* تأملات في كتاب
رسالة يهوذا الرسول: |
اَلْإيمَانُ الْمُسَلَّمُ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ
تَفْسِيرٌ لِرَسَالَةِ الْقِدِّيسِ يَهُوذَا
الارتداد العظيم: ثماني إشارات له في العهد القديم - إشارة تاسعة في العهد الجديد
"يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ".
"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ".
"لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ".
أ- المُتَمَرِّدون من بني إسرائيل (يهوذا5)
"فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هَذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضًا الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا".
ب- سقوط الْمَلاَئِكَة والبَشَر (يهوذا6- 7)
"وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.
كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ".
"وَلَكِنْ كَذَلِكَ هَؤُلاَءِ أَيْضًا، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ.
وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ». وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ يَفْتَرُونَ عَلَى مَا لاَ يَعْلَمُونَ. وَأَمَّا مَا يَفْهَمُونَهُ بِالطَّبِيعَةِ، كَالْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ النَّاطِقَةِ، فَفِي ذَلِكَ يَفْسُدُونَ.
وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ.
هَؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعًا بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفًا، مُقْتَلَعَةٌ. أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ.
وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلًا: هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ. هَؤُلاَءِ هُمْ مُدَمْدِمُونَ مُتَشَكُّونَ، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ، يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ".
"وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ.هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ".
"وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ، وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ".
← (ستجد كذلك تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين).
"وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ، اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ".
· إذا كان سفر الأعمال يُقَدِّم لنا بداية العصر الرسولي وأعمال الآباء الرسل لبناء الكنيسة، فرسالة يهوذا تُقَدِّم لنا عصر الاِرتداد وأعمال الأنبياء الكذبة لمحاولة هدْم الكنيسة.
· رسالة يهوذا في نهاية العهد الجديد وقَبْل سفر الرؤيا، في مكانها الصحيح. فهي تُقَدِّم لنا موضوعًا واحدًا هو الاِرتداد العظيم، الذي يقول عنه الكتاب "وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ ألعله يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا18: 8)، ثم يأتي المجيء الثاني في سفر الرؤيا.
· رسالة يهوذا تُحدِّثنا عن الهرطقات وانتشارها، وعدم احتمال الهراطقة للتعليم الصحيح (2تيموثاوس4: 3).
القديس يهوذا الرسول يحمل ذلك الاسم الذي صار رمزًا للشَّر بسبب يهوذا الإسخريوطي أَشَرِّ المُرْتَدِّين عن الإيمان، الهالكين. وقد شاء الرب أن يختار رسولًا بنفس الاسم لِيكتُبَ عن الارتداد العظيم بدءًا من:
1. الملائكة المرتدين عن الله، سطانائيل وجنوده الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم، فحفظهم الله إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام (يهوذا6).
2. إلى سلوكهم في طريق قايين الشرير الذي أراد أن يعبد الله بالطريقة التي يراها هو لا بالطريقة التي حددها الله، مبغضًا أخاه الذي عاش في عبادةٍ مستقيمة، في العقيدة والطقس كما رسمه الله للإنسان (يهوذا11).
3. إلى أخنوخ السابع من آدم الذي تنبأ عن المجيء الثاني قائلًا "هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ" (يهوذا15،14).
4. إلى ارتداد سدوم وعمورة والمدن التي حولهما التي زنت ومضت وراء جسد آخر فأحرقها الله بنارٍ وكبريت، وصاروا عِبرة مُكابِدين عقاب نار أبدية (يهوذا7).
5. إلى شعب بني إسرائيل الذي بعد أن خلَّصَه الرب من عبودية فرعون في أرض مصر، أهلك الذين لم يؤمنوا (يهوذا5).
6. إلى عصر موسى النبي العظيم، الذي فيه أسقط إبليسُ شعبَ الله في عبادة الأوثان والعِجل الذهبي، ثم بعدما مات موسى، حدثت حرْبٌ بين ميخائيل رئيس الملائكة الذي خاصم إبليس مُحَاجًّا عن جسد موسى، وانتهره بِاسم الرب (يهوذا9)، لكي لا يُسقِط بني إسرائيل في عبادة جسد موسى كَوَثَنٍ جديد.
7. إلى ضلالة بَلعام بن بعور الذي لأجل أُجْرة، أعطى مشورة شريرة تُسقِط الناس في الفساد الجنسي وتُبعِدهم عن الله (يهوذا11).
8. إلى مشاجرة قورح بسبب الذاتية التي جعلتهم يتَعدُّون على خدمة الكهنوت، حاسبين أنفسهم أعظم من الكهنة، ففتحت الأرضُ فمَها وابتلعتهم فهلكوا في الدنيا والآخرة (يهوذا11).
9. إلى الحديث عن رُسُل ربنا يسوع المسيح الذين حذَّروا من الارتداد العظيم، والأنبياء الكذبة قائلين "إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ" (يهوذا18).
هؤلاء هم المُعتزِلون بأنفسهم، فيَفصِلون أنفسهم عن الكنيسة المقدسة وتعليمها مستخدمين التأثيرات النفسية لِجَذْب النفوس إليهم، لا العمل الروحي من خلال عمل الروح القدس في الكنيسة والأسرار.
أخيرًا هؤلاء جميعًا قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ.
← تفاسير أصحاحات يهوذا: مقدمة | 1
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/jude/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/q6p5a4g