).

رام: هو أرام كما ذكر في (مت1: 3).

عميناداب: هو والد أليشابع زوجة هارون (خر6: 23).

نحشون: هو أخو أليشابع زوجة هارون وكان رئيسًا لسبط يهوذا أيام موسى النبي (عد2: 3، 10: 14).

سلمون: من عظماء يهوذا أيام يشوع بن نون وقد تزوج براحاب التي أضافت الجاسوسين في أريحا.

وباقى الأسماء التي ذكرت معروفة وسبق ذكرها فقد ذكرت هذه الأسماء عينها في سلسلة نسب المسيح في (مت1)، ويمكن أن تكون هذه السلسلة قد حذف منها بعض الأسماء لقلة أهميتها أو قد لا توجد أسماء محذوفة.

وإن كان السفر قد بدأ بضيقة، هي المجاعة التي من أجلها هاجر أليمالك إلى موآب، فإنه ينتهى بخبر سعيد هو ولادة عوبيد، الذي من نسله أتى المسيح خبز الحياة ومخلص العالم.

وتظهر هذه السلسلة أيضًا محبة المسيح واتضاعه الذي أتى من نسل راعوث الموآبية، بل أيضًا من نسل أمميات بل وزانيات مثل راحاب، فهو يكرم النساء عمومًا إذ ذكر في نسبه كل هؤلاء، أي ثامار وراعوث وراحاب الأمميات بالإضافة إلى بثشبع زوجة داود اليهودية التي زنى معها. فالمسيح جاء ليخلص العالم كله، يهودًا وأممًا، ويحول الخطاة إلى قديسين.