St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   peter1
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   peter1

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

شرح لكل آية

بطرس الأولى 4 - تفسير رسالة بطرس الأولى

 

* تأملات في كتاب رسالة بطرس الرسول الأولى:
تفسير رسالة بطرس الأولى: مقدمة رسالة بطرس الأولى | بطرس الأولى 1 | بطرس الأولى 2 | بطرس الأولى 3 | بطرس الأولى 4 | بطرس الأولى 5

نص رسالة بطرس الأولى: بطرس الأولى 1 | بطرس الأولى 2 | بطرس الأولى 3 | بطرس الأولى 4 | بطرس الأولى 5 | بطرس الأولى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

الآلام في حياة أولاد الله

 

(1) الآلام والدينونة يقودان للتوبة (ع1-6)

(2) فضائل التائبين (ع7-11)

(3) مكافأة المتألمين (ع12-19)

 

(1) الآلام والدينونة يقودان للتوبة (ع1-6):

1 فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، 2 لِكَىْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِىَ فِي الْجَسَدِ لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ. 3 لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا، لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ، 4 الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هَذِهِ الْخَلاَعَةِ عَيْنِهَا، مُجَدِّفِينَ. 5 الَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِلَّذِى هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ. 6 فَإِنَّهُ لأَجْلِ هَذَا بُشِّرَ الْمَوْتَى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلَكِنْ لِيحْيُوا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ.

 

ع1: هذه النية : إحتمال الآلام.

يواجه المسيحيون أتعابًا ليس فقط في ضبط شهواتهم ولكن في احتمال استهزاء الأشرار الذين كانوا يشتركون معهم في الشهوات. لذا يشجعهم بطرس الرسول بأن المسيح احتمل آلامًا كثيرة لأجل فدائنا، فنقتدى به عالمين أن أي آلام نتحملها تجعلنا نتوقف ونسأم من الخطية، فالآلام تشجعنا على التوبة.

 

ع2: يشعر الإنسان المسيحي أن العمر محدود، فتدفعه التوبة إلى ترك شهوات الأشرار والاهتمام بتنفيذ وصايا الله ومشيئته.

 

ع3: ينبهنا بطرس الرسول إلى ضياع عمرنا الماضى في الخطايا المختلفة، فيكفي ما حدث ولنحاول الآن استغلال العمر للحياة مع الله. ويوضح مجموعة من الخطايا الظاهرة التي اشترك فيها المؤمنون سابقًا مع الوثنيين وهي:

الدعارة : الفجور والمغالاة في الزنا.

الشهوات : النجاسة أو محبة الأطعمة والممتلكات...

إدمان الخمر : أي الإستمرار في السُكْر.

البطر : التذمر والتمرد.

المنادمات : مجالسة الأشرار والاشتراك في أفعالهم.

عبادة الأوثان : بكل ما تشمل من شهوات شريرة مصاحبة.

 

ع4: يتعجَّب الأشرار من المؤمنين لأنهم تابوا عن الشهوات التي كانوا يصنعونها معهم وأيضًا عن الإندفاع والتمادي في كل صور الفجور، مما يدفع هؤلاء الأشرار لشتيمة المؤمنين واتهامهم بخطايا لم يفعلوها.

 

ع5: يوضح الرسول أن الأمم الأشرار سيحاسبون عن كل أفعالهم الشريرة يوم الدينونة. ويقول هذا ليثبِّت المؤمنين في التوبة ورفض الشهوات الشريرة.

 

ع6: لأجل هذا : من أجل يوم الدينونة العظيم الذي سيحاسب الله فيه الإنسان على كل ما فعله من شر.

الموتى : الذين آمنوا بالمسيح ثم ماتوا.

يدانوا حسب الناس : يدينهم الأشرار ويضطهدونهم حتى الموت.

ليحيوا حسب الله : الحياة بعد الموت في فردوس النعيم ثم ملكوت السموات.

حتى لا يدان الناس في يوم الدينونة، بشَّر الرسل في كل مكان فآمن الكثيرون واحتملوا آلامًا من الأشرار حتى استشهدوا، وهذه هي دينونة الناس التي تأتي على الجسد فقط. ولكن هؤلاء المؤمنين الموتى يحيون بالروح مع الله في فردوس النعيم.

لا تتضايق عندما تحلّ بك بعض الآلام، بل اجعلها سبب لتذكر خطاياك فتتوب عنها، عالمًا أن حياتنا في الأرض قصيرة لتسرع إلى انتهاز الفرص والإقتراب إلى الله.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) فضائل التائبين (ع7-11):

7 وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَىْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ. 8 وَلَكِنْ، قَبْلَ كُلِّ شَىْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. 9 كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ. 10 لِيكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ، بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدُِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ. 11 إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ، فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدُِمُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَىْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، آمِينَ.

 

ع7: إذ نتذكر نهاية حياتنا ويوم الدينونة نتيقظ روحيًا، وهذا هو التعقل فننتبه ونهتم بصلواتنا التي تقرِّبنا من الله وهي أيضًا كل حياتنا في السماء، أي بالصلوات نستعد لحياتنا الأبدية.

 

ع8: إذ نحب الله بكثرة الصلوات، يَتَوَلَّد فينا شعور بمحبة نحو الآخرين، فنهتم بخدمتهم وإن رأينا خطاياهم لا ندينهم بل نستر عليهم.

 

ع9: ينتج عن محبة الإخوة الاهتمام بإضافة الغرباء، ولا نصنعها كواجب ثقيل فنتذمر عليها بل بمحبة وفرح لأننا بهذا نضيف المسيح، كما أضاف إبراهيم الغرباء فاكتشف أنه أضاف الله والملائكة (تك18).

 

ع10: لو تميز أحد المؤمنين بموهبة مثل الوعظ أو القدرة على تدبير احتياجات المحتاجين، فلا يتكبر بل يشعر أن هذه الموهبة نعمة من الله وهو وكيل عليها لاستخدامها في خدمة الكنيسة.

 

ع11: لأن المواهب من الله، فيلزم للواعظ أن يتكلم بكلام الكتاب المقدس وفكر الكنيسة وليس أفكاره الشخصية. ومن يخدم أي خدمة فليعتمد على الصلاة لينال قوة الله منها وليمجد الخدام الله ويشكرونه قبل وبعد خدمتهم لأنه هو الفاعل في الخدمة.

محبتك للناس تكشف مدى محبتك لله، فالمحبة هي عملك الوحيد في العالم. إهتم أن تستر على خطايا الناس وتلتمس لهم الأعذار وتساعدهم بكل طاقتك، لأن إمكانياتك هي هبة من الله تزداد على قدر ما تستخدمها في الإهتمام بالآخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) مكافأة المتألمين (ع12-19):

12 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، 13 بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا، لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ. 14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحُِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. 15 فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. 16 وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِى فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. 17 لأَنَّهُ الْوَقْتُ لاِبْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلًا مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟ 18 وَإِنْ كَانَ الْبَارُّ بِالْجَهْدِ يَخْلُصُ، فَالْفَاجِرُ وَالْخَاطِئُ أَيْنَ يَظْهَرَانِ؟ 19 فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ.

 

ع12: يطمئن الرسول المؤمنين وسط الآلام التي تقابلهم ممن يضطهدونهم. فإن كانت الاضطهادات تظهر كبلوى تحرق وتدمِّر الكثير من جوانب حياتهم، فلا ينزعجوا لأن هذا أمر متوقع من العالم الشرير الذي يضطهد أولاد الله.

 

ع13: يبشرهم بأنهم كما اشتركوا في احتمال الآلام والاضطهادات من أجل المسيح سيشتركون في أمجاده الأبدية، والتفكير في هذه الأمجاد يعطيهم فرحًا وسط آلامهم.

 

ع14: يستكمل تشجيعه للمؤمنين المُضطهَدَين بأن الإهانات التي يتعرضون لها تجعلهم مستحقين لنوال نعمة أكبر من الروح القدس الذي يعزيهم ويشعرهم بوجوده معهم ويعدهم أيضًا بأمجاد سماوية. وهكذا إن كانت الإهانات تبدو تجديفًا على المسيح من جهة الأشرار، ولكنها تُعتبَرَ مجدًا وإكليل بركة للمؤمنين المتألمين، إذ يتمجد المسيح بسبب احتمالهم لهذه الآلام لأجله.

 

ع15: ينهى المؤمنين عن الآلام التي تصيبهم بسبب خطاياهم، لأنه ينبغي أن يسلكوا بالبر ويبتعدوا عن الخطايا الظاهرة مثل القتل أو السرقة أو أي أفعال شريرة يرفضها المجتمع ويعاقب عليها، حتى ولو كانت خطايا صغيرة مثل التدخل في الشئون الخاصة للآخرين مما يزعجهم ويثيرهم علينا، فينبغي احترام الحرية الشخصية لكل إنسان، لأن هذه الآلام هي التي يتعرض لها الأشرار بسبب شرورهم وهي مرفوضة من الله ولا تُعتبَرَ من أجل الله.

 

ع16: لكن إن تألم المؤمن بسبب كونه مسيحي ويسلك في وصايا الله، فهذه الآلام تُعتَبرَ من أجل الله ويسنده فيها ويكافئه عليها.

 

ع17: يشجعنا الرسول على الإلتزام بحياة البر ورفض الخطايا بتذكر عدل الله الذي يعاقب الأشرار، وسيبدأ تأديبه بشعبه اليهودي بخراب هيكل الله في أورشليم الذي أنبأهم به المسيح (مت23: 38). فإن كان الله يبدأ بتأديب أولاده اليهود لعدم إيمانهم بالمسيح، فكم يكون تأديبه وعقابه للوثنيين الأشرار الرافضين الإيمان به والمتماديين في خطاياهم.

 

ع18: يستكمل تذكيرهم بعدل الله الذي يستلزم أن يجاهد المؤمنون الأبرار بنعمة إلههم حتى يخلِّصهم. وطبعًا الأشرار والفجار لن يكون لهم مكان في الملكوت بل ينتظرهم العذاب الأبدي. وهو يظهر نفس المعنى الموجود في (أم11: 31).

 

ع19: في نهاية تشجيعه للمؤمنين المتألمين بسبب إيمانهم، يدعوهم إلى الإتكال على الله صانع الخيرات الذي لا ينسى محبتهم واحتمالهم ويكافئهم بالأمجاد السماوية.

عندما تصيبك ضيقات وآلام دون أن تخطئ، فاقبلها من الله واثقًا من تقديره لاحتمالك وناظرًا إلى المكافأة الأبدية، فلا تسيء لِمَنْ يسيئون إليك بل تصلي من أجلهم.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات بطرس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/peter1/chapter-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/q49y4x2