* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39
الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
(1) مسرة الآب في ذبيحة الابن (ع1-10)
(2) خلاص المسيح كامل (ع11-18)
(3) الإيمان والرجاء في المسيح ومحبتنا للآخرين (ع19-25)
(4) التحذير من الارتداد (ع26-32)
(5) الثبات في المسيح (ع32-39)
1 لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَدًا بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. 2 وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضًا ضَمِيرُ خَطَايَا. 3 لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. 4 لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. 5 لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا. 6 بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7 ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». 8 إِذْ يَقُولُ آنِفًا: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. 9 ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10 فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.
ع1:
الناموس وكل عبادة العهد القديم ترمز لنعمة الله في كنيسة العهد الجديد التي ننالها في الأسرار المقدسة ووسائط النعمة، وبالتالي فإن الناموس لا يستطيع بالذبائح الحيوانية أن يطهِّر ويبرِّر من يقدمونها.
ع2: لا يكون لهم ضمير خطايا: لا يخافون من عقوبة الخطية.
إن الذبائح الدموية التي يقدمها الكهنة واللاويون هى لتطهير قلوبهم من كل خطية ويلزم تكرارها، فلا يكفي مرة واحدة لأنها رمز للتطهير الكامل بدم المسيح.
ع3، 4: يستدرج فيقول أن الذبائح تتكرر كل سنة، فهذا دليل على عجزها عن تطهير القلوب من الخطية، فدم الحيوانات عاجز عن تطهير البشر من خطاياهم لكنه مجرد رمز.
يتكلم داود النبي بروح النبوة في (مز40: 6) عن المسيح عند تجسده ودخوله إلى العالم، فيقول الابن للآب أنك لا تريد الذبائح الحيوانية فهي مجرد رمز، بل تريد ذبيحة جسدي التي أقدمها على الصليب، لذلك هيَّأت لى جسدًا بولادتى من العذراء.
ع7: درج الكتاب:
كانت الكتب القديمة تكتب على رقوق وُتَّلف وتسمى درج، ويقصد بالكتاب أسفار العهد القديم التي تنبأت عن مجيء المسيح.المسيح المتجسد الذي تكلمت عنه النبوات سيتجسد في ملء الزمان ليفعل مشيئة الله وهي الفداء على الصليب.
ع8: آنفًا:
سابقًا.كما ذكر المزمور (مز 40: 6) سابقًا أن الله لم يُسَرّ بالذبائح الحيوانية، لذا ينبه بولس العبرانيين على أن هذه الذبائح مجرد رموز حتى لا يتمسكوا بها.
ع9: إذ لا يسر الله بالذبائح الحيوانية بل بذبيحة المسيح، فالله بهذا يزيل الذبائح الحيوانية الرمزية ويثبِّت ذبيحة المسيح التي يجب أن يؤمن بها العبرانيون ويتركوا عنهم الذبائح القديمة.
ع10: يقرر بولس الرسول في النهاية أن القداسة تتم بمشيئة الله التي أتمها في صلب المسيح وفدائه لنا.
† نشكر الله الذي منحنا بتناول جسده ودمه غفران خطايانا وقوة للحياة معه، فليتنا نتناول كثيرًا قدر ما نشعر بضعفنا واحتياجنا ومحبتنا له.
11 وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَارًا كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. 12 وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13 مُنْتَظِرًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ. 14 لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. 15 وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقًا: 16«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» 17 وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 18 وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.
ع11: كل كاهن يهودي يقف يوميًا للخدمة الكهنوتية في العهد القديم ويعيد تقديم نفس الذبائح العاجزة تمامًا عن التطهير ورفع الخطية.
ع12: جلس عن يمين الله: أظهر إستقرار قوته ومجده الإلهي.
السيد المسيح بعدما صُلِبَ وقدَّم عن خطايا العالم جميعه ذبيحة واحدة كفارة عن الخطايا، أعلن بصعوده قوته ومجده التي يخلص بها أولاده على الدوام.
ع13: يظل المسيح يسند أولاده وينقذهم من حروب إبليس حتى يدخلهم ملكوت السموات في النهاية ويدوس كل قوة إبليس عندما يلقيه في العذاب الأبدي.
ع14:
بذبيحة المسيح، التي ترمز إليها قرابين وذبائح العهد القديم، هذه الذبيحة أو القربان الواحد تعطى خلاصًا كاملًا للمؤمنين به.
ع15، 16: تنبأ الروح القدس سابقًا على لسان أرميا (أر31: 32، 33) أنه بعد انقضاء العهد القديم وتجسد المسيح وفدائه، يثبِّت كلامه ووصاياه في أفكار وقلوب المؤمنين به وذلك بعمل الروح القدس فيهم وفي الكنيسة ومن خلال الأسرار المقدسة.
ع17: يغفر الله خطايا شعبه من خلال أسرار الاعتراف والتناول، فتمحى تمامًا عنهم.
ع18: بعد تمتع المؤمنين بالغفران في الكنيسة، لا يحتاجون إلى تقديم ذبائح وقرابين العهد القديم.
† أطلب في صلاة معونة الروح القدس عندما تقرأ كلمات الكتاب المقدس، ليعطيك فهمًا وتأثرًا بها ويثبتها داخلك فتطبقها وتحيا بها، وتفرح بعمله فيك.
19 فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، 20 طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، 21 وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، 22 لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. 23 لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. 24 وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، 25 غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ،
ع19: بالإجمال أيها الإخوة المحبوبون، لأن لنا الآن جرأة أن ندخل إلى السماء عينها بدم المسيح، وقد قال يسوع فقط دون المسيح لأنه يريد هنا التأكيد على أنه نائب عن البشر كابن الإنسان ليعلن إمكانية دخول البشر المفديين إلى السماء بفدائه لنا.
ع20: الحجاب: الستر الموجود بين القدس وقدس الأقداس وكان رمزًا للمسيح، وعندما صلب وانشق جسده أي مات على الصليب، انشق حجاب الهيكل معلنًا إتمام الخلاص وإمكانية دخول الإنسان إلى السماء أي الأقداس العليا وإمكانية تناولنا جسده ودمه في الكنيسة كعربون للملكوت.
بفداء المسيح الذي أتمه حديثًا على الصليب أعدَّ لنا طريق الملكوت، وجسده الذي بذله على الصليب يقدمه لنا على المذبح كل يوم عربونًا للملكوت الذي أعده لنا.
ع21: لنا أيضًا كاهن أعظم كامل قدوس بلا شر، هو المسيح، على بيت الله الذي هو الكنيسة والسماء أيضًا.
ع22: يدعونا للنمو الروحي بقلوب نقية صريحة وثابتة في الإيمان بالمسيح الفادي الذي ترمز إليه كل ذبائح العهد القديم، ولتتنقى ضمائرنا بدمه المسفوك عنا من خلال سر التوبة والاعتراف وتغتسل أجسادنا بماء المعمودية فتتجدد طبيعتنا ونحيا له، وذلك بدلًا من رش دماء الذبائح لتطهير المنجسين والخطاة أو اغتسالهم بالماء للتطهير في العهد القديم.
ع23: إقرار الرجاء راسخًا: نعلن ونعترف برجاء ثابت.
إن كان لنا إيمان قوى صادق نستطيع أن ننال رجاء ثابتًا في المسيح الذي يعد بالحياة الأبدية لكل من يكمل حياته في الإيمان به ثابتًا في كنيسته المقدسة.
ع24: يدعونا الرسول أن نهتم ونشجع بعضنا بعضًا على محبتنا للآخرين وخدمتهم وعمل كل أعمال الرحمة.
ع25: يجب ألا نهمل الإجتماعات الروحية ولا نحضرها كمجرد تأدية واجب، بل نستغلها لتعليم ووعظ بعضنا البعض للنمو في الحياة الروحية إستعدادًا للأبدية. ويزداد تشجيعنا لبعضنا البعض قدر ما نشعر باقتراب مجيء المسيح وأن حياتنا غير معروف ميعاد نهايتها في هذا العالم.
نلاحظ هنا أن القديس بولس يؤكد على أهمية الشركة والجسد الواحد في التشجيع وإعطاء الصبر في الضيقة، إذ كان العبرانيون المسيحيون معرضين إلى اضطهاد من اليهود، فتشجيع كل واحد للآخر يعطى ثباتًا وصبرًا في الإيمان، إذ يشعر الإنسان أنه يوجد من يقف بجانبه في الجهاد الروحي، فيتشجع ويثبت في مسيحه المُضطَّهد من اليهود.
† أعطنى يا إلهي روح الإيجابية فأثبت وأثبِّت من حولى. هبنى أن يرى فىّ الناس غصنًا ثابتًا في كرمك فأجذبهم بثمارى الحلوة من فعل روحك القدوس. هب لى أن أتذكر كم عاهدتك في إقرار معموديتى أن أحيا معك وأقبلك، جاحدًا عنى كل أفكار العدو الشرير بكل ثبات وبلا تذبذب.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
26 فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27 بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28 مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29 فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30 فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31 مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ! 32 وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ.
ع26: أخطأنا باختيارنا: يقصد الإرتداد عن المسيحية والرجوع للعبادة اليهودية بسبب اضطهاد اليهود، ويمكن أن تعني أيضًا الإصرار على أي خطية.
يحذر المؤمنين من الإرتداد عن الإيمان المسيحي، لأنه لن تفيدنا الذبائح الحيوانية اليهودية وسنحرم من فداء المسيح وذبيحته الكفارية.
ع27: من يُصرّ على رفض المسيح لن ينتظره إلا دينونة الله له في اليوم الأخير وهي دينونة رهيبة، ويقف ضده بغيرة شديدة ليلقيه في العذاب الأبدي المُعَدّ للأشرار ورافضى المسيح.
ع28: إن الناموس الذي يؤمن به اليهود ينص على قتل من يخالفه إن ثبتت عليه الخطية بشهادة إثنين أو ثلاثة، ولا يفيد أي عذر أو يجد شفقة، هذا ليعلن الناموس مخافة الله واحترام الوصية (مت18: 16).
ع29: يظهر ق. بولس شناعة خطية من ينكر الإيمان، فهو يدوس المسيح ويحتقر دمه الكريم الفادي برجوعه للذبائح الحيوانية ويستهين بنعمة العهد الجديد التي نالها في الأسرار المقدسة واختبرها في حياته. فإن كان عقاب مخالفة الناموس هو الموت، فرفض المسيح يستحق عذابًا أبديًا لا يمكن تخيُّل مدى شناعته. وهو يعلن هنا لاهوت المسيح بقوله ابن الله.
ع30: يستشهد ق. بولس بكلام الله في سفر التثنية (تث32: 35، 36) أن الله يدين الأشرار وينتقم منهم. وهو يستخدم المشاعر البشرية وهي الانتقام ليؤكد العقاب الإلهي لمن يرفضونه.
ع31: إن الله عادل وحى إلى الأبد وعظيم جدًا، فمن ينكره ويُصِرّ على عصيانه لا بُد أن يقع في النهاية بين يديه في يوم الدينونة، فينال عقابًا مخوفًا فوق كل تصور.
فبعد أن أقنع ق. بولس اليهود بأن كل طقوسهم ترمز للمسيح، يحذرهم من أن يرتد المؤمن الذي من أصل يهودي عن المسيح فينال عقابًا وعذابًا أبديًا. أعلن الرسول كل هذا لينقذ المرتدين من الهلاك ليعودوا بالتوبة.
† تَذَكُّر الدينونة ينبهنا لكي ما نرجع عن خطايانا وتهاوننا، فرحمة الله لخائفيه وليس للمستهينين، وضعفنا لا يعطل عمله ولكن استهانتنا والإصرار على الخطية هو الذي يعرضنا للعقاب الإلهي.
32 وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. 33 مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. 34 لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضًا، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالًا أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا. 35 فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. 36 لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. 37 لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. 38 أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي». 39 وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ.
ع32: بعد التحذير الشديد يلطف كلامه بتشجيعهم، معلنًا فضائلهم وهي الصبر على الضيقات التي قابلوها من غير المسيحيين بعد معموديتهم. فثباتهم هذا وصبرهم يدعوهم للرجوع إلى المسيح والثبات في الإيمان.
ع33: لقد كنتم مشهورين بفضيلة الإحتمال للآلام وبهذا شاركتم الشهداء والقديسين الذين احتملوا العذابات مثل استفانوس.
ع34: لأنى لا أنسى لكم أنكم شجعتمونى أثناء سجنى ومحاكمتى وتحننتم على، بل فرحتم عندما تعرضتم إلى إغتصاب ممتلكاتكم غير مهتمين بما هو لكم على الأرض بل بما لكم في السماء من نصيب أبدي معدّ لأجلكم لا يأكله السوس ويسرقه السارقون مثل النصيب الأرضى.
† نعم يا رب علِّمنى أن لا أهتم بما هو لى مادام يُسلَب منى من أجل اسمك. علِّمنى أن أتخلى حتى عن حقى الشرعى إن كان يعطلنى عن مجد اسمك، ناظرًا إلى السماء وطنى الأصلى الذي منه أنا خرجت مولودًا منك وسأعود إليك بنعمتك وفعل دماك الغافرة وجسدك المبذول من أجلى.
ع35: لا تهملوا إيمانكم بالمسيح الذي يهبكم بركات في الأرض وفي السماء .. بركات كثيرة لا يعبَّر عنها.
ع36: يدعوهم للصبر في احتمال الاضطهادات، مشجعًا لهم بنوال وعود الله بالبركة ومساندتهم اثناء جهادهم ومكافأتهم في الملكوت.
ع37: هذا لأن الرب سيأتي سريعًا جدًا إن قارنَّا حياتنا الأرضية الوقتية بالأبدية السعيدة، لأن حياة البشر على الأرض كلها مهما طالت لا شيء أمام الأبدية التي ليس لها نهاية، فسيأتي المسيح سريعًا ويمجد أولاده معه في السماء.
ع38: لكي ما تواصلوا حياة البر والقداسة، تمسكوا بإيمانكم المسيحي. ويعلن الله في (حب2: 4) أن البار بالإيمان يحيا. ويكمل بولس الرسول فيوضح عدم مسرة الله بالبار إن ارتد عن بره وإيمانه ليحذر المسيحيين من أصل يهودي لئلا يرتدوا عن إيمانهم.
ع39: يشجعهم في النهاية للثبات على الإيمان بأنهم ليسوا من المرتدين الذين ينتظرهم الهلاك بل هم ثابتون على الإيمان بالمسيح.
← تفاسير أصحاحات عبرانيين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير عبرانيين 11 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير عبرانيين 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/hebrews/chapter-10.html
تقصير الرابط:
tak.la/3b7mx88