+ في تفسير الحديث الإفخارستي في إنجيل معلمنا يوحنا الإصحاح السادس وبالرجوع إلي قاموس اللغة اليونانية:
(James Strong: Greek Dictionary of the New Testament the Ages Digital Library Reference version 1.1997 P 490/ word no. 5176 ,P 506 / word no.5315)
(5176) trw>gw, — tro’-go; probably strengthened from a collateral form of the base of (5134) (trau~ma) and (5147) (tri>bov) through the idea of corrosion or wear; or perhaps rather of a base (5167) (trugw>n) and (5149) (tri>zw) through the idea of a craunching sound; to gnaw or chew, i.e. (genitive) to eat: — eat.
(5315) fa>gw, -fag’-o; a primary verb (used as an alternate of (2068) (ejsqi>w) in certain tenses); to eat (literal or figurative): — eat, meat
نرى أن الكلمات اليونانية التي جاءت ترجمتها إلي كلمة (الأكل) في هذا حديث هما كلمتان:
* كلمة trw>gw: تستخدم في الجمل المشتملة علي الأكل الفعلي بصورة حرفية فقط (وليس المعنى الرمزي).
* كلمة fa>gw,: تستخدم في الجمل المشتملة علي الأكل الفعلي أو المعني الرمزي.
(trw>gw) يأكل (تُسْتَخْدَم في المعني الفعلي الحرفي)
الآيات باللغة العربية |
الآيات باللغة اليونانية |
"مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية" (يو 6: 54). |
54 o` trw,gwn mou th.n sa,rka kai. pi,nwn mou to. ai-ma e;cei zwh.n aivw,nionÅ
|
"مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو6: 56). |
56 o` trw,gwn mou th.n sa,rka kai. pi,nwn mou to. ai-ma evn evmoi. me,nei kavgw. evn auvtw/|Å |
" فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57). |
57 kai. o` trw,gwn me kavkei/noj zh,sei diV evme,Å |
"مَنْ يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلي الأبد" (يو6: 58). |
58 o` trw,gwn tou/ton to.n a;rton zh,sei eivj to.n aivw/naÅ
|
(fa>gw) يأكل (تُسْتَخْدَم في المعني الحرفي أو الرمزي (
الآيات باللغة العربية |
الآيات باللغة اليونانية |
+ "آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا" (يو6: 49). |
49 oi` pate,rej u`mw/n e;fagon evn th/| evrh,mw| to. ma,nna kai. avpe,qanon\ |
+ " لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت" (يو6: 50). |
50 i[na tij evx auvtou/ fa,gh| kai. mh. avpoqa,nh|.... |
+ "إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلي الأبد" (يو6: 51). |
51 j\ eva,n tij fa,gh| evk tou,tou tou/ a;rtou zh,sei eivj to.n aivw/na |
+ "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل" (يو 6: 52) |
52 pw/j du,natai ou-toj h`mi/n dou/nai th.n sa,rka fagei/n |
+ "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم" (يو6: 53). |
53 eva.n mh. fa,ghte th.n sa,rka tou/ ui`ou/ tou/ avnqrw,pou kai. pi,hte auvtou/ to. ai-ma (ouvk e;cete zwh.n evn e`autoi/jÅ |
+ "ليس كما آكل آباؤكم المن وماتوا" (يو6: 58). |
58 ouv kaqw.j e;fagon oi` pate,rej kai. avpe,qanon\ |
+ من هذا نري أنه في الآيات التي تحدثت عن أكل جسد السيد المسيح الفعلي، تم استخدام كلمة (trw,gw) (يأكل بصوت/ يقضم/ يمضغ)، وهذا هو ما تم إدراكه بالفعل من اليهود عندما سمعوا كلمات السيد المسيح عن الأكل الحقيقي لجسده فأثار هذا دهشة اليهود الذين فهموا الكلام حرفيًا، فقالوا متخاصمين فيما بينهم: "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" (يو6: 52). فإذا كان رب المجد قد رأي أن اليهود قد أخطأوا في هذا الفهم الحرفي لكلامه، لكان قد قام بتوضيح وتصحيح المعني المقصود. ولكننا نراه يؤكد علي هذا المعني بكلمات مترادفة ومتكررة ومؤكدة لكي يزيد المعني قوة وإيضاحًا، بل ويبدأ الكلام بقوله: "الحق الحق"، وهذه الصيغة تأتي عند إعلان حقيقة حياتية مؤكدة غير قابلة للتغيير، تتعلق بحياة الجنس البشري ككل، حيث قال: "الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو6: 53- 56).
+ الأمر الأصعب أن بعض ممن كانوا يتبعون السيد المسيح، قد فهموا هذا الكلام حرفيًا أيضًا، فضاق فكرهم ولم يقبلوه، بل أخذوا يتذمرون قائلين: "إن هذا الكلام صعب، من يقدر أن يسمعه" (يو6: 60). بل أن الكثيرين منهم انفصلوا عن السيد المسيح وتركوه بسبب عدم فهمهم لكلامه، "من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلي الوراء، ولم يعودوا يمشون معه" (يو6: 66). ولكن السيد المسيح عاد وأكد هذا المعني وشرحه للجميع مستخدمًا آيات أخري لإعلان قدرته الإلهية، فقال: "أهذا يعثركم؟ فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا إلي حيث كان أولًا. الروح هو الذي يحي، أما الجسد فلا يفيد شيئًا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو6: 61: 63).
+ لم يغير الرب في هذا الموقف الصعب أي حرف أو معني في كلامه بأنهم يأكلون جسده ويشربون دمه بشكل حقيقي وليس رمزي، بالرغم أن هذا الكلام كان سببًا لارتباك بعض التلاميذ الذين انفصلوا عنه، حتى وإن شمل هذا الأمر تلاميذه الاثني عشر: "فقال يسوع للاثني عشر: ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا؟ فأجاب سمعان بطرس: يا رب إلي من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك" (يو6: 67، 68). فهذا الأمر كان خطيرًا ومهمًا، فأراد السيد المسيح أن يؤكده مهما كانت النتائج ومهما ترتب عليه من رفض البعض. وهذا أيضًا كان أمرًا صعبًا أمام السيد المسيح الذي جاء من أجل خلاص الجميع "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون" (1تي 2: 4). لكن الأمر الأهم هو التأكيد علي حقيقة جسد الرب ودمه.
+ وبهذا نستطيع أن نلخص القول بأن الكلام تدرج على أربع مراحل، وكل مرحلة كانت تنتهي بشقاق بين السامعين، وكان الشقاق يزداد، والمسيح ثابت على إصراره:
1) (يوحنا 6: 20 – 40):
"أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" (يو 6: 35).
"فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال أنا هو الخبز الذي نزل من السماء " (يو 6: 41).
۲) (يوحنا 6: 41 – 51):
"الخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 51).
"فخاصم اليهود بعضهم بعضًا قائلين كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل " (يو 6: 52).
۳) (يوحنا 6: 52 – 59):
كانت نهاية المرحلة الأولى تذمرًا وانتهت الثانية بمخاصمة (آية 52). ولو كان الكلام معنويًا لما حدث هذا التحدي في هذه المرحلة الثالثة الذي وصل أقصاه حين تكلم عن جسده أنه يؤكل فعلًا وزاد على ذلك أن دمه أيضًا شراب حقيقي. "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
"لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق" (يو 6: 55).
4) (يوحنا 6: 60 – 71):
في نهاية المرحلة الثالثة وصل التذمر إلى التلاميذ أنفسهم فقال كثيرون منهم إن هذا الكلام صعب ولا يستطيع الناس أن يسمعوه. "من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه" (يو 6: 66)، وهكذا مهما تركه عدد من الجموع أو التلاميذ لم يتحول عن قصده.
+ عندما أسس السيد المسيح هذا السر العظيم، قال لتلاميذه: "هذا هو جسدي... هذا هو دمي" (مر 14: 22- 24)، وكان يمسك بين يديه الخبز وكأس الخمر. وقد أكد السيد المسيح أيضًا علي نفس المعني حينما قال: "الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي" (يو 6: 51)، "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" (لو 22: 20). إذن حقيقة التحول السرائري واضحة في هذه الآيات بصريح العبارة، فكما تحول الخبز الذي كان الرب يقدمه- يوم الخميس الكبير- من خبز عادي إلي جسده الحقيقي، وكما تحول الخمر الذي كان في الكأس من خمر عادي إلي دمه بالحقيقة، هكذا يتحول- في الإفخارستيا- الخبز العادي إلي الجسد الحقيقي للرب يسوع، والخمر العادي إلي الدم الكريم الذي له. هذا التحول السرائري للقرابين يتم بإتحاد الله الكلمة بها، حيث يعمل الروح القدس في نقل القرابين لتصير جسد ودم السيد المسيح.
+ يقول قداسة البابا شنودة الثالث حول حقيقة الخبز والخمر الذين نشترك فيهما في الإفخارستيا:
[هل هو مجرد خبز وكأس خمر يشترك فيه المؤمنون لمجد الذكري، كما يعتقد البروتستانت؟، أم هو جسد الرب ودمه حسب التعليم الإنجيلي؟. لننظر ماذا يقول الكتاب في ذلك؟ وما هي الأدلة؟ هذا السر ليس خبزًا عاديًا وإنما يصفه الرب بصفات عالية جدًا، حسبما ورد في الإنجيل للقديس يوحنا (يو6: 32- 58). إنها 27 آية متتابعة، أنصح بقراءتها لتلاحظوا العبارات الآتية: الخبز الحقيقي الذي من السماء (ع32)/ خبز الله النازل من السماء الواهب الحياة للعالم (ع33)/ خبز الحياة (ع35، 48)/ الخبز الذي نزل من السماء (ع41)/ الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت (ع50)/ الخبز الحي الذي نزل من السماء (ع51)/إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلي الأبد (ع 51). وهنا نسأل: هل الخبز الذي يقدمه الإخوة البروتستانت للذكري له كل هذه الصفات التي وردت في (يو6)؟! هل هو خبز الحياة؟. هل هو نازل من السماء؟ هل هو الواهب الحياة للعالم؟ هل كل من يأكل منه لا يموت بل يحيا إلي الأبد؟. هل هذا الخبز هو الرب يسوع نفسه الذي قال: أنا هو الخبز....؟ إنما هذا الخبز يعبر عنه الرب بأنه جسده، هذا الخبز هو جسد الرب. ليس هذا هو تعليمنا نحن، إنما هو تعليم الرب القائل بعد كل هذه الصفات التي وصف بها هذا الخبز: "والخبز الذي أنا أعطي، هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51)].
_____
(1) من كتاب ترياق الخلود في كنيسة المعبود – في شرح القداس الإلهي طقسيًا وروحيًا وعقيديًا – الباب التاسع ص 734.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-wisa-anba-bishoy/liturgy/john.html
تقصير الرابط:
tak.la/hq6mpx6