 |
القفلات Cadences في الموسيقى القبطية غريبة في شكلها ومضمونها وطبيعتها، فهي ليست كالقفلات المبهرة التي نراها في الأعمال الكلاسيكية والتي تأتى بشكل حاسم وواضح في خامسة السلم الموسيقى ثم أولته (صول – دو) لتحدث القفلة التامة الصارخة، ولا هي أيضًا كالقفلات في الغناء العربي والتي عادةً ما تكون في شكل سلم هابط ينتهي بأساس المقام الموسيقى، أو بأي شكل آخر يعطى ما يسمى بـ"القفلة الحراقة" وهي القفلة التي مهما كان اللحن ساذجًا أو بسيطًا أو هادئًا أو على وتيرة واحدة Monotonous، ثم تأتى مثل هذه القفلات فتستدعى للتو تصفيق الجمهور نظرًا لقوتها وقدرتها على جذب انتباهه فيندفع تصفيقًا.
أما في الألحان القبطية، فالأمر يختلف تمامًا فليست هناك أي دعوة للتصفيق بل التصفيق غير محبذ نهائيا في الصلوات الطقسية. كذلك ليس هناك رغبة في عمل إبهار للمصلين من خلال قفلات شديدة صارخة، لذلك تأتي القفلات في الألحان المصرية القديمة بالكنيسة القبطية هادئة ولكنها مختلفة ومتنوعة. وليس هناك اشتراطات لأن تكون القفلة منتهية بدرجة الأساس للمقام الموسيقى الذي انتهى فيه اللحن، بل يمكن أن تتحرك إلى الدرجة الثانية أو الثالثة أو أي درجة أخرى طبقًا للحالة الروحية وإحساس المؤلف الذي يوجهه ويقوده.
ولعله من المعروف موسيقيًا أن الانتهاء بدرجة غير درجة الأساس يتطلب حنكة موسيقية وقدرات موسيقية عالية، إذ أن أي موسيقى مبتدئ التلحين يسهل عليه دون عناء عمل قفلة تامة منتهية بأساس المقام الموسيقى الذي يصيغ منه اللحن، بل يمكن القول أن السلم الموسيقى بطبيعته يقود الملحن إلى درجة الاستقرار والركوز الطبيعية مرورًا بحسّاس السلم (الدرجة السابعة منه والتي تسمى بالـLeading Note) وتسمى بذلك لأنها "تقود" الملحن إلى درجة الاستقرار الطبيعية التي هي "أساس السلم الموسيقى". وهذه نماذج مختلفة لعدد من القفلات تعطى صورة عن طبيعة قفلات الموسيقى القبطية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/george-kyrillos/musicality-coptic-hymns/cadence.html
تقصير الرابط:
tak.la/xvh86dg
