مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال موسيقية الألحان القبطية - م. جورج كيرلس

15- القوالب الموسيقية

 

ثانيًا: القوالب الموسيقية:

للألحان القبطية قوالب موسيقية عديدة ومتنوعة، يذكر منها:

o القالب (A - A₁ – A₂ – A₃) وهو مثل القالب ذو "الصيغة الأحادية"، وهو موجود بكثافة في تسبحة نصف الليل، كما يوجد في ألحان القداس الإلهى مثل لحن "الهيتنيات" (الشفاعات)، ولحن العذراء مريم "أونوف إممو ماريا" (إفرحى يامريم العبدة والأم)، والذي يسمى بـ"الاسبسمس الآدام" ويقال بعد صلاة الصلح في القداس الالهى.

وهذا القالب منتشر بكثرة وأحيانا ينتهى بجملة ختامية (B) مختلفة عن الجملة الأساسية (A)، وتكون (B) بمثابة كودا Coda أو تذييل ختامى للحن، مثل لحن أبؤرو الفرايحى (ياملك السلام الذي يقال في الأعياد والأكاليل)

 

هذا وأحيانًا تتكرر الجملة (B) في نهاية اللحن وتمتزج بجملة أخرى (C)، مثل لحن خين أوشوت (لبش الهوس الأول) ولحن مارين أؤنه إيفول (لبش الهوس الثانى).

وفي مثل هذه الألحان تكون (B) جملة بسيطة التركيب تخلو من الميليسما ويغلب عليها الطابع الريتمى النشيط (الدمج). إلا أنه في بعض القوالب يجئ الجزء (B) بشكل مركب متحرر من الإيقاع (أدليبى) ممتزج بقليل من الميليسما مثل لحن (إبشويس افنوتى) الذي جاء فيه الجزء (B) ليس كتذييل ختامى كالمعتاد، لكن ليكون له دور تصويرى بنغماته المرتفعة لعرش رب الصاباؤت (كلمة عبرية معناها الجنود) الممجد وحوله طغمات الملائكة تسجد بخشوع قائلين: قدوس قدوس رب الصاباؤوت.

o القالب (A - B – A₁ – B₁ -C) مثل لحن ني سافيف تيرو (يا كل الحكماء) الذي يقال في حضور الآباء البطاركة والأساقفة.

وهذه القوالب جميعها عادة ما تكون بسيطة التكوين والصياغة، وسهلة التحليل الموسيقى.

← انظر مقالات وكتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إلا أن هناك بعض الألحان تكون قوالبها شديدة التعقيد، وتكون قريبة الصياغة بقالب الصوناتا Sonata Form بأقسامه الثلاثة، العرض Exposition والتفاعل أو التطوير Development والذي يحدث فيه إنتقالات مقامية وتغيرات إيقاعية غير تقليدية، تُظهر البراعة الفائقة لمؤلفى هذه الألحان، ثم قسم إعادة العرض Recapitulation والذي في بعض الألحان لا يكون من المقام الأساسى للحن كما هو معتاد، بل من نفس المقام الأساسي مصوَّرًا على درجة موسيقية أعلى بنصف نغمة، مثل لحن "كاتا ني خوروس" (كل صفوف وطقوس السمائيين) اللحن الرائع الذي يقال في توزيع قداس عيد القيامة.

والجملة الموسيقية في الألحان القبطية متوازنة وتجىء عبارتيها على شكل سؤال وجواب، مثل لحن "غولغوثا" "الجلجثة بالعبرانية..." الذي يقال في ذكرى دفن السيد المسيح يوم الجمعة العظيمة وهو من مقام "مى بيمول" الكبير، والذي كتب عنه فيلون (20 ق.م – 55 م) المؤرخ، أنه كان يقال أيضا في المعابد الفرعونية عند تجنيز الفرعون.

هذا وتوجد العديد من القوالب الأخرى مثل قالب المزمور السنجارى (نسبة الي بلدة سنجار التي أغرقها الطوفان) الذي يتميز بأنه يبدأ وينتهى بمجموعتين من الهلليلويا ويتخلله أداء ريستاتيفى هكذا:

 

كذلك توجد قوالب معقدة التراكيب والصياغة مثل لحن مرد الإبركسيس الكبير والذى يتكون من ستة أجزاء بأسلوب ميليسمي صرف ثم تذييل ختامي، وتفصيله كالتالى:

 

إن القوالب والصيغ الموسيقية للألحان القبطية (1048 لحن) عديدة وهي مجال خصب للأبحاث العلمية التي يمكن من خلالها تحليل هذا التراث الموسيقي الغني لإدراك موسيقيته ولمعرفة أشكال قوالبه المختلفة وللوقوف على تصنيفها لكافة أنواعها، وربطها بالطقوس التي تؤدى فيها.

القفلات

موسيقية الألحان القبطية مقالات م. جورج كيرلس

اللحن

---